هزائم متتالية تعرض لها داعش "الإرهابى" مؤخرا فى سوريا والعراق، دفعت البعض إلى اعتقاد أن خطر التنظيم ربما يبدأ فى الانحسار، على الأقل حتى يتمكن عناصره من توحيد الصف مرة أخرى، ولكن سرعان ما دحضت هجمات سيرلانكا الإرهابية هذه النظرية لاسيما مع حجمها الضخم وخلفية منفذيها المختلفة عن الصورة النمطية لعناصر التنظيم.
ورغم أن الأعوام القليلة الماضية شهدت تطوع الكثير من "الذئاب المنفردة"، أو الموالين لداعش المتأثرين بدعايته وأيديولوجيته العنيفة لشن هجمات فى دول أوروبية مختلفة بجهود ذاتية ثم يتبناها التنظيم، إلا أنه كثرت التحذيرات مؤخرا بشأن "خلايا التماسيح"، وهى عناصر نائمة تدين بالولاء للتنظيم وغالبا ما تكون تلقت تدريبا على يد عناصره فى معاقله السابقة بسوريا والعراق، وتقبع فى بلادها منتظرة الأوامر لشن الهجمات، الأمر الذى يعكس تغيرا خطيرا فى استراتيجية الجماعة الإرهابية.
وكشفت الصحف البريطانية عن أن أجهزة الاستخبارات فى لندن تلقت معلومات بشأن مخططات لتنظيم "داعش"، بهدف تنفيذ هجمات في بريطانيا وأوروبا باستخدام هذه الخلايا.
وتدرس الاستخبارات البريطانية خطط هذه الخلايا عقب الكشف عن أن قائد الجماعة المتطرفة التي نفذت الهجوم الدامي في سريلانكا ، قد عمل بناء على أوامر تلقاها من إرهابيين بريطانيين متواجدين في سوريا، بمن فيهم الداعشي المعروف باسم جون.
ويعتقد مسئولو الاستخبارات البريطانية أن الانتحاري عبد اللطيف جميل محمد قد تدرب في سوريا على أيدي إرهابيين بريطانيين، وأرسل إلى سريلانكا لتنفيذ مهمته التي كانت واحدة من هجمات طالت كنائس وفنادق، وأسفرت عن سقوط 360 قتيلا، بينهم 8 بريطانيين.
منفذ هجمات سريلانكا والداعشى البريطانى جون
وبحسب تقرير لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، فإن مسئولي الشرطة البريطانية دعوا العاملين في المساجد والكنائس ببريطانيا للحصول على تدريبات تتعلق بمكافحة الأعمال الإرهابية، تحسبا لأي هجمات سواء ينفذها متشددون أو يمينيون متطرفون.
وأوضحت صحيفة "ذا صن" أن مصطلح "خلايا التماسيح"، وجد فى الوثائق التى خلفها عناصر التنظيم فى أرض المعركة فى سوريا بعد الهزائم.
وتعتقد الاستخبارات البريطانية كذلك أن محمد كان له صلات محتملة بمجموعة متطرفة انطلقت في بريطانيا من قبل داعية متشدد تعرف باسم "حزب التحرير".
منزل محمد منفذ الهجوم الانتحارى
كان للمجموعة ، التي تدعو إلى تأسيس الخلافة الإسلامية ، وجود قوي في حرم كينجستون عندما كان محمد في المملكة المتحدة، وفقًا لصحيفة صنداي تلجراف. وأسسها عمر بكري محمد ، الذى وصفته الصحيفة بأنه "داعية كراهية" يعرف باسم توتنهام آية الله ، الذي مُنع من العودة إلى المملكة المتحدة في أعقاب تفجيرات لندن عام 2005.
ويبدو أن محمد خدع عائلته للانضمام إلى داعش حيث لم يكن لديهم أي فكرة عن نواياه.
وخلصت الصحيفة إلى أن الإرهابي ، الذي قضى بعض الوقت في أستراليا مع أقارب له قبل أن يستقر في سريلانكا ، كان في الخلية التى استهدفت الفنادق والكنائس.