تمر اليوم الذكرى الثالثة والثمانون على رحيل الملك فؤاد الأول ابن الخديو إسماعيل، سلطان مصر من 1917 إلى 1922، ثم غير اللقب وأصبح ينادى بملك مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور، إذ رحل فى 28 أبريل عام 1936.
عانى الملك فؤاد من مشكلة فى صوته، طوال فترات حكمه، بسبب مشاكل فى حنجرته، سببت له ضخامة فى الصوت وكانت هذه المشكلة بسبب حادث تعرض له، أثناء شبابه، وذلك على خلفية حادث إطلاق نار تعرض له على إثر نزاع وقع بينه وبين زوجته الأميرة شويكار.
وبحسب كتاب "أفراح ملوك ورؤساء مصر" لـ أحمد حسين الطماوى، فإن خلافات وقعت بين الأمير فؤاد حينها والأميرة شويكار، بعد ثلاث سنوات من زواجهما الذى تم فى 14 مارس 1895، أنجبا فيها الأمير إسماعيل الذى رحل صغيرا والأميرة فوقية، لكن شويكار ضاقت فى السنوات القليلة التى عاشتها رفقة فؤاد، ونقلت شكواها إلى أمها نجوان وإلى أخيها أحمد سيف الدين، وأظهرت له أنه يتعمد إهانتها وإذلالها، فذهب سيف الدين إلى الخديو عباس ليتدخل ويفض النزاع فرفض، وتوالت الشكوى من شويكار.
تكرار الشكوى أشعل الحماسة فى صدر أحمد سيف الدين، وكان فى العشرين من عمره حينها، الذى قام فى 7 مايو عام 1898، بإطلاق 3 رصاصات على الأمير فؤاد بينما كان الأخير جالسا فى نادى محمد على، أصابت رصاصتان "فؤاد" بينما طاشت الثالثة، وسقط الأمير فؤاد وهو يصيح "لقد مت" فيما قال سيف الدين بصوت عال "فينش" أى انتهى الأمر، وحاول الفرار، لكن الشرطة قبضت عليه، وطلق فؤاد زوجته بعد علاجه، ودفع لها ثلاثة آلاف جنيه مؤخر صداقها، ونفقة ثلاثة أشهر، وأخذ ابنته فوقية.
ويوضح الكاتب أن محكمة الجنايات برئاسة المستشار أحمد فتحى زغلول، حكمت على سيف الدين بالسجن 7 سنوات تم تخفيفها فيما بعد إلى 5 سنوات فقط، ودخل إلى سجن الجيزة، وفى أثناء تلك الفترة ذهبت نجوان هانم للخديو عباس من أجل العفو عن ابنها، لكنه رفض، وترددت شائعة خلال تلك الفترة مفادها أن سيف الدين مختل الذهن، فنقل على إثرها إلى مصحة فى إنجلترا وظل بها إلى سنة 1925.