استضاف معرض أبوظبى الدولى للكتاب 2019، فى يومه الأول، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، جون كيرى، فى عصر الرئيس أوباما، للحديث حول كتابه "كل يوم إضافة"، والذى يشكل جزءًا من مذكراته وخدمته على مدار 3 عقود فى مجلس الشيوخ الأمريكى.
وفى البداية قال جون كيرى:" إن كتابى ليس سياسيا، بل رحلة لشاب يافع تعلم كثيرا من التجارب، لذا فهو تسجيل لرحلتى، و"كل يوم إضافة" انعكاس لشخصيتى، العائدة من الحرب، فإن من شارك فى الحرب، يدرك ذلك جيدا، ويعى كيف أن أى ضربة قد تكون موجهة إليه، وللنظر مثلا فيما حدث فى سيريكلانا، فلك أن تتخيل نفسك مثل الذين يذهبون فى عيد الفصح إلى الكنائس من أجل الصلاة، ثم يموتون".
وأشار جون كيرى إلى أن حياته العملية فى القطاع العام، كانت مليئة بمواقفه المناهضة للحرب وبخاصة بعدما عاد منها، مؤكدا أن الحرب الأمريكية فى فيتنام كانت مبنية على الأكاذيب، مضيفا: "الحكومات يمكن أن تكذب على شعوبها، ويحدث هذا، ويكذبون ويطالبون الشعوب بتصديقهم.. والآن فنحن نرى الأكاذيب فى كل يوم، وفى الحكومة الأمريكية اليوم، هناك الكثير من الأكاذيب، والجميع يعلم، وعلى القادة اليوم أن يتمكنوا من إقناع شعوبهم بالوقائع الحقيقة، لا أن يكذبوا عليهم".
كما أشار وزير الخارجية الأمريكى الأسبق إلى أن كتابه هو "محاولة لكى نظهر رحلة أمريكا من الستينيات والثورة الثقافية وتجربتها، والاحتجاجات، وحركات النساء، والسلام، والبيئة، والجهود بذلت فى حركات الحقوق المدنية".
وأضاف جون كيرى: "أنا متفائل، وكذلك الكتاب، وأعتقد أن كتابى تأكيد لقدرات الشعب على جعل الديمقراطية صالحة، لقد كنت أتكلم وأنا فى طريقى إلى أبوظبى، مع وزير الثقافة، حول كيفية عمل الحكومة هنا فى الإمارات، فإن حكوماتكم أكثر ترابطا مع الشعب، لأنها تعتمد على مبدأ السماع للشعب، ومن هنا فإن الحكومات تقدم دورها المطلوب منها، وتكتسب احترامها من الشعب، وهذا ما يتحدث عنه الكتاب".
وبسؤاله حول نظرته للحرب الأمريكية فى العراق، قال جون كيرى، إن الحرب الأمريكية فى العراق كانت خطأ، و"أظن أنها أحد أكبر الأخطاء التى ارتكبتها سياستنا الخارجية، وقد عارضت الحرب، باستثناء التصويت الذى رأى أن الحرب حل أخير بعدما استنفدنا الوسائل الممكنة، ولكن ما ثبت أنها لم تكن حربا كخيار أخير، بل تم الركض من أجل الدخول فى الحرب".
وأشار جون كيرى إلى أن ما كان يقلقه حيال الحرب الأمريكية فى العراق، هو "غياب الشرعية للحرب بناء على إذا ما كان لدى العراق أسلحة دمار شامل أم لا، وكان واضحا أن الإدارة لم يكن لديها أدنى فكرة عن العراق بعد غياب صدام حسين، ناهيك عن الاستغلال للخلافات بين السنة والشيعة".
وبسؤال عما شهدته المنطقة العربية من ثورات، قال جون كيرى: الأمر لم يكن دينيا، بل كان تعبيرا عن رغبة الشباب فى التغيير، ثم حدث ما حدث فى سوريا، وكنت قبلها قد التقيت بشار الأسد، وكنا نحاول أن نعمل معه فى أن يأخذ موقفا مستقبليا، وأخبرنى أنه أراد رعاية صحية، وتكنولوجية، وطائرات، إلا أنه استقبل احتجاجات الشباب بعنف، وكانت هناك ست حروب تحدث فى سوريا، من مجموعات عنيفة مثل "النصرة"، أو السنة والشيعة".
وبسؤال حول رؤيته لما سيبدو عليه العالم الجديد، قال وزير الخارجية الأمريكى الأسبق: نحن فى فترة عصيبة جدا، ، وأنا أحب دولتى، وأعتبر أن الوطنية الحقيقية تعني أنه ليس عليك أن تثق بكل ما تقوله الحكومة فى وطنى دوما، وعلى الناس أن تختار".
وأضاف جون كيرى: لقد ذهبت إلى برج خليفة، ورأيت كيف تحولت هذه القطعة من الأرض الخالية إلى ما هى عليه الآن، ولهذا فأنا أقول دوما انظروا إلى أبوظبى، وهنا ندرك ما علينا تجاهه من قيمة وأهمية القيادة، وهو ما نحتاجه الآن.
وشدد جون كيرى على أن من بين الأخطار التى تحدق بنا، تغير المناخ، ففى خلال السنوات العشر المقبلة، إن لم نتخذ خطوات جادة، فسوف نجد أنفسنا أمام كوارث، ولكى نحارب الفترة القاتمة المقبلة، نحن بحاجة إلى الأشخاص الجديرين بذلك.
وتابع جون كيرى: ليس هناك من دولة فى تاريخ البشرية، خاضت حروبا كثيرة وسيطرت على أراضى كثيرة مثلما فعلنا نحن، إننا فى لحظة دقيقة تؤكد على أهمية عودتنا إلى العمل سويا، لحل ما يواجهنا من مشكلات.
وعن الأزمة الفلسطينية، قال جون كيرى:" لقد كنا قريبين من إيجاد الحل، لقد أردنا دولة فلسطينية بحد ذاتها وآمنة على المدى الطويل، وغيرنا مبادرة الملك عبد الله التى قدمها من السعودية، ووضعنا المجال لخطة أمنية يمكن تحقيقها، وموافقة العالم العربى على دولة إسرائيل قبل أن أترك منصبى، وكذلك حماية فلسطين أيضا، ولكن للأسف كانت المشكلة هى أن القادة لم يكونوا فى مجال يسمح لهم بوضع الأمر فى موضعه، الأمر كان يشبه بـ"نضج الفاكهة"، فأحيانا يكون الوسطاء فى وضع لا يمكنهم من صناعة ثقب فى وسط الدائرة".
وأضاف جون كيرى:" لهذا أنا أطلب منكم أن تتخذوا قراراتكم بأنفسكم، مثل القدس، أو منطقة الشرق بشكل عام، فهذه المنطقة يمكن أن تكون الأغنى فى العالم، أعنى بسبب الأديان السماوية الثلاثة، وليس بسبب البترول، عليكم أن تستقطبوا الناس من كافة أنحاء العالم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة