يحتفل المسيحيون، اليوم، بيوم الجمعة اليتيمة، أو الجمعة العظيمة، والتى تعرف أيضا بأسماء عدة أخرى منها جمعة الآلام، يتم من خلاله استذكار صلب يسوع وموته ودفنه، وتعتبر جزءًا من الاحتفالات بعيد القيامة وتكون فى يوم الجمعة السابقة له.
ووفقا للتفسير المسيحى، فيعتقد أن المسيح تم صلبه يوم الجمعة استنادا إلى إنجيل يوحنا 19: 21 "وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَانًا وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا: «يَسُوعُ النَّاصِرِى مَلِكُ الْيَهُودِ» (20) فَقَرَأَ هذَا الْعُنْوَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِى صُلِبَ فِيهِ يَسُوعُ كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ وَالّلاَتِينِيَّةِ (21) فَقَالَ رُؤَسَاءُ كَهَنَةِ الْيَهُودِ لِبِيلاَطُسَ: «لاَ تَكْتُبْ: مَلِكُ الْيَهُودِ، بَلْ: إِنَّ ذَاكَ قَالَ: أَنَا مَلِكُ الْيَهُودِ!».
وبحسب كتاب "30 طريقة للموت: تاريخ وسائل الإعدام فى العالم" للدكتور ميشيل حنا، فإن الصلب هو وسيلة قديمة للإعدام، حيث يربط المحكوم عليه، أو يسمر بالمسامير، قطعتين خشبيتين متعامدين، ويترك معلقا حتى يموت، وكان الصلب وسيلة الإعدام التقليدية بين القرنين السادس قبل الميلاد والرابع الميلاد، خاصة فى بلاد فارس، وقد انتقل منها إلى الإمبرطورية الرومانية، ومن المرجح أن الإسكندر هو الذى نشر هذه الوسيلة عبر القارات التى فتحها وهو يبنى إمبراطوريته الشاسعة.
ويوضح الكتاب إلى أن الرومان، كان يحكمون بالصلب على العبيد والمتمردين والمجرمين والقراصنة وأعداء الإمبراطورية، وقد كانوا يعفون مواطنى الإمبراطورية من الرومان من هذه العقوبة، فيما عدا جرائم الخيانة العظمى، حيث إن العقوبة القصوى بالنسبة للمواطن الرومانى هى الغرامة أو النفى، ويقال أن الرومان استخدموا تلك العقوبة خلال تمرد سبارتاكوس وخلال الحرب الأهلية الرومانية وفى تدمير مدينة أورشليم.
ويشير كتاب "المسيح الذى لا مثيل له" لـ جون ستون، إلى أن الرومان كانوا يخصصون عقوبة الصلب لأسوأ المجرمين، وكانوا يجبرون المحكوم عليهم بالموت صلبا، بأن يحمل صليبه إلى مكان تنفيذ عقوبة الصلب.