إيران سيول ودمار ونووى يتبخر.. دمار الفيضان أخرج ظريف عن صمته مع خصوم طهران.. مهندس الصفقة للأوروبيين: عجزتم عن الالتفاف على العقوبات.. واشنطن وطهران يرقصان على جثث قتلى الكوارث.. وترامب يتوعد بمزيد من الضغوط

الجمعة، 05 أبريل 2019 08:11 ص
إيران سيول ودمار ونووى يتبخر.. دمار الفيضان أخرج ظريف عن صمته مع خصوم طهران.. مهندس الصفقة للأوروبيين: عجزتم عن الالتفاف على العقوبات.. واشنطن وطهران يرقصان على جثث قتلى الكوارث.. وترامب يتوعد بمزيد من الضغوط فيضانات إيران تثير أزمة مستمرة
كتبت : إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بينما كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتحدث أمام أعضاء الكونجرس الجمهوريين عن نتائج وتداعيات خطوة خروج بلاده من الاتفاق النووى المبرم مع إيران فى 2015، ويقول أمس أن انسحابه أخل بحسابات إيران بحيث لم تعد نفس البلد قبل عامين.. تشهد احتجاجات شعبية بسبب الاقتصاد الذى لم يبق منه شىء"، كان وزير الخارجية الإيرانى ومهندس الصفقة الذى - يراها تتبخر أمام عينيه وتنهار وتندثر تحت الأنقاض كما يحدث تماما لأغلب المدن الإيرانية التى ضربها السيول فى منتصف الشهر الماضى- يندد بسلوك الأوربيين فى مساعدة بلاده فى التخفيف من آثار العقوبات.

 

جواد ظريف راح يلقى باللوم على الولايات المتحدة ويتهم عقوباتها بمنع وصول مساعدات انسانية دولية إلى الأقاليم المنكوبة بسيول غير مسبوقة منذ عشرات السنوات، يتحدث بلهجة مختلفة مع الأوروبيين الذين وعدوه بالاتفاق على العقوبات الأمريكية ويندد بعجزهم فى القيام بذاك بعد أن أثبتت القناة المالية المستحدثة والمعروفة بـ اينستكس عدم جدواها وفعاليتها.

 

الأقاليم التى ضربها السيول
الأقاليم التى ضربها السيول

 

وقال ظريف فى مقابلة مع الموقع الرسمى للمرشد الأعلى آية الله على خامنئى "الأوروبيين كانوا يعتبرون فى البداية خطة العمل الشاملة المشتركة إنجازاً، لكنّهم ربّما لم يكونوا مستعدّين، وحتماً هم لم يكونوا قادرين، على الوقوف فى وجه العقوبات الأمريكية".

 

وأضاف ظريف"سنواصل الضغط على الأوروبيين لتنفيذ التزاماتهم. يجب على أوروبا أن تدرك أنها لا تستطيع التملّص من مسئوليتها ببعض البيانات والخطط غير المكتملة، وأكّد كبير المفاوضين الإيرانيين، إنّ طهران ستواصل ضغوطها على الأوروبيين "مع أنّه لم يكن لدينا أبداً أى وهم بشأنهم".

 

IMG_6561

 

وأكّد الوزير الإيرانى أنّه بدلاً من الاتجاه إلى الدول الغربية فقد اتّجهت بلاده إلى شركائها التقليديين وفى مقدّمهم روسيا والصين، وقال "مستقبل سياستنا الخارجية يسير فى هذا الاتجاه".

 

تصريحات الوزير جاءت متناغمة مع تصريحات للمرشد الأعلى آية الله على خامنئى اتهم فى 22 مارس الماضى الأوروبيين بأنهم لقد طعنوا بلاده فى الظهر، قائلا: "الدول الغربية أثبتت أنه لا يمكن الوثوق بها"، وقال خامنئى "لم يعملوا بواجباتهم فى الاتفاق النووى تحت ذرائع مختلفة.. وطالبوا إيران البقاء فى الاتفاق ووصف المسئولين الأوروبيين بـالمتوحشين من الداخل.

 

img32
 

 

النووى كان حلقة أضيفت لسجال إيرانى - أمريكى، ارتفعت حدته بارتفاع أعداد ضحايا السيول بين الفينة والأخرى إلى 62 قتيلا وأكثر من 400 مصاب، بدأ بتعليق من نظيره الأمريكى مايك بومبيو أن "الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المساعدات اللازمة للشعب الإيرانى، من خلال المنظمات الرسمية مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين". ليوظف ظريف السيول لخدمة سياسات طهران فى مناهضة العقوبات، متهما إياه بإعاقة وصول المساعدات، وقال إن "أقصى درجات الحظر الذى تمارسه الولايات المتحدة ضد طهران، المخالف لقرار مجلس الأمن 2231، وقرار محكمة العدل الدولية، عرقل جهود إيصال المساعدات للمناطق المتضررة من الفيضانات" فى إيران.

 

155004686777416500
 

 

 

وأضاف أن الحظر شمل منع تسلم إيران مروحيات إغاثة، مؤكدا أن تصرف الولايات "ليس مجرد حرب اقتصادية بل يعد إرهابا اقتصاديا".وقال حقيقة الأمر، أن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلن أن الهلال الأحمر لن يستطيع الحصول على أى دعم مالى بسبب الحظر الأمريكى غير المشروع".. "على أمريكا أن تعترف بإرهابها الاقتصادى".

 

ومثلما كان يخوض ظريف صراعا خارجيا مع خصوم طهران، كان الرئيس حسن روحانى فى صراع داخلى مع مؤسسات الحكم، حيث أججت كارثة السيول الخلاف ورفعت من حدة التراشق بين الحكومة ومؤسسة الحرس الثورى التى تدخلت بكثافة لإغاثة المنكوبيين، وتم تسريب مقطع فيديو لقائد القوات البرية في الحرس الثورى الإيرانى محمد باكبور وهو يدلى بتقريره حول المناطق المنكوبة فى مدينة بلدختر فى اتصال هاتفى مع رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة فى ​إيران​، اللواء ​محمد باقرى، يقول فيه أن الإيرانيين غاضبين وأوضاعهم مزرية ولا يجرؤ أحد من الحكومة على تفقد هذه المناطق، وأضطرت وسائل اعلام إيران لحذف الفيديو بعد وقت قصير من نشره.

 

 

وسط هذه الصراعات والأزمات التى تعج بها طهران، أكدت صقور الولايات المتحدة المناهضة لسياسات طهران على مواصلة سياسات الضغط عليها، يقول ستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض جون بولتو إن واشنطن ستواصل سياسة الضغوط القصوى حتى تغير إيران سلوكها، وبنفس اللهجة التصعيدية قال المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية لشئون إيران، بريان هوك، أن الولايات المتحدة "ستواصل فرض العقوبات على إيران وستضاعف الضغط على الاقتصاد الإيرانى.. هذا حرم النظام من إيرادات تزيد كثيراً على 10 مليارات دولار، وهي خسارة لا تقل عن 30 مليون دولار يومياً".

 

وبالنظر إلى عزم الولايات المتحدة فى مضاعفة الضغوط وفرض المزيد من العقوبات على طهران مايو المقبل المأزومة، وتنديد طهران الدائم بالأوروبيين سائر البلدان الموقعة على الصفقة النووية فى تخفيف أثر هذه العقوبات عليها، فضلا عن إثبات عدم جدوى القناة المالية، قد يؤدى إلى انهيار الصفقة النووية وانسحاب إيرانى من الاتفاق، وهو قرار سيكون آخر خطوة قد تتخذها طهران أمام الأوروبيين فى نهاية المطاف مستندة فى ذلك بالانسحاب الأمريكى، مع مواصلة الصراع بين البلدين.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة