تلتزم الشركات المدرجة بأسواق المال بإصدار إفصاح عن أى معاملات مالية أو أخبار جوهرية، حتى يتسنى للمستثمرين اتخاذ قرارات مدروسة عن تلك الشركات، ولذا يجب أن تكون المعلومات واضحة ومبسطة حتى يستطيع العملاء أن يفهموها، وبالفعل تلتزم الشركات المدرجة بالبورصة المصرية بهذا الأمر، إلا أن تحليل مضمون البيانات يكشف عن «نفسية» والرسالة التى تريد كل شركة تصديرها سواء للسوق والمنافسين أو للعاملين بها أو لأصحاب الأسهم، ونرصد فى التقرير التالى أمثلة لأبرز تلك الشركات.
عامر وبورتو جروب.. تعد شركتا عامر وبورتو جروب، من كبريات الشركات ليست بالبورصة فقط، ولكن على ساحة الاقتصاد المصرى، نظرا لنجاحات الشركتين المملوكتين لرجل الأعمال منصور عامر، فى أن تحظى بمكانة رائدة بين شركات التطوير للمشروعات العقارية متعددة الأغراض فى مصر وبلدان المنطقة، إلا أن اللافت فى بيانات إفصاح تلك الشركات خاصة تقرير مجلس الإدارة السنوى، أن تتضمن كلمة «بإذن الله»، خلال حديثها عن تحقيق أى إيرادات أو مبيعات مستقبلية، وهو أمر لن تجده إلا فى إفصاح عامر جروب فقط.
ويعرف عن رجل الأعمال منصور عامر حبه للخير، وهو ما دفعه إلى تخصيص نسبة من شركاته لصالح «وقف عامر»، وهى مؤسسة أطلقها عام 2008 للأنشطة الخيرية، وبلغ إجمالى الأنشطة الخدمية والدعم منذ تأسيسها حوالى 7 مليارات جنيه.
وتصل حصة «وقف عامر» بشركة عامر جروب لنحو 10 %، فيما تصل حصة الوقف بشركته بورتو جروب لنحو 6 %، وحققت الأخيرة أرباحا بلغت 114.6 مليون جنيه خلال العام الماضى.
النساجون الشرقيون وعتاقة.. نجح رجل الأعمال محمد فريد خميس فى تأسيس أكبر شركة لصناعة السجاد فى الشرق الأوسط، وإحدى كبريات الشركات فى العالم، ويرى «خميس» فى فلسفته فى الإدارة أن حقوق العاملين أولا، وهو ما يظهر فى إفصاحات شركة النساجون الشرقيون للسجاد، والتى تتضمن دائما فى نهايتها الإعلان عن زيادة فى رواتب العاملين بشركاته.
وتجد فى أغلب إفصاحات «النساجون»، البند الخاص بالعاملين، عبارة موحدة وهى: «إيمانًا من الشركة بمسؤوليتها الاجتماعية ومراعاة البعد الاجتماعى وتحسين مستوى المعيشة، قامت الشركة بزيادة رواتب العاملين بها بنسبة 20 %، كما قامت الشركة بمنح العاملين بها علاوة استثنائية بنسبة 10 % أخرى لتحقيق التوازن بين طرفى العملية الإنتاجية».
ويردد «خميس» فى اللقاءات العامة دائما، أن العامل هو سر نجاح مجموعته، وأن الفضل لنجاح المجموعة فى أن تحتل مكانة رائدة يرجع للعمال، ويكشف أن الحد الأدنى لأجور العاملين بمجموعته 2450 جنيه، وتصل حتى 130 ألف جنيه لكبار المديرين.
الجارحى «أسرة واحدة».. ونفس الأمر لرجل الأعمال جمال الجارحى المساهم الرئيسى بشركة مصر الوطنية للصلب- عتاقة، والذى منح العاملين بشركاتهم زيادة 70 % خلال آخر 3 أعوام، ويحرص أيضاً على الإفصاح عن تلك الزيادة، وإصدار بيانات صحفية عنها، ويسمى الزيادة دائما بأنها لمواجهة غلاء المعيشة.
ويقول الجارحى فى تفسيره لهذا فى بيانات سابقة: «نحن نعتبر أنفسنا أسرة واحدة، فرغم الظروف الصعبة التى نمر بها كرجال أعمال، فإننا لا نستطيع التخلى عن العاملين الذين هم عصب الشركة وأعمدتها»، وأن «هذه الخطوة جزء من المسؤولية الاجتماعية فنحن نحرص على إرضاء العاملين فى المجموعة ونمنحهم جميع الامتيازات، والعلاوة المقررة، بالإضافة إلى حافز التميز وجودة الأداء».
جهينة «الحفاظ على مصالح المساهمين».. بالرغم من وجود أكثر من شركة صناعات غذائية فى البورصة المصرية، وأكثر من شركة عاملة فى صناعة الألبان والعصائر، فإن شركة جهينة هى الوحيدة التى دائما ما تختم إفصاحها عن النتائج المالية الدورية والعمل دائما بنظرية المؤامرة، وأن هناك دائما من يتربص بها بدليل عبارة «علما بأن إدارة الشركة تفضل عدم استعراض التحليلات التفصيلية لأداء القطاعات التشغيلية فى ظل المناخ شديد التنافسية، وذلك انطلاقاً من التزام الإدارة بالحفاظ على مصالح المساهمين» التى تتذيل كل إفصاحات الشركة.
وتستحوذ شركة جهينة على حصص كبيرة فى سوق الألبان والزبادى والعصائر محلياً، وحققت جهينة أرباحاً بلغت 408.24 مليون جنيه خلال الفترة من يناير وحتى ديسمبر الماضى، مقابل أرباح بلغت 197.7 مليون جنيه فى 2017، بمعدل نمو 107 %.
طلعت مصطفى «قوة العلامة التجارية».. لا أحد ينكر أن شركة طلعت مصطفى القابضة، من أكبر مطورى العقارات فى مصر، سواء من حيث حجم المبيعات أو محفظة الأراضى أو المكانة فى السوق، وتستغل الشركة هذه المكانة بشكل جيد فى الإفصاحات الصادرة عنها، ودائما ما تصدر هذا فى مقدمة بياناتها، من خلال التأكيد دائماً أنها حققت أكبر مبيعات محلية، وأن الحجم الضخم لتلك المبيعات يرجع إلى قوة العلامة التجارية، ولذا تجد فى الإفصاح عبارة «نستهدف تحقيق مبيعات مقدارها 24 مليار جنيه مع الاستفادة من قوة العلامة التجارية لمجموعة طلعت مصطفى لدى عملائها وزيادة الطلب على المجتمعات العمرانية المتكاملة مدعومة بخدمات متميزة».
وكل هذه العبارات التى تستخدمها الشركات فى الإفصاحات المقدمة للبورصة تعكس أسلوب وطريقة تعامل الشركات أو أصحابها مع السوق، سواء بحسن الظن وترك أمرها لله، أو بالتعامل بتعالٍ والتباهى بالعلامة التجارية، أو الحرص أكثر من اللازم حرصا على الشركة من المنافسين، أو إظهار أن العمال هم الأساس وأصحاب النجاح.
وأصدرت هيئة الرقابة المالية، دليل حماية المتعاملين بسوق المال، والذى نص على التزام المؤسسات المالية فى مجال الإفصاح والشفافية من خلال عرض المعلومات الخاصة بالمنتجات والخدمات المالية أو التمويلية بلغة سهلة وواضحة، متضمنة كل المفاهيم والشروط والأحكام الأساسية مع عدم استخدام مصطلحات فنية غير واضحة أو غير ضرورية، وإذا تم استخدام مصطلحات تقنية فيجب تفسيرها بطريقة واضحة، وأن يكون حجم الخط وتباعد المسافات بين الأحرف والكلمات واضحاً ومقروءًا بسهولة للشخص العادى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة