دقت ساعة "الفسيخ".. شعار رفعته عدد من المحافظات المشهورة ببيع الأسماك المملحة استعدادا لاحتفالات شم النسيم، وزاد إقبال المواطنين على شراء الرنجة والفسيخ، وفى التقرير التالى نستعرض أشهر وأقدم أماكن بيع الأسماك المملحة بمحافظات أسوان والإسكندرية والدقهلية، حيث تحدث البائعون عن متوسط الأسعار، ونسب الإقبال وكيفية اختيار أفضل الأنواع.
ملوحة أسوان فى المقدمة
وفى أسوان، تبرز لافتات لأشهر بائعى الفسيخ الأسوانى التى يتوافد عليهم الكثير من المواطنين ويأتون إليهم من كل مكان خاصة فى المواسم وأعياد الربيع ليشتروا منهم أجود أنواع الفسيخ التى تشتهر بها محافظة أسوان وتتميز بها عن غيرها من المحافظات الأخرى.
وقال عصام عبد الصبور، أحد البائعين إن الفسيخ الأسوانى مشهور بجودته ومذاقه المميز كما أن أسماك الفسيخ والملوحة فى أسوان لا مثيل لها فى باقى المحافظات الأخرى، لافتاً إلى أن العاملين فى الفسيخ الأسوانى يتميزون بمهارة طرق تحضير وتخزين الفسيخ، حتى أن حالات التسمم لا يمكن أن تقع من أسماك الملوحة النيلية لأنها تعيش فى ماء عذب، بينما تقع حالات التسمم فى الفسيخ البحرى مثل "البورى والرنجة" لأنها أسماك بحرية لا تقبل الملح عندما يضاف إليها أثناء فترة التخزين.
وحول أنواع الفسيخ، أشار إلى أن هناك ما يسمى بـ"ملوحة كلب البحر" وهى من أشهر أنواع الملوحة وأجودها فى محافظة أسوان، وهى تعيش فى نهر النيل بالمياه العزبة، ويصل سعر الكيلو منها لنحو 150 جنيهاً، وهناك أنواع أخرى من الملوحة يصل سعرها إلى 120 جنيهاً، وهناك الملوحة "المخلية أو الفليه" ويصل سعر الكيلو منها لـ120 جنيهاً، وهناك أسماك الرنجة ومنها ما يسمى بـ"النجمة" ويصل سعر الكيلو منها نحو 35 جنيهاً، وأيضاً هناك أنواع تسمى بـ"بطارخ كفيار" و"سردين بلدى" بـ60 جنيهاً للكيلو، و"بسارية" بـ 50 جنيهاً للكيلو.
وأضاف هانى عبد الصبور، شقيقه وأحد العاملين فى مجال الملوحة، لـ"اليوم السابع"، أن طرق تجهيز الملوحة الأسوانية تبدأ بصيد الملوحة من مياه النيل العذبة وخاصة من بحيرة ناصر التى تحتوى على أفضل أنواع الأسماك ومنها سمكة "كلب البحر" والتى يتم تنظفيها تماماً من داخلها وملئها بالملح ثم تترك لمدة تتراوح من أسبوع إلى 10 أيام، ثم تخزن داخل أكياس وتوضع فى صفائح معدنية نظيفة تماماً، ثم تحفظ فى مكان جيد وتحت درجة حرارة مناسبة فترة طويلة بعد أن يحكم إغلاقها جيداً.
أقدم شارع بالعطارين فى الإسكندرية مركز لبيع الفسيخ
وداخل منطقة العطارين أجرى "اليوم السابع" جولة بأقدم شوارع الإسكندرية لمعرفة قصة أقدم شارع لبيع الفسيخ والأسعار الخاصة بالأسماك المملحة واختلافها عن المحافظات الآخرى.
ويقول محمد البرنس، صاحب أقدم محل لبيع الأسماك المملحة بسوق العطارين، أن المهنة توارثوها من آباءهم وسر الخلطة والتمليح والأدوات المستخدمة فى التمليح والتى يتميزون بها عن باقى الأماكن.
وأضاف أن محافظة الإسكندرية تشتهر بالأسماك الطازجة بالإضافة إلى منطقة العطارين التى تشتهر ببيع الفسيخ طوال العام وليس فى أعياد شم النسيم فقط، ويأتى إليه المواطنون من كافة المناطق بالإضافة لزبائن من محافظات آخرى يطلبون خصيصا شراء الفسيخ من الإسكندرية نظرا لجودته.
وأشار إلى أن هناك استعدادات خاصة لأعياد شم النسيم يبدؤون فيها مبكراً لتجهيز الأسماك وأحجامها وأنواعها من فسيخ وسردين ودرجات ملوحة مختلفة حتى يتم إرضاء كافة أذواق الزبائن.
وأكد أن هذا العام لم يشهد إقبالا على شراء الفسيخ نظرا لاستعدادات شهر رمضان تزامنا مع أعياد شم النسيم.
وأوضح أن صناعة الفسيخ من أصعب المهن لضرورة اتباع من يمتهنها أساليب خاصة حتى يتم انتاج أسماك مملحة نظيفة خالية من الأضرار والسموم حفاظا على صحة المواطنون، مشيراً إلى أن المواطنين دائما ما يثقون فى بائع واحد فقط فى شراء الأسماك المملحة نظرا لجودته ويتعاملون معه لسنوات طويلة على العكس من المواد الغذائية الأخرى.
كما أكد أن صناعة الفسيخ تحتاج لوقت قبل أعياد شم النسيم لذلك يتم صناعتها مبكراً فى براميل خشبية نظيفة ويتم استخدام أنواع من الملح الخاصة بالتمليح ويتم وضعها بطريقة معينة على حسب الحجم والنوع الذى يريد الحصول عليه، حيث أن هناك درجات للملوحة يتم وضعها على أسماك البورى ليتم إنتاج أسماك مملحة قليلة الملح والتى يفضلها عدد كبير، وهناك أسماك متوسطة وعالية الملوحة وجميعها أذواق مختلفة عليها إقبال كبير من المواطنين.
ويتراوح سعر الرنجة يتراوح من 40 جنيه حتى 70 جنيه وهى على حسب نوعها وحجم سمكة الرنجة، وهى الأكثر بيعها فى أسواق الإسكندرية نظرا لارتفاع سعر الفسيخ وعدم قدرة البعض على شراءه بالإضافة الى الأسماك المملحة الآخرى مثل السردين و"أم الخلول" وهى أكلة شهيرة يشتهر بها أهل الإسكندرية وهى تباع بدرجات ملوحة مختلفة على حسب الأذواق ومن ضمن الأكلات التى تشتهر فى أعياد شم النسيم.
نبروه عاصمة الفسيخ فى الدقهلية
اكتسبت مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية، شهرة واسعة داخل مصر وخارجها، بسبب صناعة الفسيخ، تلك المهنة التى احترفها العديد من أهالى المدينة وعدد من العائلات، وأصبحت مقصدا من كل حدب وصوب للحصول على الفسيخ منها، والتى يزيد الإقبال عليها خلال أعياد الربيع وشم النسيم، وتتسم المدينة بوجود حركة رواج كبيرة جدا وإقبال على محلات بيع الفسيخ والسردين.
وقال أسامة رشاد، أحد أصحاب المحلات بالمدينة، إن من أحد أسباب شهرة نبروه هى المنافسة فى الجودة، فهناك العديد من العاملين بالمهنة، ولكن الأفضلية لمن يهتم بجودة المنتج، فنحن نجلب الأسماك التى تدخل فى صناعة الفسيخ من بحيرة البرلس ودمياط وبورسعيد، ويتم انتقاؤها بعناية شديدة لتتناسب مع المذاق الجيد للمنتج.
وأضاف "رشاد"، أن هناك عائلات كبيرة وعريقة تعمل فى المهنة منذ عشرات السنين وتحظى بشهرة واسعة، وهناك زبائن لكل عائلة تعودت على نوعية الفسيخ الخاصة بهم، مما ساهم فى استمرار توارث الأجيال لعملية تصنيع الفسيخ فى المدينة.
وأضاف حمادة اليمانى، صاحب محل بيع فسيخ، أن الأسعار هذا العام تعتبر جيدة، حيث إن أسعار الفسيخ تبدأ من 80 جنيها حتى 200 جنيه على حسب نوعية السمك وحجمه، بالإضافة إلى الفسيخ المحلى داخل برطمانات، ونظرا للموسم نقوم بتخزين كميات كبيرة من الفسيخ لتزايد الطلب عليه، كما أن هناك زبائن تطلب أن نقوم بعمل لفة مخصوص وتغليف جيد لقيامهم بإرسال الفسيخ إلى بعض أقاربهم فى الدول العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة