يواجه الجيش الوطنى الليبى عددا من المرتزقة الأجانب وإرهابيين فى محاور القتال المختلفة بالعاصمة طرابلس، وخاصة فى محورى عين زارة وخلة الفرجان والعزيزية، فضلا عن محاولة كتائب مصراتة المسلحة استهداف قوات الجيش الليبى بطائرات يقودها طيارون أجانب يقيمون فى غرب البلاد.
المقاتلون الأجانب الذين أشار لهم اللواء أحمد المسمارى المتحدث الرسمى باسم الجيش الليبى يكشف طبيعة الصراع الإقليمى والدولى على ثروات ليبيا، وذلك بدعم هذه الدول للمجلس الرئاسى الليبى الذى يقوده فائز السراج وعدد من وزراء حكومة الوفاق الوطنى فى طرابلس.
وأكد اللواء أحمد المسمارى المتحدث باسم الجيش الليبى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، مساء الجمعة، أن الاستخبارات العسكرية للجيش الليبى تتبع طيارا مقاتلا يحمل جنسية الإكوادور كان يقود طائرة حربية تابعة للكتائب المسلحة التابعة للسراج، مشيرا إلى أن الطيار الأجنبى حاول الإغارة على قاعدة الوطنية الجوية الواقعة جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس.
وأوضح اللواء أحمد المسمارى أن الدفاعات الجوية التابعة للجيش الليبي تمكنت من اسقاط طائرة يقودها طيار أجنبى يحمل جنسية الاوكوادور، مؤكدا أن الطيار يدعى "بوريس ريس" ويتواجد فى محيط مدينة العجيلات، لافتا إلى عثور قوات الجيش الليبى لحطام الطائرة التى تم إسقاطها والعثور على كرسى الطيار الأجنبى والباراشوت ومتعلقاته.
مسلسل التدخلات الأجنبية فى الشئون الداخلية لليبيا لم يتوقف منذ إسقاط نظام العقيد السابق معمر القذافى، وذلك بتمويل بعض الدول الإقليمية والدولية لكتائب مسلحة تم تشكيلها مع اندلاع ثورة 17 فبراير 2011، وهو ما تسبب فى تشكيل الآف المليشيات المسلحة التى كانت ولائها الأول والأخير لمن يدفع لها المال ويمولها بالسلاح.
فيما انتقد اللواء أحمد المسمارى المتحدث باسم الجيش الليبى، التواجد العسكرى الإيطالى فى مدينة مصراتة غرب البلاد معتبرا ان روما تستخدم ذريعة أن تواجده العسكرى هدفه تقدم الدعم الإنسانى والطبى لأهالى مصراتة، مؤكدا أن الإيطاليين فى مصراتة يقدمون رعاية طبية إلى المليشيات المسلحة المتمركزة فى مدينة مصراتة وليس لدعم أبناء الشعب الليبى.
وكشف اللواء أحمد المسمارى عن وجود عدد كبير من المرتزقة الأجانب والأفارقة فى صفوف مليشيات مسلحة تتمركز فى ضواحى طرابلس، مؤكدا أن قوات الجيش الليبى تواجه تحالفا من تشكيلات إرهابية وعصابات إجرامية ومرتزقة أجانب وأفارقة بالعاصمة الليبية.
وأكد اللواء أحمد المسمارى أن قوات الجيش الوطنى الليبى تمكنت من بسط سيطرتها على مناطق شاسعة فى ضواحى طرابلس تمتد من مدينة ترهونة إلى معسكر صلاح الدين، مرورا بمنطقة قصر بن غشير، لافتا إلى أن قوات الجيش الوطنى الليبى لم ترفض وقف إطلاق النار لإخراج المدنيين من مناطق الاشتباكات فى محيط طرابلس.
كان المسمارى قد كشف فى مؤتمراته الصحفية الأخيرة عن العناصر والتشكيلات المسلحة والإرهابية التى تواجهه قوات الجيش الليبى فى طرابلس، مؤكدا أن القوات المسلحة الليبية ترفض استخدام الأسلحة الثقيلة فى معركة "طوفان الكرامة" خوفا على حياة المدنيين فى العاصمة.
وفى سياق متصل، فشلت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا فى التواصل لوقف إطلاق نار فى طرابلس بعد إطلاق القائد العام للجيش الليبى عملية "طوفان الكرامة" لتحرير العاصمة من قبضة تشكيلات ومليشيات مسلحة وجماعات إرهابية.
ويقوم المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة بزيارات إلى عدد من الدول الإقليمية والدولية بدأها بزيارة إلى تونس ومنها إلى إيطاليا، ووصل مساء أمس إلى العاصمة الفرنسية باريس، لبحث سبل وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية فى البلاد.