توفيق عبد الحميد:
- السينما لم تبادلنى حباً بحب.. لدينا أزمة نصوص بعد غياب كبار صناع الدراما.. ولهذه الأسباب استقلت من منصبى مرتين
- فترة المعاناة علمتنى «الغنى بالاستغناء» ونور الشريف تعجب من صبرى وتعرضت لحرب شائعات
- تمنيت القيام بدور حسن أرابيسك والملك لير وهدفى الاستمتاع بالفن وليس جمع الأموال
كنجم يخطف الأنظار ببريقه حين يظهر فيترك بصمة لا تنسى، ويظل ضوءه عالقا بالأذهان، حتى وإن غاب أو اختار أن يحتجب تبقى مشاهد الفنان توفيق عبدالحميد التى أداها فى كل أدواره راسخة فى أذهان الجمهور، لا يمكن أن تنسى نظراته ودموعه وانفعالات وجهه، وأداءه الصادق فى مشاهده التى شارك فيها كبار النجوم أو تفرد فيها، عزيز المصرى فى حديث الصباح والمساء والدكتور رياض فى أين قلبى، وكمال أبو العزم فى حضرة المتهم أبى، وحسن عوف فى كفر عسكر وغيرها عشرات الأدوار. 10 سنوات فقط هى فترة الوهج الفنى للفنان توفيق عبدالحميد بدأت منذ عام 2001 وحتى عام 2010، سبتقها 20 عاما من الصبر على الحلم والمعاناة والمعافرة والشقاء قضاها فيما سماه بـ«محنة عنق الزجاجة»، كانت هذه السنوات كفيلة بأن يهجر حلمه ويتنازل عنه، لكنه لم يفعل رغم لحظات الضعف التى مر بها، وما لبث أن بدأت مرحلة التألق والنجومية والخروج من عنق الزجاجة حتى كان آخر أعماله التى قدمها عام 2010 وهو مسلسل «سى عمر وليلى أفندى»، وبعدها لم يقدم أعمالا أخرى، حيث قرر النجم أن يحجب ضوءه، سواء بإرادته أو لظروف أخرى، ولكن لا تزال أعماله راسخة فى أذهان جمهور، يتساءل عن سر الغياب ويتشوق لمزيد من الإبداع، فى هذا الحوار يخرج الفنان توفيق عبدالحميد عن صمته ويتحدث عن أسباب غيابه، يكشف تفاصيل فترة المعاناة والمحنة والصبر على الحلم التى استمرت لما يقرب من 20 عاما، وأسباب ابتعاده، وذكريات أهم روائعه وأسرار فترة الإحباط وسنوات التألق.
بيدى لا بيد عمرو
فى البداية يفسر توفيق عبدالحميد سبب غيابه، مؤكدا أنه متوقف بإرادته منذ قدم مسلسل «سى عمر وليلى أفندى» عام 2010، رغم أنه يتلقى عروضا بالتمثيل لا تتوقف كل عام، ولكنه يرفضها قائلا:»التمثيل بالنسبة لى حالة استمتاع، ودائما أبحث عن الدور الذى أشعر بالاستمتاع وأنا أؤديه، فيشغلنى طوال الوقت ويجعلنى أفكر فى الشخصية وأستغرق فى تفاصيلها ومحاولة اكتشاف أسرارها، فالفن والتمثيل بالنسبة لى مثل حالة الحب لا تقبل حالة النص نص، فإما حب أو لا حب، ومن وجهة نظرى الشخصية، أن الممثل حتى يبدع يحتاج حالة جماعية، فهو يختلف عن الشاعر والنحات والرسام الذى ينفعل فيبدع، ولكن الإبداع لدى الممثل مرتبط برؤية كاملة وعوامل أخرى مثل، فريق العمل، المخرج، الأوركسترا، ورأس المال، وحالة الهارمونى بين كل هذه العوامل».
يشير عزيز المصرى إلى أن الدور الوحيد الذى نال إعجابه وكان يمكن أن يعيده للشاشة كان دورا مميزا فى مسلسل لجمال ومدحت العدل، ولكن حال بينه وبين هذا الدور إصابته منذ عامين بانزلاق غضروفى منعه من قبول الدور الذى ذهب لممثل آخر.
يتحدث عن الأدوار التى رفضها قائلا: «بعضها لم أجد نفسى فيه وبعضها أدركت أنها لن تكون كما أريد، لأن مشكلة العملية الإبداعية الجماعية أنها تحتاج حالة توافق وتناغم بين الفرد والمجموعة، وتكون مثل البناء الذى يكمل بعضه حتى يصل إلى أعلى درجة جودة».
يلخص توفيق عبدالحميد أسباب ابتعاده. نافيا أن يكون ذلك بسبب تعرضه لظلم أو نكران، أو لقلة الأدوار المعروضة عليه: «أنا راجل مزاجاتى فن، أسعى للاستمتاع بالتمثيل، ولست مظلوما وتوقفت برغبتى، مفيش حد موقفنى ولا معطلنى، أنا اللى اخترت، لأنى أريد دورا جديدا أعيش معه فى حالة دهشة وقلق».
وتابع: «معظم الأدوار التى كانت تعرض علىَّ من 2010 كلها تجسد نمط الإنسان المثالى الطيب صاحب المبادئ، وجميعها أدوار جيدة ولكنها متشابهة، وهذا يحرم الممثل من التنوع والثراء والتحدى»، مؤكدا أنه قدم شخصية الشرير فى مسلسل كناريا، وقدم شخصية كوميدية فى مسلسل «نافذة على العالم».
البدايات
كانت بداية الرحلة فى أسرة ينتمى الأب والأم فيها إلى قرية كفر مصيلحة بالمنوفية، وهو ما لم يصرح به الفنان توفيق عبدالحميد فترة حكم الرئيس مبارك ولم يحاول المزايدة به، كما لم يتحدث كثيرا عن بطولة رجال أسرته، حيث حارب والده وأعمامه فى كل الحروب التى خاضتها مصر، بدءا من حرب 48 وحتى انتصار أكتوبر 73.
كان الأب الذى سكن حى شبرا ورزقه الله بخمسة أبناء 3 بنات وولدين، يحلم بأن يلتحق ابنه الأكبر توفيق بكلية الحقوق. وأن يدرس القانون. أملا فى أن يكون مثل ابن قريته عبد العزيز باشا فهمى: «أبويا كانت أمنية حياته أشتغل فى مجال القانون، تأثراً بابن قريتنا عبدالعزيز باشا فهمى صاحب الأيادى البيضاء على القرية فى التعليم والتشغيل، حتى أطلق على كفر مصيلحة «كفر باريس»، لأنه لم يكن بها أى مواطن أمى».
كانت الموهبة الفنية ظهرت على توفيق عبدالحميد مبكرا: «كنت أمثل فى ثانوى وفى الجامعة، وأشارك فى المسابقات وأفوز فيها، وأسمع إشادات من لجان التحكيم والأساتذة، وقررت أن أكمل مسيرة الاحتراف الفنى».
لم يشأ الابن أن يخذل حلم أبيه رغم اختلافه مع حلمه، فقرر أن يلتحق بكلية الحقوق تنفيذاً لرغبة والده: «أبويا كان نفسه يدرس قانون، وهو من الجيل الذى لا يؤمن ببكالوريوس الفنون المسرحية ويراها ليست شهادة، لذلك التحقت بحقوق عين شمس وكنت متفوقا فيها».
لم يغادر توفيق حلمه رغم تنفيذ رغبة والده، وشارك فى فرق التمثيل وحصل على لقب ممثل أول على مستوى جامعة عين شمس وممثل أول على مستوى الجامعات، وبدأ رحلة الاحتراف بعد تخرجه من كلية الحقوق: «التحقت بمعهد الفنون المسرحية عام 1979، وقلت لوالدى فقال اعمل اللى أنت عاوزه، طالما أخدت اليسانس، لكن أنا مش هاصرف عليك عندى إخواتك لازم يتعلموا وياخدوا شهادات جامعية، وكانت شقيقاتى الثلاثة التحقن بكلية الطب، والتحق شقيقى أحمد بكلية الإعلام ويعمل مخرجاً».
«مكانش عندى واسطة وكان جلال الشرقاوى عميدا للمعهد واجتزت الاختبارات بنجاح»
لفت توفيق عبدالحميد أنظار أساتذته وأشادوا بموهبته ورشحه ممدوح الليثى الذى كان يقوم بالتدريس بالمعهد للمشاركة فى أول عمل تليفزيونى له عام 1980، وهو مسلسل «الوليمة» مع عدد من عمالقة الفن ومنهم تحية كاريوكا وعماد حمدى وكريمة مختار، وتوقع الجميع أن يكون ذلك بداية مشوار النجومية للشاب الموهوب، ولكن ذلك لم يحدث.
عنق الزجاجة وصبر أيوب
يتحدث توفيق عبدالحميد عن أصعب فترة فى حياته قائلا: «تم ترشيحى لبطولة رواية الكلمنجية المسرحية عام 1981، ولكن توقف إنتاجها بعد اغتيال السادات، كما شاركت فى مسلسل لا إله إلا الله، ورغم ذلك بدأت بعدها محنة مرحلة عنق الزجاجة التى استمرت لمدة 20 عاما، لم يبدأ خلالها مشوار النجومية كما كان متوقعا، وترجع أسباب ذلك للآخرين أحيانا وبعضها لى. لأننى لم يكن لدى تجربة».
«بدأت أتراجع لأخطاء قد أكون أنا المسؤول عنها، أو لأنى ماليش ظهر، والظهر ممكن يكون نصيحة، كما اصطدمت أحيانا بآخرين للدفاع عن نفسى أو كرامتى فى معارك لو كان لدى خبرة كنت خضتها بقدر أكبر من الذكاء والحنكة».
يتحدث بمرارة عن هذه الفترة: «20 عاماً علمتنى الغنى بالاستغناء، أوقات كتير كنت عاوز ومش طايل، فمكانش أمامى غير أستغنى وأرضى بالمتاح، وكنت أحلم باليوم الذى يعترف فيه الناس بموهبتى».
«اتعينت فى المسرح الحديث قبل أن أنهى دراستى بالمعهد، وبعدها مثلت فى مسرحية رابعة العدوية ومجنون ليلى على المسرح القومى فطلبت سميحة أيوب انتدابى وتدرجت حتى أصبحت مديرا للمسرح القومى، وخلال 20 عاما لم يكن أمامى متنفساً إلا المسرح، فقدمت أعمالا مهمة ومميزة، ولكنها لم تصادف الشهرة ولم تسلط عليها الأضواء، ولم أعمل سوى عملين فى الدراما، خاف الكثيرون من أداء الشخصيات فيهما وهما شخصية فتحى المنياوى الشيخ الأفاق فى مسلسل العائلة، ودور متطرف فى مسلسل أيام المنيرة، وكان ذلك فترة موجة الجماعات الإرهابية، فخاف الممثلون من أداء الدورين، وتصادف عرضهما فى رمضان، وكانت الناس تقابلنى فى الشارع فيقولون: مش خايف وأنت ماشى كدة، من شدة تصديقهم للشخصيات».
«بقيت فى عنق الزجاجة من عام 1980 وحتى عام 2000.. وهى الفترة التى كان من المفترض أن الدنيا تنور وأكون نجم»
«خلال هذه الفترة مرت علىَّ أزمات كثيرة وفكرت أسيب التمثيل، كان عندى عربية فيات قديمة اشتريتها مستعملة، فقررت أعملها تاكسى وأشتغل عليها، لكن شاء القدر أن تتعرقل الإجراءات بسبب سنة الصنع، وكأن القدر شاء أن يستمر صبرى».
سألناه إن كان يعتبر نفسه أيوب الفن الذى صبر 20 عاما حتى يحقق حلمه فأجاب: «هناك من عانوا أكثر منى، ولكن الفرق إن كان عندى نفس طويل وتحملت».
«أحيانا كانت تعرض على أدوار مهمة، ولكن سوء الحظ لم يجعلنى أشارك فيها، ومنها فيلم الحرافيش مع محمود ياسين وليلى علوى، ورشحنى المخرج حسام الدين مصطفى، ولكن كنت مرتبطا بتصوير مسلسل فى اليونان، فاعتذرت لحرصى على أن أكون منضبطا وملتزما فى أى عمل أشارك فيه، يمكن كان ممكن الوضع يتغير لو ضربت عرض الحائط بالالتزام».
الفرج بعد الضيق
يتحدث عن فترة الانفراجة بعد الضيق: «كانت بداية الخروج من عنق الزجاجة بعد صبر 20 عاما بترشيحى فى دور عزيز المصرى فى مسلسل حديث الصباح والمساء عام 2001، وتصادف وقتها أن الفنانة سميرة أحمد كانت تستعد لتقديم مسلسل أميرة فى عابدين، وعندما شاهدت عزيز المصرى قالت هوة ده، فقمت بدور الدكتور شلبى، وفى نفس العام قمت بدور الدكتور رياض فى مسلسل أين قلبى، وشاركت فى مسلسل قاسم أمين 2002 فى دور الشيخ محمد عبده، وكنت قبل ذلك شاركت فى مسلسل أم كلثوم فى دور فكرى أباظة».
يضحك قائلا: «بعد نجاح شخصيتى الدكتور رياض والدكتور شلبى وعرضهما فى فترة واحدة اعتقد الناس أنى طبيب»
وعن أقرب وأحب الشخصيات التى أداها قال: «أنا قاسى جدا فى حكمى على نفسى، ودائما أنافس أخطائى وعيوبى حتى أصل للأجود، وعمرى ما حسيت إنى أحرزت 10 من 10 أوقات أقول جبت 5 من 10، ويوم التجلى باقول 7 أو 8 من 10».
هناك نوع من التلاقى بين صفاتى وبين صفات بعض الشخصيات التى جسدتها، ومنها شخصية عزيز المصرى، والدكتور رياض، وكمال أبوالعزم فى حضرة المتهم أبى، وأحيانا يحدث نوع من التوحد بينى وبين الشخصية التى أؤديها».
«وأكتر كواليس استمتعت بها أثناء العمل كانت فى مسلسل حضرة المتهم أبى التى حدث فيها نوع كبير من التوافق والتناغم والألفة والصداقة بينى وبين الفنان الكبير نور الشريف، وجمعتنا مشاهد كثيرة».
«نور الشريف فنان كبير مثقف ومتواضع وخلوق.. وجمعنا اهتمام مشترك وهو الاهتمام بالسينما وكثير من الحوارات حولها»
وتابع: «الفنان نور الشريف تعجب من طول فترة بقائى فى عنق الزجاجة»، وقال لى: «مش متخيل حد موهوب يقعد فى عنق الزجاجة لمدة 20 سنة، وأن يلعب على هذا التراكم حتى يمر ويصر على حلمه حتى يتحقق، وصعب على أى إنسان أن يتحمل كل هذا، وأن يصبر على حلمه كل هذه السنوات».
يتحدث باعتزاز عن تجسيده شخصية محمد على باشا فى مسرحية «رجل القلعة»: «كنت مستمتعا جدا بأداء هذه الشخصية الثرية، وكان ذلك عام 2005، واستمر عرضها 3 سنوات وحصلت على جائزتين عن هذا الدور، ممثل أول فى المهرجان القومى للمسرح وجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان عمان المسرحى».
الاستقالة مرتين
تولى توفيق عبدالحميد منصب، مدير المسرح القومى ورئيس البيت الفنى للمسرح، فترة حكم الرئيس مبارك، ووزير الثقافة فاروق حسنى، كما تولى منصب رئيس قطاع الإنتاج الثقافى بالمسرح بعد ثورة يناير واستقال فى المرتين، وعن ذلك قال: «أنا ابن شرعى للطبقة المتوسطة والمسرح، وتحديدا المسرح القومى، وعارف المطبخ والأخطاء، وكان عندى حلم ومعركة خضتها عندما توليت المنصب، وهى أن تكون هناك فرصة لكل موهوب، وألا يضطر الموهوبون للبقاء مثلى فترات طويلة فى عنق الزجاجة، وألا يعانى شباب الممثلين مما عانيت منه، حتى نثرى الحركة الفنية، خاصة أن لدينا مواهب تعادل المواهب العالمية، ولكنها لا توضع فى المناخ المناسب، وكنت أحلم بالوصول لما وصل إليه المستوى العالمى، حيث سافرت إلى لندن وشاهدت التقدم المذهل فى المسرح».
«كان هناك أخطاء متراكمة تحتاج منظومة تطوير وعمل فى أكثر من اتجاه، وأكثر من وزارة، وعندما وجدت أننى سأفشل فى تحقيق هذا الحلم فضلت أن أستقيل، لأن المنصب بالنسبة لى وسيلة وليس غاية، وماكنتش عاوز حاجة لنفسى كنت عاوز أقدم شىء للبلد».
«تعرضت لحروب كثيرة منها بعض الشائعات التى أطلقها مغرضون عام 2014 بأننى من الخلايا النائمة، وذلك تزامنا عرض الدكتور جابر عصفور بأن أتولى المنصب مرة أخرى».
يضحك قائلا: «استغل البعض صورى بالذقن، وأنا أؤدى شخصية محمد على باشا للترويج لهذه الشائعة، رغم أننى شاركت فى اعتصام وزارة الثقافة ضد الوزير الإخوانى، ولم أزايد برفضى الذهاب مع مجموعة الفنانين للقاء مرسى عندما عرفت أننا سنذهب لنستمع فقط دون أن نناقش، ومش محتاج أقول إنى رجل وطنى وبحب البلد».
يؤكد أن هذه الشائعات لم تؤثر على الأعمال التى عرضت عليه: «منذ عام 2010 وحتى هذا العام اتعرض علىَّ أعمال، ولكن لم أشارك فيها إما بسبب النص أو الظروف الصحية، حيث أصبت بانزلاق غضرفى منذ عامين أتعافى منه حاليا».
وتابع: «عندنا أزمة نصوص خاصة بعد اختفاء مجموعة الأسماء الكبيرة فى الدراما الاجتماعية والتاريخية، مثل أسامة أنور عكاشة ومحمد جلال عبدالقوى ومحمد صفاء عامر ومحسن زايد ومحفوظ عبد الرحمن وكرم النجار، وكان آخر نص أعجبنى لمدحت العدل وجمال العدل، ولكن منعنى الانزلاق الغضروفى من قبول العمل».
10 سنوات هى فترة الوهج الفنى للفنان توفيق عبدالحميد، وهى الفترة التى تجاوز فيها مرحلة عنق الزجاجة التى بدأت فى عام 2001 وحتى آخر عمل قدمه «سى عمر وليلى أفندى» عام 2010، وكان المفترض أن يستغل هذه النجومية، ويعوض فترة الحرمان ويجنى حصاد الصبر، ولكن كان له وجهة نظر مختلفة فسرها قائلا: «حققت حلمى وهو أن أحصل على شهادة بموهبتى من الجمهور، وأصبح هدفى أن أمثل حتى أستمتع وأبتهج بالعمل الفنى، وليس لكى أكون مشهوراً أو أجمع أموالاً، ففترة عنق الزجاجة علمتنى الغنى بالاستغناء، وإن لم أجد ما يحقق لى الاستمتاع فى التمثيل أستمتع بالتلقى وبأعمال الآخرين».
يشير إلى إعجابه بأداء نيللى كريم ومنة شلبى وماجد الكدوانى وأحمد داود ودنيا سمير غانم.
ويتحدث عن قلة أدوار فى السينما قائلا: «السينما بالنسبة لى مثل شخص أحب فتاة شديدة الجمال، ولكنها ما أخدتش بالها منه، ولم تبادله حباً بحب».
يؤكد أنه كان يتمنى تجسيد شخصية حسن أرابيسك فى الدراما والملك لير وماكبث فى المسرح، لثراء هذه الشخصيات وتنوعها، مشيرا إلى إعجابه بأداء الفنان صلاح السعدنى ويحيى الفخرانى فى هذه الأدوار: «لولا إتقانهما ما أعجبتنى، ولكننى أحب أداء الشخصيات الصعبة التى تحمل تنوعا».
يشير إلى أنه يتواصل مع أصدقائه من الوسط الفنى، ومنهم أحمد عبدالعزيز، وكمال أبورية وفاروق الفيشاوى قائلا: «مفيش حد مقصر معايا».
وعن الجمهور الذى يشتاق إليه قال: «أنا أشد اشتياقاً ومشاعر الناس نحوى محل تقدير واحترام، لذلك يجب أن أحافظ على هذه المشاعر بمحاولة الوصول لأجمل ما يمكن أن أقدمه لهذا الجمهور».