أكد سفير الصين بالقاهرة "سونج آي قوه" أن الزيارة الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بكين للمشاركة فى الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق الدولي المقرر عقدها يومي 26 ، و27 أبريل الجاري ستسهم فى تعميق التعاون بين مصر والصين فى اطار مبادرة الحزام والطريق مشيرا إلى أن الرئيس السيسي سيلقى خطابًا مهمًا في الجلسة الافتتاحية وقمة الطاولة المستديرة للمنتدى تتناول أفكار ومبادرات الجانب المصري من أجل تعميق التعاون فى إطار تلك المبادرة بين الصين ومصر وتعزيز التعاون الثلاثي بين كل من مصر والصين وأفريقيا .
وأضاف سفير الصين بالقاهرة – فى حديث أجراه علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط – ان زيارة الرئيس السيسي إلى بكين / التى تعد السادسة على التوالى منذ توليه منصب الرئاسة والاجتماع الثامن لقادة البلدين / تعد فرصة ثمينة للجانبين لمناقشة التعاون وتحقيق توافق في الآراء بشأن التنمية لافتا الى انه بصفته سفير الصين لدى مصر ممتن للغاية لتلك الزيارة ويتطلع إلى استمرار تعميق التعاون بين البلدين في إطار مبادرة "الحزام والطريق" باعتبار ان مصر بلد مهم على طول "الحزام والطريق" وقناة مهمة تربط الشرق الأوسط وأفريقيا ، تعبر المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط " ، وتلعب دورًا مهمًا في تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي.
وشدد السفير الصينى على أنه فى السنوات الماضية ، جلب التعاون بين كل من مصر والصين فى إطار مبادرة "الحزام والطريق زخما جديدا أدى إلى إنعاش الإقتصاد المصرى وخاصة فى العاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
وقال إن الصداقة بين مصر والصين لها تاريخ طويل ، فمنذ ألفي عام مضت كتبت الصين ومصر ، وهما حضارتان عريقتان ، فصلاً من التفاهم المتبادل على طول طريق الحرير القديم. وخلال الـ 63 عامًا الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين وعلى الرغم من أن البلدين متباعدتين جغرافيا عن بعضهما البعض ، إلا أنهما كانا دائمًا يتفهمان بعضهما البعض ، ويثق ويدعم كل منهما الآخر .
وأضاف السفير الصينى أنه خلال الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس السيسى إلى الصين في عام 2014 ، تمت ترقية العلاقات الصينية المصرية إلى شراكة استراتيجية شاملة ، وأصبحت الصداقة والتعاون بين الصين ومصر نموذجًا للتعاون المخلص بين الصين وإفريقيا.
وأشار إلى أن التعاون العملي في مختلف المجالات بين البلدين نما بخطى متسارعة خلال السنوات الاخيرة ، حيث تم تعزيز الثقة السياسية المتبادلة باستمرار ، وأصبحت التبادلات الاقتصادية والتجارية متنامية بشكل متزايد ، وازدهرت التبادلات الشعبية منوها الى أن تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين لعب دورًا رئيسيًا فى ذلك ، مما دفع العلاقات الثنائية فعليًا إلى مستوى جديد.
وأشار الى أن الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس شي جين بينغ لمصر في يناير 2016 ، ساهمت فى دفع العلاقات الصينية المصرية إلى آفاق جديدة ، وفي سبتمبر 2018 ، قام الرئيس السيسى بزيارة الدولة الثانية للصين وحضر قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي ، وتوصل الزعيمان إلى سلسلة من الأراء حول زيادة تعميق التعاون في مختلف المجالات بين البلدين في إطار "الحزام والطريق ".
وأوضح أن مصر تعد ممثلا عن الدول العربية والأفريقية والإسلامية والنامية والاقتصادات الناشئة ، كما أن تأثيرها في الشؤون الدولية والإقليمية آخذ في الأزدياد يوما بعد يوم مشددا على ان الصين دعمت دائمًا جهود الحكومة المصرية للحفاظ على الاستقرار وتنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب ، كما تدعم مسار التنمية في مصر بما يتماشي مع ظروفها القومية ، وتؤيد دور مصر المتزايد والكبير في الشؤون الدولية والإقليمية.
وأكد السفير الصينى بالقاهرة ان الصين ومصر تعملان على تعزيز التواصل والتنسيق الإستراتيجيين ، ودعم بعضهما البعض في القضايا ذات الاهتمام المشترك ، وتبادل الخبرات ، وهو أمر يصب في مصلحة البلدين .
وحول المساهمات الصينية في مشروعات التنمية والاستثمار فى مصر.. قال السفير الصيني إن التعاون بين الصين ومصر في المشروعات الكبرى خلال السنوات الأخيرة كان المحرك الرئيسي للتعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي. ومن خلال تعاون كبير في المشروعات المختلفة ، عمل الجانبان على تعميق الثقة المتبادلة في التكنولوجيا ، والمعدات ، والمعايير ، والتمويل ، وما إلى ذلك ، وتعزيز التعاون في مجالات مختلفة مثل الهندسة والتجارة والتمويل.
وأضاف أنه مع التطور المتسارع للاقتصاد المصري ، تستمر ثقة واستعداد الشركات الصينية للاستثمار في مصر في الازدياد ، ففى الوقت الراهن يستكشف الجانبان مشروعات استثمارية جديدة في مجالات الصلب ، والجلود ، والمنسوجات ، وغيرها .
ومن المأمول أن يتم تنفيذ هذه المشروعات بنجاح لتسريع عملية التصنيع وزيادة العمالة المحلية فى مصر لافتا الى أن الشركات الصينية - التى أكدت بشكل إيجابي تحسن بيئة الاستثمار في مصر – تزايدت ثقتها في أن استثمارات الصين في مصر سيكون لها مستقبل أكثر إشراقًا.
وحول استفادة الصين من الموقع الجغرافي لمصر وخاصة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس باعتبارها جزءا من مبادرة "الحزام والطريق" قال السفير الصيني إن مصر – التى تقع في الطرف الغربي من "الحزام والطريق" - تتمتع بموقع مميز فريد كما أنها شريك طبيعي لمبادرة "الحزام والطريق ،ففى يناير عام 2016 ، خلال زيارة الرئيس الصينى شي جين بينغ لمصر ، وقع الجانبان مذكرة تفاهم حول تعزيز التعاون فى إطار مبادرة "الحزام والطريق" بشكل مشترك.
وأضاف أنه في السنوات الأخيرة ، حققت تلك المبادرة " نتائج مثمرة وجلبت فوائد ملموسة للبلدين ، حيث دخلت المنتجات المصرية مثل البرتقال والعنب والبلح إلى السوق الصينية تدريجياً ، واستمر تحسين الهيكل التجاري الثنائي،و تم إطلاق مشاريع التعاون الكبرى مثل، خطوط لنقل الكهرباء والقطار الكهربائي لمدينة العاشر من رمضان وتحسين مستوى المرافق والاتصال ، بالإضافة إلى الإتفاقيات التى وقعتها البنوك المركزية والمؤسسات المالية في البلدين بأكثر من 7 مليارات دولار أمريكي لتبادل العملات المحلية بين مصر والصين والائتمان والقروض وغيرها من أشكال اتفاقيات التعاون المالي لافتا إلى انه خلال السنوات الخمس الماضية سافر أكثر من 2000 من مسؤولي الحكومة والموظفين الفنيين والتقنيين من مصر إلى الصين مما كتب فصلا جديدا للتبادلات الشعبية بين الجانبين.
وأكد إن التعاون بين الصين ومصر في المنطقة الإقتصادية لقناة السويس له تاريخ طويل. فمنذ عام 2008 ، بدأ الجانبان في استكشاف بناء منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري ، وبعد عشر سنوات من التطوير ، أصبحت منطقة السويس الاقتصادية والتجارية منطقة مهمة قادرة على استيعاب استثمارات الصين في مصر، حيث تم عقد اجتماعين من آلية مجلس التنسيق لمنطقة التعاون، وهى خطوات تسهم فى تنمية المنطقة بشكل سريع وسليم.
وأشار الى ان التعاون بين الصين ومصر في المنطقة الإقتصادية لقناة السويس آخذ في الازدياد. وفيما يتعلق بالاستثمار ، فإن المرحلة الأولى من الاستثمار في المنطقة التوسعية قد انتهت فعليا، وساعد ذلك فى إستقطاب مشروعات عدة مثل تصنيع الدراجات البخارية، وإنتاج الجبس منوها الى ان شركة صينية شاركت في مشروع توسيع موانئ العين السخنة لتعزيز القدرة اللوجيستية.
وقال ان حزام قناة السويس الاقتصادي سيصبح محطة مهمة في "الحزام والطريق" وسيساهم مساهمة مهمة في التعاون الدولي فى اطار المبادرة بفضل الجهود المشتركة بين الصين ومصر.
وحول رؤية الحكومة الصينية لتعزيز وتكثيف التعاون الثلاثى مع مصر بأفريقيا قال السفير الصينى إن الصداقة التى تربط الصين وإفريقيا لها تاريخ طويل ، فهما صديقان حميمان وشريكان جيدان وشقيقان مخلصان مشيرا الى ان علاقة الصين مع الدول الأفريقية فى الوقت الحالى في أفضل حالاتها على مدار التاريخ ، حيث يقوم التعاون بين الطرفين على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك .
وأضاف انه منذ قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2015 ، نفذت الصين بالكامل "خطة التعاون العشرية الأولى" بين الصين وأفريقيا ، حيث تم إنشاء عدد كبير من مشروعات البنية التحتية مثل السكك الحديدية والطرق السريعة والمطارات ومناطق التعاون الاقتصادي والتجاري ، وازداد التعاون في مجال السلام والأمن والعلوم والتعليم والثقافة والصحة وتخفيف حدة الفقر والتبادلات غير الحكومية بين الصين وأفريقيا .
وأشار الى أن مؤتمر قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني - الأفريقي في عام 2018 فتح قناة تصاعدية جديدة لتعزيز التعاون بين الصين وأفريقيا ، حيث طرحت القمة "8 مبادرات" اشتركت في تنفيذها الصين وإفريقيا ، ويمكن القول إنها نسخة مطورة من "خطة التعاون العشرة الرئيسية" بين الصين وإفريقيا ، وستزيد من تسريع تحولات التعاون الصيني الأفريقي وتسريع تحقيق التنمية المستدامة في البلدان الأفريقية.
وقال إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي أكدت على أهمية مصر وتأثيرها في أفريقيا مشددا على ان التشارك في بناء "الحزام والطريق سيعزز المنفعة المتبادلة والتعاون والتنمية لإقامة مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وإفريقيا مشيرا إلى أن الصين تبحث مع مصر التعاون الثلاثى مع إفريقيا، للاسهام في السلام والتنمية وتحقيق التعاون والكسب المشترك والتنمية المشتركة.
واضاف ان مصر والصين ستسرعان فى ربط مبادرة “الحزام والطريق” مع الاستراتيجيات التنموية مثل مشروع ممر قناة السويس وفقا لمفهوم الكسب المشترك، بخط رئيسي متمثل في التواصل والتبادل، بهدف تحقيق التنمية المشتركة، وتوثيق شراكة التعاون والارتقاء بها.
واختتم السفير الصينى حديثة بالتأكيد على أن هذه الدورة من منتدى الحزام والطريق ستكون منطلقا جديدا للتشارك في بناء “الحزام والطريق“ وتحقيق مزيد من الخير للشعبين المصرى والصينى .