- 320 إعلامياً على لائحة اتصال الجماعة وجروب «وصلة دش» لتمرير آلاف الأخبار والملصقات والمواد البصرية للمواقع والقنوات الإخبارية
- شركتا إنتاج بالإسكندرية ومعدات بـ10 ملايين جنيه أداة «المكتب العام» لاستعادة بريق صفحات الجماعة الميتة
- 120 حقوقياً فى الداخل والخارج يتلقون رسائل الجماعة وموادها.. وإحصاءات دورية مصنوعة فى 3 مراكز لتدعيم التقارير الموجهة للخارج
- تقليص ميزانية قنوات الجماعة بأكثر من مليونى دولار سنوياً.. وقيادات الخارج يقدمون «رشاوى» للمنشقين تجنباً لاتحادهم مع جبهة الداخل
- 48 مادة شهريا للقنوات والمواقع واللجان الفنية و«السوشيال».. و2760 تصميماً على صفحات النشطاء خلال 6 أشهر
- اتصالات يومية بمحررين ومعدين فى 6 قنوات و12 موقعا بالخارج.. و9 صحفيين فى 4 مواقع بالداخل على لائحة التواصل
- 120 فرداً ينتجون مواد «ميمورى السجون» لتقليل الاحتقان الداخلى.. و40 يتولون التنسيق مع المكاتب والأسر فى المحافظات
فى الحلقتين السابقتين استعرضنا تفاصيل صراعات جبهتى محمود حسين ومحمود عزت، اللتين يتصورهما المتابعون جبهة واحدة فى وجه شباب محمد كمال، على غير الحقيقة وتطورات المواقف وتلاعب «عزت» بالصقور والشباب على حد السواء، وهى الصراعات التى تسبّبت فى انشقاق الجماعة الإرهابية إلى كتلتين بالداخل والخارج، وتبادل الاتهامات والهجوم بينهما، ودخول ما يُعرف بـ«المجلس الثورى» وعدد من قيادات الخارج على خط دعم جبهة محمد كمال وشباب العمل المسلح، وصولا إلى السباق على انتزاع النوافذ واللجان الإعلامية التابعة للجماعة فى محافظات مصر، وتبادل الاختراقات الفنية والإلكترونية بين عناصر الجبهتين، بما وفّر على مدى الشهور الأخيرة معلومات مهمة عن قرابة 800 صفحة وحساب وقناة «يوتيوب» يديرها 11 ألف عنصر من كل المحافظات، وإنفاق 30 مليون جنيه شهريا على تلك الأنشطة الدعائية، إضافة إلى خريطة تمويلات اللجان والشُّعَب وتدفقها، والبنوك والشركات والأفراد المعاونين فى نقلها، وغيرها من التفاصيل التى كشفتها 15 عملية اختراق ناجحة لأجهزة وحسابات الفريقين، كانت أبرزها تفاصيل «الخطة حسم» للسيطرة على «سوشيال الجماعة».
شملت خريطة النوافذ المُستعادة، صفحات وحسابات وقنوات يوتيوب جرى تدشينها بين 2011 و2013، إضافة إلى مراكز اتصال كبرى بالإسكندرية والغربية والبحيرة وكفر الشيخ تأسّست بين 2014 و2015. وأشارت «الخطة حسم» إلى أن قرابة 20% من تلك الصفحات والحسابات أصبحت تتبع لجنة التنسيق المركزية المنبثقة عن المكتب العام، بينما تظل 80% منها تابعة للمكاتب والشُّعَب واللجان الإعلامية فى المحافظات، تبعية كاملة على مستوى الملكية والإدارة، لكن بإشراف مركزى مباشر، وتنسيق من خلال مسؤولين فرعيّين يرتبطون بكوادر اللجنة المركزية من خلال مجموعات عمل عبر تطبيق «واتساب»، وقنوات اتصال مباشرة للطوارئ عبر برامج «Face Time» و«Viber» و»LINE» و«Zoiper» وغيرها. مؤكدة أن كل المُنسقّين والمسؤولين التنفيذيين ومسؤولى الربط من الموالين الموثوق فيهم، وأن العناصر محلّ الشكّ، أو الخلايا الكامنة الموالية لجبهة الخارج، حال تأكد وجودهم، يظلّون محصورين فى دوائر مديرى الصفحات ومسؤولى النشر، بصلاحيات مُحدّدة، ودون اختصاصات فنية، مع مراقبة أنشطتهم وتقييمها من خلال عناصر تابعة بتنسيق مباشر مع كل مسؤول لجنة إعلامية. وانتقلت الخطة فى قسمها الثانى إلى محور المحتوى والإنتاج والاتصال، تحت عنوان «مرحلة حسم الإنتاج»، وتتضمّن تلك المرحلة إعداد المواد المصوّرة والوثائقية، وإنتاج الوسائط السمعية والمرئية، والأغنيات والدراما، والتقارير الإخبارية والبروموهات والفيتشرات، ومواد الإنفوجراف والفيديوجراف، وأعمال التصميمات والـ3D، وتغذية نوافذ الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعى بها، وتمريرها إلى الأجنحة الإعلامية التابعة والحليفة فى القنوات التليفزيونية والمواقع الإخبارية، إضافة إلى التنسيق مع قائمة من الصحفيين ومُحرّرى النشرات الإخبارية ومُعدّى البرامج فى عدد من الفضائيات، كما شملت تلك المرحلة خطة التواصل مع عناصر الجماعة المسجونين، وآليات إنتاج وسائط سمعية وتمريرها إلى السجون، من خلال جهات اتصال وتنسيق مع الأسر والعائلات بالمحافظات، لضمان وصول الأخبار والبيانات وتصريحات القيادات وتعليمات الجماعة للقواعد وكوادر الصفين الثانى والثالث، والإبقاء على حالة الولاء والبيعة الشرعية، ومجابهة الخطابات البديلة التى تتسرّب إليهم من خلال الإعلام، أو عبر عناصر موالية لجبهة الخارج.
حمزة زوبع
شركتان ومعدات بـ10 ملايين
بدأ تنفيذ تلك المرحلة فى أغسطس 2018. وقتها كانت هناك شركتا إنتاج فنى مقرهما الإسكندرية «لم تُشر الخطة إلى اسميهما أو هوية المؤسِّسين والمُديرين» تضمّان أرشيفا ضخما لتاريخ الجماعة وموادها البصرية وإصداراتها المطبوعة وسِيَر عدد من قياداتها وكوادر مكتب الإرشاد خلال العقود الأخيرة، وإلى جانب تلك المواد انخرط فى العمل بهما أكثر من 50 عنصرا، تصفهم الخطة بـ«الكوادر الفنية عالية التجهيز والخبرات»، مع امتلاكهما معدّات بقيمة 10 ملايين جنيه، عبارة عن 7 كاميرات عالية الجودة، و32 كاميرا «هاند» محمولة، و25 جهاز كمبيوتر حديثا، و7 وحدات مونتاج ماركة «أبل»، و3 سيرفرات مُجهّزة لتقديم خدمات الاستضافة، واستوديو تصوير على مساحة 40 مترا مربعا، مُجهّز بالإضاءة ووحدات التصوير وفصل الخلفيات، واستوديو صوت على مساحة 25 مترا، مُجهّز بتقنيات العزل ومعدّات متطوّرة من ماركات عالمية لالتقاط الأصوات وإنجاز أعمال المكساج والمونتاج الصوتى. وكانت الشركتان تابعتين لجبهة محمود حسين وأحمد عبدالرحمن، وتتولّيان إنتاج مواد مرئية ومسموعة وتقارير ميدانية مُصوّرة وفق الرؤية الإعلامية لمكتب الخارج، وهو الوضع الذى تحوّل تماما مع إنجاز السيطرة عليهما قبل قرابة سنتين، حسبما تؤكد الأوراق.
تقول الخطة «حسم» إن المواد التى أنتجتها الشركتان فى وقت سابق أساءت إلى عدد من قيادات الجماعة، الحاليين والتاريخيين، ونالت من قوى الحراك والمكتب العام فى الداخل، لكن بفضل الجهود الشاقة فى التنسيق مع العناصر الفنية والمُكلفين بالإدارة فى الشركتين، نجحت استراتيجية الاستعادة الكاملة قبل 8 أشهر، وانتظم العمل فيهما قبل 6 أشهر، وخلال تلك الفترة أُنجزت 370 مادة مرئية ومسموعة، بين أغنيات و«اسكتشات درامية» وفيتشرات وتقارير إخبارية وفيديوجراف وتصميمات ثلاثية الأبعاد، بواقع 48 مادة شهريا، شملت كل الحملات الإعلامية الخاصة بالجماعة، وتوفير المواد البصرية المطلوبة ضمن الحملات السياسية فى ذكرى ثورة يناير وجمعة الغضب، وخلال وقائع جلسات ومحاكمات قيادات الجماعة وعناصرها، وآخرها تنفيذ الإعدام بحق الشباب المُتهمين بقتل النائب العام السابق، ولفتت الورقة إلى تجاوز منتجات الشركتين مليون وصول «ريتش» وأكثر من 600 ألف مشاهدة خلال الفترة من أكتوبر 2018 حتى الآن.
تتولّى العناصر الفنية العاملة فى الشركتين معاونة فرق «السوشيال ميديا» وإدارة الصفحات والحسابات، فى تصميم المواد الدعائية، وتجهيز المحتوى المرئى الوثائقى، وإعادة تحرير مقاطع الفيديو والصوت، ومونتاج وتجهيز المواد الميدانية، وإعادة تحرير النشرات والبرامج والمواد الإخبارية التى تبثّها القنوات المحلية، وإلى جانب الفيديوهات المُنتَجة بشكل كامل، أعاد الفريق الفنى تحرير أكثر من 600 مادة أخرى، وأنجز 2760 تصميما بصريا لمُلصقات و«كوميكس» وصور سياسية وتصريحات منسوبة لمسؤولين وشخصيات عامة بعلامات قنوات ومواقع إخبارية شهيرة، وسجّلت تلك المواد مُعدّلات وصول على الصفحات التابعة تجاوزت 9 ملايين «ريتش» خلال 6 أشهر، إلى جانب مئات الآلاف من عمليات النشر وإعادة النشر عبر آلاف الحسابات من العناصر التابعة، ومن النشطاء والمُستخدمين غير المُنتمين للجماعة.
سامى كمال الدين
الاتصال والربط عبر «وصلة دش»
تنتقل الخطّة بعد ذلك لاستعراض مرحلة تالية سمّتها «حسم الميديا». وتُفسّرها بأنها تشمل توثيق أخبار المحافظات، وتنظيم تظاهرات محدودة مع توثيقها بصريا، إلى جانب توثيق الانتهاكات الحقوقية من خلال المجموعات الميدانية، وتنشيط 3 مراكز ذات طبيعة بحثية ضمن هيكل اللجان الإعلامية لإعداد إحصاءات ودراسات دورية، وإعداد تقارير عن الأسعار والفساد، ونقل الحراك على الأرض، والتواصل مع الفضائيات والمواقع والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية، وفريق العمل الحقوقى التابع للجماعة فى عدد من العواصم.
وترى الخطة أن جبهة الخارج والتيارات السياسية المُعادية للجماعة كانت تسيطر على «الميديا» بأنواعها قبل تنفيذ مرحلة الحسم، إذ يتصاعد الخطاب الناقد لمجموعات الحراك والمكتب العام فى أروقة الجماعة بتركيا والسودان وجنوب أفريقيا وماليزيا والفلبين وغيرها، وعبر منصّات ومواقع حليفة تبث من الدوحة ولندن، وكانت قنوات الجماعة ومجموعات الربط التابعة لها مع المنصّات الحليفة والمتعاونين فى «DW» وغيرها تمارس انتقاء فى تغطية التحركات والأنشطة، عبر التركيز على المحافظات التابعة لـ«إدارى الخارج» وتجاهل المحافظات والمجموعات الأخرى المنضوية تحت لواء المكتب العام ومجلس الشورى الجديد، كما تتوسَّع الخطابات المُنتقدة والمهاجمة لـ«الإخوان» عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما كان يتسبّب فى خلخلة الروح المعنوية وإثارة الصف والتأثير على طاقة مجموعات الحراك والعمل الميدانى، وبفضل خطة «حسم الميديا» على صعيد المنصات باستعادة 800 منفذ وشركتى إنتاج، وعلى صعيد المحتوى بإنتاج وتحرير أكثر من 3700 فيديو وملصق، جرى إنجاز عملية تحوّل ناعم فى خطابات النوافذ الإعلامية وتوجيه مسارات السوشيال ميديا والتريندات البارزة فيها، مع تراجع الخطاب المُعادى للجماعة والرافض لنشاطها السياسى واشتباكها مع الشأن العام أو التنسيق معها، لصالح خطاب الاصطفاف الوطنى والتوحّد فى مواجهة النظام.
محمد ناصر
وضمن مُنجزات تلك المرحلة حسبما تستعرضها الخطة، أسّست اللجان الإعلامية الجديدة مجموعات اتصال عبر تطبيق «واتساب» باسم «وصلة دش»، عبارة عن مجموعة أساسية للربط الداخلى، ومجموعات فرعية للربط مع دوائر المتعاونين والحلفاء والإعلاميين المنتمين للتنظيم أو المتقاربين معه، وحلّت تلك المجموعات بديلا للمجموعة السابقة التى أنشأتها جبهة الخارج للتواصل مع مُنسّقى المحافظات ومسؤولى الربط الإعلامى بالقنوات والمواقع باسم «وصلة الشاشة». وبحسب ما تضمّنته الأوراق فإن المجموعة الجديدة وفروعها تضم 320 إعلاميا داخل مصر وخارجها، و120 حقوقيا يديرون 10 منظمات فى الخارج، وقرابة 7 منظمات بالداخل، إضافة إلى نشطاء يُشاركون فى أعمال رصد ومسح وإعداد دراسات وتقارير لصالح جهات دولية بارزة. وأبرز الأسماء فى تلك الدائرة: خالد القزاز، ووليد شرابى، وعبد الموجود درديرى، وقطب العربى، وخلف بيومى، وعدد من الحقوقيين بالداخل نتحفظ على ذكر أسمائهم لارتباطهم بقضايا منظورة أمام القضاء.
«رشاوى» وإغراءات لشراء الولاء
قائمة الإعلاميين الذين يشملهم الاتصال والتنسيق تضم: سامى كمال الدين وعزام التميمى ومعتز مطر وسلامة عبدالقوى وعبدالله الماحى ورغد الفارس ويازن البوش وسناء مهداوى وفيروز حليم وسارة الماجد وأشرف مطر وحسام نجيب ومحمد طلبة من قناة «الشرق»، ومحمد ناصر وحمزة زوبع وأحمد سمير وأحمد العربى وتسنيم حمدى وخالد جعفر ومحمد وريور وندى محمود وطارق أبوشريفة وعددا من المعدين بقناة «مكملين»، وأنس أزرق وإسلام لطفى ووائل قنديل وعباس ناصر وعبدالرحمن الشيال وطه زيتون ومؤيد الديب وعلى سفر وفادى رياض و53 آخرين ضمن مؤسسة «فضاءات ميديا» التى يديرها عزمى بشارة وترعى تليفزيون العربى ومواقع العربى الجديد وعربى بوست وإضاءات والمركز العربى للدراسات ومركز حرمون وتليفزيون سوريا وغيرها، و4 مُعدّين فى برنامج «جو شو»، و15 محررا ومعدّ نشرة فى شبكة الجزيرة وقنواتها، وناصر الشروف و7 من معاونيه بالقسم العربى فى شبكة «دويتش فيله»، و5 مُحررين بالقسم العربى لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، و3 بالقسم العربى لشبكة CNN، و12 محررا ومتعاونا مع مواقع «ساسة بوست» و«رصيف 22» و«ألترا صوت» بإجمالى 311 فى 6 قنوات و12 موقعا و7 مكاتب لمؤسسات إعلامية دولية بالقاهرة، لكن المفاجأة التى تضمنتها القائمة التنسيق مع 9 صحفيين فى 4 مواقع داخل مصر، أحدها يملكه وجه حقوقى بارز بتمويل من عدة جهات أوروبية، والثانى مملوك لشركة «O2» القطرية التى أسسها القيادى الإخوانى أبوبكر خلاف قبل مغادرته إلى الدوحة عن طريق السودان، والثالث كان مملوكا لشقيقين مرتبطين بالجماعة قبل إخضاعه للجنة إدارة من إحدى المؤسسات القومية على خلفية إحدى قضايا الإدراج على قوائم الإرهاب، والرابع موقع صغير أسّسه صحفى غير معروف، تردّد اسمه داخل الوسط فى وقائع تنسيق ووساطة لاستقطاب صحفيين فى عدة مؤسسّات للتواصل مع أذرع الجماعة الإعلامية، عبر إغراءات بزيارات للندن وتحويلات مالية مقابل المساندة الإعلامية أو التوقف عن مهاجمة الجماعة.
معتز مطر
نجاحات الداخل دفعت مجموعة الخارج إلى تكثيف نشاطها على محور التواصل مع مسؤولى التنسيق وحلقات الريط بالمحافظات، وتعزيز التدفقات المالية لاستمالة العناصر المنشقة أو استقطاب عناصر وإطلاق منصات بديلة، وسعيًا لتدبير تلك الاحتياجات على وجه السرعة قلصت ميزانيات قنوات ومواقع الجماعة بواقع مليونى دولار سنويا، لتوجيهها لأنشطة الداخل، وهو ما كان سببا فى تسريح عشرات من العاملين فى «الشرق» و«مكملين» واللجان الإعلامية بأنقرة وإسطنبول والخرطوم ومانيلا وجوهانسبرج وكوالالمبور، لكن الأمور لم تسر كما خطط أحمد عبدالرحمن ومجموعاته، إذ سادت توترات واسعة بين مجموعات الخارج، وأعلن عشرات الشباب انشقاقهم ورغبتهم فى العودة إلى مصر، وخوفا من انضمام تلك العناصر لمجموعات الداخل أو تسريب معلومات التنظيم للأجهزة الأمنية، اضطر مكتب تركيا للإبقاء على مزاياهم المالية وتقديم «رشاوى» مادية ومعنوية لبعضهم، حسبما أكد «أ. م» المقيم فى إسطنبول.
اختراق صفوف المسجونين
آخر مراحل العمل التى تضمنتها الخطة حسم حملت اسم «ميمورى المعتقلين». وتقول الأوراق إنها عبارة عن خطّ إنتاج للمواد المسموعة، بغرض الإبقاء على التواصل مع المسجونين بشكل دائم، ونقل الأخبار وبيانات الجماعة وتصريحات القيادات، والظرف السياسى المحلى والإقليمى والدولى، والرسائل الفكرية والتربوية والأخلاقية والمواد الترفيهية للصف والقواعد وراء القضبان، مُفسّرة الأمر بأنه جاء استجابة لمقتضيات التحرك الجاد والعاجل لاحتواء التوترات التى شهدتها دوائر المعتقلين، مع تسرّب أخبار ومعلومات إليهم من عناصر موالية لجبهة الخارج، إضافة إلى تأثرهم بالأخبار السلبية المتدفقة عن الجماعة فى الإعلام المحلى وأروقة السجون، وما يُشاع ويترسخ فى وعيهم عن نسيانهم وتخلى الجماعة عن قضيتهم والتصالح مع النظام والدولة على حساب مظلوميتهم!
وتشير الخطة إلى أن المسار الجديد بدأ العمل أوائل العام 2018، وعلى مدى الشهور التالية حافظ على معدل إنتاج منتظم بواقع مادة مسموعة أسبوعيًّا، تصل إلى السجون يوم السبت أو فى مواعيد الزيارات الاستثنائية، وبلغ إجمالى تلك الرسائل حتى الآن 54 مادة وصلت إلى مئات المسجونين فى عشرات السجون على امتداد الجمهورية. وينشط فى إنتاج تلك المواد 120 فردا بين جمع الأخبار والبيانات والمواد الفكرية والتربوية وتصريحات القيادات وتوجيهات الجماعة وتعليمات العمل المُحدّثة، والانتقاء والتحرير، والتسجيل والمونتاج، وصولا إلى رسالة مُحكمة ومتنوعة الموضوعات والمكونات بحدّ أقصى 10 دقائق، وتوفير بطاقات الذاكرة «ميمورى» ودعمها بالرسائل الجديدة أولا بأول، تمهيدا لإيصالها للأسر والعائلات فى المحافظات قبل مواعيد الزيارات بوقت كافٍ.
عزمى بشارة
يتوللى مهمة التنسيق مع أسر المسجونين 40 عنصرا فى المكاتب الإدارية، من مستويات قيادية وتنفيذية مختلفة، حسب معايير مشددة فى درجة الانتماء والموثوقية والالتزام بالبيعة ومصلحة الجماعة، وتتغير خطط نقل المواد سواء بالاتصال المباشر أو الزيارات المنزلية من الأخوات أو عبر الأشبال والشباب أو ضمن رسائل بريدية مُسجّلة أو عبر وسطاء وزملاء عمل من المتعاطفين وأهل الثقة، وسبقت تلك المرحلة تمرير أكثر من 500 هاتف ذكى ووحدات شحن إلى كل السجون التى تضم عناصر تابعين للجماعة، من خلال أمهات وزوجات وبنات عدد من الأعضاء. وتؤكد الخطة فى ختام تلك الورقة أن رسالة الجماعة وقياداتها الشرعية أصبحت مسيطرة على الجانب الأكبر من دوائر الأعضاء والمنتمين، خارج السجون وداخلها.
ما تشى به أوراق «الخطة حسم» بمراحلها المتتابعة، ونجاحاتها بين سبتمبر 2016 والشهور الأخيرة من 2018، أن الأمور ربما تكون قد استتبّت بدرجة كبيرة على محور الجبهة الداخلية، وسيطرة المكتب العام ومجموعات الحراك وشباب محمد كمال و«حسم» على مفاصل التنظيم ومكاتبه ولجانه، لكن ما تؤكّده أوراق مغايرة من الجانب الآخر، وما استفاض فيه «م. م» و«أ. م» وطاهر عابد، الذين تحدثنا معهم من شباب اللجان الإعلامية المُنشقّين، أن جبهة محمود حسين وأحمد عبدالرحمن مازالت قوية ومسيطرة، وتقبض على مراكز ثقل الجماعة ومنابعها المالية بالخارج، وأن الأمور ربما تشهد توترات وجولات احتدام جديدة فى مسيرة الصراع الممتدّ، سيكون خروجها للعلن فى المستقبل مرهونا باستمرار المناوشات والضربات التقنية، وتبادل صفعات القرصنة والتسريبات، ومع كل صفعة سيُطلق الغيظ نيران الخصم، ويتصدّع جدار من جدران الجماعة، ليتدفق النور فاضحا غُرف الإخوان المظلمة!