- مؤتمر علمى الشهر الجارى بحضور الدكتور مصطفى السيد
أكد الدكتور محمد لبيب سالم مدير مركز المشروعات والابتكارات ونقل التكنولوجيا بجامعة طنطا، أن لديه أبحاث تدور حول استخدام المناعة فى علاج مرض نقص المناعة، أبرزها السرطان، وهناك العديد من الأبحاث فى هذا المجال من خلال مركز التميز لأبحاث السرطان، وتدور هذه الأبحاث حول العمل على اكتشاف علاج للأورام، والاكتشاف المبكر للأورام على المستوى البحثى، والتنبؤ بطرق معينة هل سيستجيب المريض للعلاج من عدمه.
وأضاف" سالم" أن هناك أمراض يحدث فيها زيادة للمناعة، وتندرج تحت فئة الامراض المتعلقة بالالتهابات العامة والخاصة، مثل التهابات القولون والتهابات المفاصل والتهاب الكبد، وهناك أبحاث لتقليل نسبة المناعة لإيقاف الخلايا المناعية التي تهاجم الخلايا السليمة.
وأشار"سالم"، إلى أن الجامعة متميزة فى الأبحاث الطب حيوية وأبحاث النانو وأبحاث الطاقة، ودور الجامعة فى دعم مجال الطب حيوى جدا ليكون لها بصمة واضحة فى اكتشاف العقاقير على وجه العموم سواء لأمراض ذاتية المناعة، أو أمراض فيروسية أو سرطانية، مشيرا أن هناك عدد كبير من الأبحاث بجامعة طنطا على اكتشاف العقاقير المضادة للسرطان، وبناء على ذلك سيتم تنظيم أول مؤتمر متخصص فى اكتشاف العقاقير على مستوى البحث العلمى يومي 21- 22 أبريل التى يمكن من خلالها الوصول إلى منتج مصرى جديد مضاد للسرطان، بحضور كبار الباحثين من مصر وخارج مصر وعلى رأسهم العالم المصرى الدكتور مصطفى السيد، وأستاذين من الصين إحدهما مدير مستشفى للعلاج المناعى للأورام ونجح فى علاج عدد كبير من المرضى وسيكون إضافة كبيرة لجامعة طنطا، والباحث الثانى لديه أبحاث متقدمة فى العلاج المناعى للأورام، وأستاذ من الولايات المتحدة الأمريكية ولديه أبحاث فى تصنيع أدوية جديدة لتحديد خلايا الأورام من الخلايا السليمة، والدكتور إبراهيم طنطاوى أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة المنوفية، والعالم المصرى الأمريكى ممدوح غنيم والذى ابتكر دواء من غلاف الشعير لتحفيز الجهاز المناعى ضد مرض السرطان.
وأشار الدكتور محمد لبيب سالم ،إلى أن هناك طالبة بالمرحلة الثانوية تدعى ندى زين، اكتشفت علاج للسرطان من قشر المانجو، وقامت على تنفيذ البحث بمركز التميز لأبحاث السرطان تحت إشرافى، موضحا أنها توصلت لنتائج متميزة، ولكن هذا البحث يحتاج لدعم أكبر لاستخلاص المادة الفعالة من قشر المانجو، مبينا أن الأبحاث الأولية تقوم على المادة الخام، واستخلاصها، وإجراء التجارب، لتصل فى النهاية إلى تخليق المادة الفعالة.
وأوضح الدكتور محمد لبيب سالم، أن هناك طالبة أخرى بالمرحلة الثانوية تدعى"دينا شرويدة" والتى عملت على فكرة غير تقليدية حول اختلاف الخلايا السرطانية عن الخلايا العادية فى البناء الداخلي للخلايا السرطانية، وبالتالى يمكن استخدام الأشعة ذات الترددات العالية وتعريض الخلية السرطانية للحرارة لقتلها دون أن تؤذى الخلايا السليمة، مشيرا إلى أنه تم إجراء التجربة على عينة دم مسرطنة، بالتعاون مع مركز النانو تكنولوجى بالشيخ زايد، وتوصلنا إلى نتائج متميزة فى هذا البحث، كذلك توصلنا إلى اختلاف الجينات فى الخلايا السرطانية عن الخلايا العادية.
وأشار "سالم" أنه توصل من خلال قراءة الأبحاث العلمية المنشورة خاصة فى دول أمريكا الجنوبية، عن استخدام ديدان البلهارسيا فى علاج الروماتويد، مؤكدا أن هناك علاقة عكسية فى الإصابة بالديدان سواء ديدان الفاشيولا أو البلهارسيا أو الانكلستوما والشفاء من مرض الروماتويد، مبينا أن مرض الروماتويد نوع الخلايا المناعية فيه من النوع الأول، على العكس فى حالة الإصابة بالديدان فنجد أن نوع الخلايا المناعية فى الديدان من النوع الثانى.
وأشار أنه تم التفكير فى استخلاص البروتينات من بويضات ديدان البلهارسيا وديدان الفاشيولا، وتم إجراء نموذج معملي على الفئران وخلال 12يوما، تحدث نفس الأعراض التى تحدث للإنسان المريض بالروماتويد، وتم العلاج بجرعات مختلفة المستخلصة من بروتينات الديدان وأعطت نسبة شفاء أكثر من 90%، خاصة وأن هناك بحث لعلاج الروماتويد بالخلايا الجذعية، إلا أن العلاج ببروتينات ديدان البلهارسيا حقق نتائج افضل بكثير من العلاج بالخلايا الجذعية.
وأشار إلى أنه سيتم تكرار التجربة عدة مرات خلال الفترة القادمة، للتأكد أكثر وأكثر من نجاح التجربة، متمنيا تطبيق التجربة على الإنسان المريض بالروماتويد، باستخدام العقار المضاد للبلهارسيا وفى حالة تحقيقه نسبة شفاء من الروماتويد ويعطى فى نفس الوقت مناعة ضد مرض البلهارسيا.
وأشار أن العلاج المناعى للأورام باستخدام العلاج الكيماوى والأشعاع يحتاج إلى تطوير، وأيضا هناك علاج مناعى يستخدم فى قتل الخلايا السرطانية حتى لا تدمر الخلايا السليمة.
وأضاف أنه مهتم باتجاه واعد وهو العلاج المناعى للأورام وحصل على عدة جوائز فى هذا المجال منها جائزة الدولة التشجيعية وجائزة الدولة للتفوق، وجائزة جامعة طنطا التقديرية عام 2015، وأكبر دليل على ذلك هو منح جائزة نوبل للطب والفسيولوجيا تم منحها لعالمين أحدهما امريكي والثاني من اليابان، واستطاعا أن يتوصلا إلى انتاج مواد تقوم على ايقاف عمل البروتينات للخلايا السرطانية، وهو ما يمكن الخلايا المناعية من مهاجمتها والقضاء عليها، وقامت 5 شركات بالعالم بتصنيع هذه المواد ضد سرطان الدم والغدد الليمفاوية وسرطان الثدى وسرطان القولون وتم معالجة المرضى بأمريكا وأوروبا واليابان، بنتائج مبهرة، وأبرزهم الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر، والذى تم علاجه من مرض سرطان الجلد، مؤكدا أن هذا اتجاه واعد فى المستقبل ولابد من تلاحم بين الأطباء والباحثين للوصول إلى علاج للأمراض.
وأضاف "سالم"،أن مرضى السرطان يتعرضون إلى نقص الخلايا المناعية "النتروفيل" والتى تعد خط الدفاع الأول لجسم الإنسان، ويضطر الأطباء إعطاء المريض عقار "نيوبيجين" يساعد على رفع المناعة بالجسم بتكلفة عالية، وهو ما دفعه للتفكير فى البحث عن مادة جديدة تعطى نتيجة أعلى من الدواء المستخدم لرفع المناعة وبجرعة أقل.
مبينا أنه تم الوصول إلى نتيجة جيدة، حصلنا بها على براءة اختراع، حيث تم خلط هذا الدواء بالجزء المتفاعل معها بجسم المريض، ثم يتم حقنها للمريض، وأعطى ذلك نتائج ممتازة.
وأضاف أن هناك الآلاف من الأبحاث على مستوى العالم، ولابد من عدم تكاسل الباحثين فى البحث مهما طالت المدة، وضرورة التواصل بين البحث العلمى والجهات المصنعة، مبينا أنه تم الموافقة على قانون دعم البحث العلمى والابتكار والتكنولوجيا، وجارى اعداد اللائحة التنفيذية له، ويستطيع من خلاله إتاحه الفرصة للجامعات ومراكز البحوث إنشاء شركات لمنتجاتها وتحقيق إرباحا كبيرة.
وأشار إلى أن هناك إجراءات لتصنيع اعداد من العربات التى استطاع فريق من طلاب هندسة طنطا ابتكارها، واستخدامها داخل الجامعة، مشيرا أن رئيس الجامعة وافق على مقترح إنشاء معمل للابتكار لتكوين النماذج الاولية للابتكارات، وبالتالى يمكن ان تخرج للنور.
ونصح"سالم" شباب الباحثين بالعمل على اكتشاف العقاقير، لمرض السرطان والروماتويد والذئبة الحمراء والسكر، ودراسة كيفية تطبيق البحث العلمى والسعى وراء اكتشاف العقاقير للأمراض المختلفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة