مارينا ويس المدير الإقليمى للبنك الدولى بالقاهرة فى حوار لـ"اليوم السابع": مصر بلد فريد وشريك مهم..وننفذ 15مشروعا بـ7.3مليار دولار.. الدولة أحرزت تقدما كبيرا ونسعى لتوسيع نشاطنا.. التكنولوجيا ودمج الشباب أولوية

الجمعة، 05 أبريل 2019 02:30 م
مارينا ويس المدير الإقليمى للبنك الدولى بالقاهرة فى حوار لـ"اليوم السابع": مصر بلد فريد وشريك مهم..وننفذ 15مشروعا بـ7.3مليار دولار.. الدولة أحرزت تقدما كبيرا ونسعى لتوسيع نشاطنا.. التكنولوجيا ودمج الشباب أولوية
حوار - نورهان مجدى تصوير - أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- نركز على مجالات التعليم والمهارات ومناخ الاستثمار
- مصر لديها برامج جيدة للرعاية الاجتماعية.. وهناك جهود رائعة لتمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا
 
15 مشروعا ينفذها البنك الدولى فى مصر باستثمارات إجمالية قدرها 7.3 مليار دولار. وإلى جانب تلك المشروعات يملك البنك استراتيجية شاملة للتعاون مع مصر فى عديد من المجالات، مركزًا على الاستثمارات المباشرة إلى جانب التعاون المعرفى ونقل الخبرات الفنية، بغرض دعم الجهود الرسمية الساعية لتحسين بيئة الاستثمار وتعزيز إمكانات الاقتصاد وقدراته على التطور والنمو.
 
فى الوقت الذى كان وزيرا الاستثمار والإسكان، سحر نصر وعاصم الجزار، يجلسان مع الدكتور ميرزا حسين عميد المديرين التنفيذيين فى البنك الدولى، فى العاصمة الأمريكية واشنطن، لبحث أطر التعاون المشترك فى مشروعات البنية التحتية والمشروعات القومية العملاقة والإسكان الاجتماعى ومجالات مياه الشرب والصرف الصحى، كانت «اليوم السابع» تجلس مع مارينا ويس، المدير الإقليمى للبنك فى مكتبها بالقاهرة، للتعرف على القيادة الجديدة التى تولت منصبها خلال الفترة الأخيرة، واستطلاع مستويات التطور فى رؤية البنك للواقع المصرى، ورهاناته على التعاون المشترك وما يمكن إنجازه خلال الفترة المقبلة بفضل تلك الشراكة.
 
مارينا-ويس-المديرة-الإقليمية-للبنك-الدولي
 
فى الأسابيع الأخيرة أسند البنك الدولى إدارة مكتبه فى القاهرة إلى الهولندية مارينا ويس، التى انتقلت إلى مصر برفقة أسرتها خلال يناير الماضى لتكون أول سيدة تتولى هذا المنصب إلى جانب إدارتها لأعمال البنك فى اليمن وجيبوتى، وبحسب حديثها معنا فإنها شعرت بدفء الاستقبال وحميمية الأجواء منذ وطأت قدماها أرض القاهرة، وتكونت لديها انطباعات إيجابية عن الدولة والمواطنين، وعن المستقبل الاقتصادى والتنموى، إضافة إلى الأجواء الاجتماعية التى وجدتها جذابة ومبهجة سواء فى دعابة المواطنين أو بساطة الحياة أو تنوع المطبخ المصرى وأطعمته.
ترى «ويس» أن لديها مهمة أساسية تسعى لتحقيقها خلال عملها فى مصر، تتمثل فى توسيع استثمارات البنك الدولى فى مجالات التعليم وجذب الاستثمار ودمج القطاع الخاص والشباب فى المنظومة الاقتصادية. ومن واقع خبراتها العملية فى البنك طوال 19 سنة تولت خلالها مناصب عديدة فى مكاتب البنك بواشنطن ولندن وتركيا ويوغوسلافيا وبولندا والضفة الغربية وقطاع غزة، وانطباعاتها الأولى عن مصر ومواطنيها وأجوائها على مدى ثلاثة أشهر من العمل بالقاهرة، وقراءتها للواقع الاقتصادى وتوقعاتها للمستقبل وتطلعاته، كان لنا معها هذا الحوار...
 

قد لا يبدو منصب المدير الإقليمى للبنك الدولى واضحًا للناس.. ما مهامك؟ 

المدير الإقليمى هو المسؤول الرئيسى الذى يقدم رؤية استراتيجية للشراكة مع الدول التى يتولاها، ويتابع تنفيذ تلك الرؤية، وفى الواقع فإن تلك المهمة لا ينجزها شخص المدير الإقليمى، وإنما تتولاها وحدة تابعة للبنك، مهمتها التواصل مع المؤسسات الرسمية والموظفين المحليين ذوى الخبرة، والخبراء الفنيين فى البنك والجهات الدولية الأخرى، بغرض ضمان كفاءة المشروعات وأطر الشراكة والعمل بين البنك والدول المختلفة.
 

هل يقع ضمن مهامك اقتراح وتخطيط المجالات الاستثمارية؟

فى البنك الدولى لدينا مجلس للمديرين التنفيذيين الذين يقررون الاستراتيجيات ويعتمدونها، لكننى كمدير إقليمى يمكن أن أقدم المشورة، أو أعرض قائمة اقتراحات وتوصيات بتوجيه مزيد من الإقراض أو المشروعات لدعم مجال معين أو شريحة معينة.
 

إلى جانب تقييم البنك.. كيف قيمت مارينا ويس الشراكة مع مصر؟

أرى أن لدينا استراتيجية عميقة وشراكة نشطة مع مصر، لكن البنك بصدد مراجعة تلك الاستراتيجية وتجديدها وإدخال بعض التغييرات عليها فى الوقت الحالى. يمكن القول إننا نُحدّث نظرتنا لاستراتيجيات البنك وشراكاته بكاملها فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
 

كيف ينظر البنك الدولى ومسؤولوه إلى مصر كشريك وسوق ناشئة؟

 مصر شريك محورى وبلد مهم للغاية بالنسبة للبنك الدولى، وبالفعل لدينا شراكة مثمرة للغاية معها، وإحدى مهامى الأساسية أن أبنى على تلك الأسس المتينة بمعاونة باقى فريق البنك. أعتقد أن مصر حققت الكثير ومازال هناك المزيد، وإذا نظرنا إلى بيانات الاقتصاد الجزئى والنمو سنجدها تكشف كثيرا من النجاحات المتحققة، مع وجود مجالات عديدة يمكن أن تشهد المزيد، سعيا إلى توفير فرص عمل بشكل يقود الاقتصاد إلى آفاق أرحب، مع تعزيز إشراك النساء والشباب والمناطق الفقيرة فى جهود التنمية، أعتقد أن تلك القضايا من الأمور المهمة للغاية بالنسبة لمصر.
 

هل تعتقدين أن عملك فى مصر سيختلف عن محطاتك السابقة؟

كل بلد له مزاياه التى تجعله فريدا من نوعه، لكن هناك أبعادا يمكن أن تتبدل من محطة لأخرى، وهى تلك الانطباعات الأولى التى نشعر بها تجاه بلد ما، وأعتقد أن مصر بلد فريد، وقبل كل شىء هى بلد كبير ولديه قوة عاملة ضخمة، إضافة إلى موقعها الجغرافى المهم للغاية بما يجعلها محورا مهما فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وقارة أفريقيا، وأعتقد أن كثيرين يرون مصر قيادة مهمة للعالم الأفريقى، وإلى جانب ذلك أعتقد أن الاقتصاد المصرى يملك إمكانات ضخمة، وهو ما يتطلب مزيدا من الجهد والتركيز على التقدم فى مجالات حيوية مثل التعليم وتعزيز المهارات وتحسين مناخ الاستثمار، وضمن انطباعاتى الأولى أرى صعودا واسعا فى مجال ريادة الأعمال للشباب والنساء على حد سواء، لذلك أنا متفائلة للغاية بمستقبل مصر.
 

هل هناك دروس يمكن أن ينقلها البنك للدول الأخرى من تجربة مصر؟

 نعم هناك الكثير. مصر أحرزت تقدما واسعا وأصبحت تملك خبرات واسعة يمكن مشاركتها مع دول أخرى، والبنك الدولى يسعى دائما إلى نقل الخبرات بقدر سعيه للمساعدة فى برامج التنمية، سواء فى أفريقيا أو على نطاق أوسع عالميا، ورغم أن برنامج الإصلاح المصرى لم يكتمل بعد فإنه ترك آثارا ملموسة، ونحن فى البنك نبحث عن مزيد من الفرص، خاصة فيما يتصل بتوفير الوظائف ودعم جهود الدمج بين الجنسين ومحاربة الفقر.
 

هل هناك مجالات أخرى يرى البنك أن مصر فى حاجة إليها؟

أعتقد أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من المجالات المهمة، ومصر تملك بالفعل عددا من الشركات الناشئة فى المجال، وأرى أيضا أن قطاع الزراعة يمكنه أن يكون قاعدة صلبة للنمو، فى ضوء قدراته الضخمة على استيعاب العمالة وتوفير فرص عمل هائلة.
 

 فى تصورك.. متى يشعر المصريون بآثار النمو والإنجاز الاقتصادى؟

حتى الآن لم يكتمل برنامج الإصلاح الاقتصادى، وأرى أننا نحتاج ليس للتركيز على خلق الوظائف فقط، وإنما على خلق الوظائف الجيدة، بحيث يصبح الناس أكثر إنتاجية وأقدر على تحسين معيشتهم بالحصول على دخول أعلى، أما الجانب الثانى من القصة فيدور حول برامج الرعاية والمساندة الاجتماعية وفى تلك النقطة فإن مصر قطعت خطوات واسعة ولديها برامج اجتماعية جيدة للغاية.
 
مارينا-ويس-المديرة-الإقليمية-للبنك-الدولي-1
 

هل تتفوق القروض على استراتيجيات المعرفة ونقل الخبرات فى خطط البنك؟

نوازن بين الأمرين. نحن بالأساس مؤسسة قائمة على المعرفة وليس ضروريا أن تكون مشاركاتنا التنموية من خلال الإقراض، يمكن القول إن كل حالة تختلف عن الأخرى حسب طبيعتها، فنحن منفتحون على كل المسارات ونسعى لتعزيز الإقراض وفى الوقت نفسه نبحث عن مزيد من الشراكات الفنية من خلال قاعدتنا المعرفية، ولا نستبعد أيا من المسارين، فالبنك يعمل على تفعيلهما معا وفق احتياجات كل حالة.
 

هل استعدت مارينا ويس لمهمتها الشاقة فى 3 دول إقليمية؟

أنا متحمسة للغاية للعمل فى مصر واليمن وجيبوتى. مصر مهمة جدا كونها بلدا كبيرا وشريكا مميزا، ولدينا هنا 15 مشروعا باستثمارات 7.3 مليار دولار، كما أن لدينا شراكات مبتكرة فى اليمن طوال الوقت، وحتى خلال فترات النزاع خصصنا 1.4 مليار دولار إضافية فى نوفمبر الماضى لمشروعاتنا هناك، أما جيبوتى فهى بلد صغير الحجم لكنها تملك مقومات كبيرة، وتواجه تحديات تنموية عديدة.
 

كونك أول سيدة تتقلد المنصب فى مصر كيف ترين جهود تمكين المرأة؟

قابلت كثيرا من النساء الناجحات فى مصر، ومنهن وزيرات فى الحكومة، وأعتقد أنه أمر رائع أن نرى جهودا حقيقية لتمكين النساء فى مناصب تنفيذية ومواقع مهنية مهمة. نعلم جميعا حجم التحديات التى تواجهها المرأة العاملة، وتحملها مسؤولية العمل إلى جانب عديد من المهام الأسرية، وأعتقد أن النساء فى كل دول العالم ما زلن يحصلن على الفرص ويلتحقن بمجالات جديدة بكفاءة واحتراف.
 

هل هناك إطار زمنى محدد لمشروعات البنك الدولى؟

فى العادة تستغرق مشروعاتنا بين سنتين و5 سنوات، لكن بعض المشروعات تقل أو تزيد عن هذا الإطار، فلدينا مثلا مشروع بنكى فى الضفة الغربية بالدولة الفلسطينية استمر 15 سنة، نحن نصمم المشروع فى ضوء الإمكانات والاحتياجات ثم نموله ونبدأ تنفيذه وننتهى منه وفق الأهداف المرجوة منه.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة