تمكن حزب "فوكس" الإسبانى اليمينى المتطرف خلال عدة أشهر من قلب المشهد السياسى الإسبانى، فعلى الرغم من أنه تأسس فى عام 2013 ، إلا أنه لم يظهر فى الحياة السياسية حتى وقت قريب ليشكل علامة فارقة فى أجندة القوى الرئيسية التى تتنافس فى الانتخابات العامة فى 28 أبريل الجارى.
وقالت صحيفة "الباييس" فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى تحت عنوان "لماذا "فوكس" حزب خطير؟ إن هناك العديد من الأسباب التى تجعل فوكس يمثل خطرا كبيرا على البلاد، والتى منها إنه قومى، ولا يتعامل فقط مع شبكات التواصل الاجتماعى ببراعة بل أيضا يستطيع الاستفادة من الدعاية الفعالة التى قامت بها الاحزاب التقليدية عن غير قصد.
ووفقا للتقرير فإن من أهم ما يثير الجدل أيضا فى برنامج حزب فوكس فى الانتخابات العامة، تعليق الحكم الذاتى فى كتالونيا، وإلغاء حق الإجهاض، بالاضافة إلى قوانين العنف ضد المرأة، وحظر القتل الرحيم فى جميع الحالات، هذا فضلا عن السماح للإسبان بحيازة السلاح للدفاع عن أنفسهم، مما سيسمح بارتفاع معدل الجريمة فى البلاد، حيث اعترف زعيم الحزب، سانتياجو أباسكال، فى عام 2017، بأنه دائما ما يحمل معه سلاحا بسبب تهديدات إيتا الارهابية.
وأشارت الصحيفة فى تقريرها إلى أن أهم ما يثير الجدل فى برنامج فوكس هو ترحيل الهاجرين غير الشرعيين ، بالإضافة إلى اقتراح بناء جدار عازل مع سبتة ومليلية ، مثل جدار المكسيك الذى يسعى لبناءه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
ووفقا لأستاذ علم الاجتماع والسياسة فى جامعة لا ريوخا الدولية، مانويل هيريرا، فإن "ظهور فوكس، نتيجة لإحباط الناخبين من الحزب الشعبى، الذى لا يعالج العديد من القضايا والتى منها انفصال كتالونيا والإجهاض".
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب "فوكس" اليمينى المتطرف الذى يكره الإسلام والمهاجرين، يجذب الانتباه بشكل كبير، حيث إنه يشكل مفاجأة حقيقية بحكم حداثة تأسيسه واقتحامه المشهد السياسى الإسبانى بقوة عكس الأحزاب القومية اليمينية الأوروبية التى ظهرت منذ عقود واستثمرت كثيرا سياسيا لتصل الى البرلمان، خاصة أنه يحظى فى استطلاع الرأى بين 9 % إلى 12% من الأصوات.
كما يتبنى هذا الحزب خطابه السياسى على التشدد فى القضايا التاريخية مثل المسيحية وطرد المسلمين والحد من الهجرة، وبدأ حملته من بلدة كوبادونجا فى إقليم أستورياس التى كانت بداية حروب الاسترداد لطرد المسلمين. ويزيد هذا الحزب من مستوى حدة خطابه بسبب تزامن الحملة الانتخابية مع عطلة الربيع المعروفة هنا بـ "الأسبوع المقدس"، حيث تعيش إسبانيا أجواء احتفالات دينية استثنائية مقارنة مع باقى أوروبا.