هو شاهد على فترة احتلال إسرائيل لسيناء ومراحل الصمود على الأرض، حيث ضرب الأهالى المثل فى مواجهة إسرائيل وتحدى كل محاولاتهم شراء أرضهم باللين وإبعادهم عنها بالقوة، وتحديدا فى منطقة "الجورة" جنوب مركز الشيخ زويد بشمال سيناء، إنه الشيخ عرفات خضر، الذى كما صمد مع من سبقه من أجيال أثناء احتلال إسرائيل للأرض يصمد اليوم على نفس التراب.
ويعود الشيخ عرفات بذاكرته للوراء متذكرا أنه يوم 25 إبريل من عام 1982 رفع أهالى قرية الجورة أعلام مصر مهللين على زاوية "الجورة" التى هى مقر ومجلس تواجدهم فرحين بأن الأرض التى صمدوا عليها ومن فوقها قاوموا الاحتلال حتى عادت لحضن الوطن بعد رحلة كفاح قادها شيخهم المرحوم الشيخ خلف الخلفات .
وقال الشيخ عرفات، إنه كان شاهد عيان على الدور الوطنى لأبناء المنطقة أثناء احتلال إسرائيل لسيناء وهو ما ظهر جليا فيما فعله الشيخ خلف وتصديه بحزم لمحاولات المخابرات الإسرائيلية أثناء فترة الاحتلال تقديم إغراءات مالية لشراء الأرض من الأهالى وتوثيقها كأملاك ليهود ودولة إسرائيل المزعومة.
وأشار الشيخ عرفات، إلى أن هناك واقعة محددة لا ينساها أبناء القرية تمت فى رابع يوم لانتصارات أكتوبر وفى شهر رمضان،حيث كان الأهالى يلتفون حول الشيخ خلف الخلفات ليجلسوا فى ساحة الزواية عندما فوجئ الجميع باقتحام الجيش الإسرائيلى للمكان والقبض على الشيخ خلف تحت تهديد السلاح .
وتابع الشيخ عرفات: وكانت المفاجأة التى تنتظر الشيخ خلف فى أروقة التحقيق هى تقديم عرض له أن يوافق على إخلاء المنطقة ويساعدهم فى إقناع الأهالى بذلك فى مقابل بناء قرية متكاملة لهم تتوفر فيها كل الإمكانيات وتصمم وتشيد وفق طريقتهم ومعيشتهم البدوية، وكان رده عليهم واضحا بقوله إن حقهم فى أرضهم لا يقبل تفاوضا وأنهم قد لا يستطيعون مقاتلة إسرائيل، ولكنهم سيموتون دون أرضهم، وتم تمديد فترة الحبس أكثر من 6 شهور أعقبها الإفراج عنه مع وضعه تحت إقامة جبرية.
وأضاف شاهد العيان الشيخ عرفات خضر وهو يتذكر أيام ما قبل تحرير سيناء فى قريتهم أنه فى 2 سبتمبر 1973 عقدت القيادات الإسرائيلية اجتماعا مع قيادات المنطقة القبلية وأخبرتهم على إخلاء منطقة الجورة وما حولها إلى ما بعد قرية الخروبة غربا إلى العوجة حفير جنوبا وإلى الحدود الدولية شرقا وإلى أبو طويلة شمالا تلك المساحة التى تقدر بحوالى 1450 كم مربعا وتقطنها خمس قبائل.
وأوضح الشيخ عرفات: كانت مواجهة هذا المخطط بسرعة توعية رموز القبائل لخطورته، وعلى الفور عقد الشيخ خلف لقاء مع مشايخ القبائل أخبرهم خلاله بأن يثبتوا وألا يخبروا الأهالى بهذا الأمر حتى لا يثير فزعهم ومخاوفهم، وردت إسرائيل على ذلك بدهاء شديد تمثل فى إرسال قيادة عسكرية وهو الحاكم العسكرى للمنطقة فى وقتها ويدعى "إسحاق سيجاف"، الذى قدم إليه فى مجلسه ولكنه رفض مقابلته، ورد الشيخ بدهاء أكثر، أنه توجه بنفسه لمقر الحاكم وأبلغه رأى أهالى سيناء أبناء القبائل فى تلك المنطقة وهو رفضهم القرار الإسرائيلى، وقال للحكام فى وقتها مقولة معروفة "لن نرحل، هذه أرضنا إما أن نحيا على ظهرها أو ندفن فى باطنها".
وأضاف الشيخ عرفات، أنهم يتشرفون بأنهم أبناء وأحفاد هذا الشيخ الذى احتفل فرحا برفع علم مصر على سيناء فى مدينة رفح المحررة، وبعدها شهدت المنطقة حربا جديدة وهى حرب التعمير ووفرت الدولة فى القرية كثير من الخدمات .
وأشار الشيخ عرفات خضر إلى أنه ومع ما تمر به المنطقة خلال هذه المرحلة من أحداث جسام طالت منطقتهم كان ردهم وواجبهم هو الصمود حتى لا تخلى المنطقة لأحد غيرهم يستغل ويستبيح المكان.
وتابع الشيخ عرفات، أن من بين أوجه صمودهم هذه الأيام أنهم يصبرون على كثير من ترف الحياة المفقود ويكتفون بالبسيط، مضيفا أنه يعقد فى ساحة زاوية الجورة حلقات تعليم للنشء الصغير.
وأضاف الشيخ عرفات، أن الإنسان البدوى البسيط فى كل مكان على أرض سيناء هو أيقونة صمود وتحدى لكل احتلال وأى قوى شر تريد استحلال تراب الوطن، لافتا إلى أن هذا الإنسان ثروة فى مكانه فهو بإمكانيات بسيطة يعيش ويعمر ويحرس ويحمى الأرض، متابعا أن أمنيتهم فى ذكرى تحرير سيناء أن يتحقق حلمهم بتحويل قريتهم جنوب الشيخ زويد لمدينة، وتستأنف فيها حركة الحياة مجددا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة