استيقظ أهالى قرية البلاشون بمحافظة الشرقية، صباح أمس، على صوت أبواق سيارات الشرطة والإسعاف، والتى كانت تجوب القرية، تخللها أصوات شباب القرية يتحدثون بصوت عال: "إلحقوا لقوا كريم وأخوه محمد مقتولين عند حوض الميهَّ عند أرض الحاج محمود".
هرع الأهالى إلى موقع الحادث لاستطلاع الأمر، وأصبح لا صوت فى القرية يعلو فوق عبارة رددها كل من فى المكان: "عيال عم حسن اتقتلوا".
فى قرية البلاشون التى تبعد عن مركز مدينة بلبيس نحو 12 كيلومترا، افترش الأهالى أرض القرية فوق "حصر" من البلاستيك أمام منازلهم، ويتهامسون عن الحادث، وبالاقتراب من الجيران رفضوا الإفصاح عن الواقعة أو أى شىء عنها.
اصطحبت فتاة فى الثالثة عشرة من عمرها مراسلة "اليوم السابع" إلى منزل الطفلين، وأشارت عليه من بعيد قبل أن تتوارى عن الأنظار خشية أن يرها أحد، وبالاقتراب من المنزل المكون من طابقين من الطوب اللبن مفروش أمامه ثلاث حصر من "السمار" وصالة بابها مفتوح بمدخل المنزل، بها سيدة خمسينية تؤدى فرض الصلاة، يقابلها غرفتان، الغرفة الأولى كانت تحوى عشر سيدات، وبسؤالهن عن والد الطفل أو أحد الرجال، أجبن أن الجميع فى النيابة، وبالسؤال عن الأم، والتى كانت فى الغرفة الثانية، كانت هناك سيدة علا صوتها وخرجت مسرعة تقول: "أمه فى حالة صعبة ومش هتقدر تتكلم".
وعند التوجه لمدرسة الطفلين للحديث عنهما مع المدرسين، رفض من على باب المدرسة، دخولنا، التزامًا وامتثالًا للقواعد التى تؤكد على وجوب الدخول بإذن رسمى من مديرية التربية والتعليم لعمل تقرير صحفى، وامتثالا واحتراما للقواعد غادرت المدرسة.
وعند الانتقال لمسرح وموقع العثور على جثتى الطفلين، وسط الأراضى الزراعية، والتى تبعد عن منازل القرية نحو 2000 متر، وهناك حقل الذى عثر على جثتى الطفلين بجواره، أمامه عشة وحوض ماكينة مياه رى، قول محررة "اليوم السابع": لم أجد أحد يتحدث معى ولكن كان فى المقدمة "شباشب" الطفلين وقطعة قماش قديمة، تبين شبهة استخدامها فى الواقعة، وبالقرب من حوض المياه الذى عثر على أحد الطفلين بجواره، التقطنا صورًا للمكان فى الوقت الذى حاول فيه فريق البحث الجنائى بمديرية أمن الشرقية تجميع البيانات لكشف غموض الحادث، فيما خرجت جنازة الطفلين فى ساعة متأخرة من مساء أمس من مسجد "أبو موسى العراقى”، وأثناء مغادرة القرية، تحدث طفلان قائلان: الشرطة جت قبضت على أخوهم من الأب بيقولوا كان بيكرهم، بمجرد سماع هذه الكلمات، تواصلنا مع الأجهزة الأمنية، التى أفصحت عن المتهم بأنه شقيق الطفلين من الأب ويدعى” أ ح" 21 سنة، واعترف بارتكاب الواقعة بهدف الحقد والانتقام، وتعلق أبيه بهما وحبه لأمهما، فاستدرج الطفلين بعد نهاية اليوم الدراسى، يوم الاثنين الماضى، وخنق طفل وأغرق الثانى فى المياه وتركهما جثتين وغادر المكان.
كان اللواء جرير مصطفى، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من اللواء محمد والى، مدير المباحث الجنائية، يفيد بلاغا من " حسن ع م" 45 سنة عامل بمصنع غاز مقيم البلاشون، بعثور شقيقه " سمير ع م" مقيم قرية البلاشون مركز بلبيس، على جثتى نجلى شقيقه الطفلين" محمد ح ع" وشقيقه التوأم "كريم" 10 سنوات داخل مروى مائى.
وتبين من التحريات الأولية أن الطفلين متغيبان عن المنزل من الساعة الرابعة عصر أمس الأول، وأن أسرتهم بحثت عنهم ولم تجدهما، وفى صباح اليوم أثناء توجهه شقيق والدهما للحقل عثر عليهما داخل مروى مائى، وتم إخطار النيابة العامة ونقل جثتين الطفلين للمستشفى لتوقيع الكشف الطبى عليهما لبيان سبب الوفاة، وتبين من توقيع الكشف الطبى على الطفلين أن مفتش الصحة لا يستطيع الجزم بسبب الوفاة، فقررت النيابة تشريح الجثتين، وفور انتهاء التشريح تم التصريح بالدفن وتشييع الجنازة.