مصير مجهول ينتظر جماعة الإخوان وقياداتها فى إسطنبول، بعد التراجع الكبير لحزب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى انتخابات المحليات، بجانب خسارة بلدية إسطنبول التى يقيم فيها عدد كبير من قيادات الجماعة، وبالتالى فإن مصير التنظيم أصبح على "كف عفريت".
رغم محاولات الجماعة لتجميل صورة نتائج حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه أردوغان، إلا أن جميع المؤشرات أكدت خسارة الحزب الحاكم للبلديات الرئيسية فى تركيا، وهى الضربة الكبرى للتنظيم الذى كان يعول كثيرا على تلك الانتخابات المحلية.
وفى هذا السياق قال مختار نوح، القيادى الإخوانى المنشق، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان إن جماعة الإخوان الإرهابية تواجه حاليا سيناريوهات كثيرة فى تركيا، بعد صعود المعارضة التركية فى الانتخابات المحلية وسيطرتها على أكبر مدينتى فى تركيا وهى اسطنبول وأنقرة، لافتا أن الجماعة تواجه مصير مجهول فى الفترة المقبلة، لأن الخسائر التى يواجهها النظام التركى حاليا كبيرة .
وأضاف مختار نوح فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن اردوغان خدع شعبه ، بشعارات الخداع باسم الإسلام ، ومحاولة كسب مشاعرهم ، وهى نفس ما كانت تفعله جماعة الإخوان الإرهابية فى سابق عهدها ، مؤكدا أن جماعة الإخوان فى كل الدول لا تعرف معنى الديمقراطية ، لأنها جماعات طاغية ، فالمتابع لذلك يعلم أن الإخوان تربت على ذلك ، فهى لا تعترف بصناديق الاقتراع وخاصة مع فوز المعارضين لها .
وتابع أن اردوغان فى الفترة الحالية انخفضت شعبيته بشكل كبير ، نتيجة لعمليات تكميم الافواه وسجن والتنكيل بالمعارضين ،والقضاء على صوت الصناديق فى تركيا طالما لم تكن فى صالحه ، والاحتماء بجماعات الإرهاب رغبته فى الحفاظ على منصبه فى كرسى الرئاسة التركية ، ولكن الفترات المقبلة ستحمل جديد فى هذا الصدد .
وفى سياق متصل قال ابراهيم ربيع، القيادى الإخوانى السابق، إن جماعة الإخوان الإرهابية تعيش حالة من الترقب والتخوف الشديد فى تركيا ، بعد فشل حزب اردوغان فى الانتخابات المحلية، ونجاح المعارضة على أكبر مناطق فى تركيا ، لافتا أن الإخوان أصبحت تترقب وتتخوف أن يكون مصيرها الطرد من تركيا فى الفترة المقبلة .
وأضاف القيادى الإخوانى السابق فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من المفاجآت فى تركيا، وخاصة بعد صعود المعارضة فى المناطق الكبرى بتركيا، وهو ما يجعل عرش اردوغان يهتز ويؤثر بشكل كبير على منصبه ، فالفترة المقبلة من الممكن أن تشهد صعود للمعارضة بديلا لإردوغان .
وتابع أن الشعب التركي بعد الأزمات التركية أصبح غير قابل للسياسات التى يسير بها اردوغان فى حكمه ، وهو ما سيصعد فرص المعارضة التركية بشكل كبير فى الفترة المقبلة .
من جانبه أكد الدكتور جمال المشناوى الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أن وضع جماعة الإخوان فى تركيا أصبح فى خطر بعد تراجع حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان فى انتخابات المحليات.
وقال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية إن تراجع حزب العدالة والتنمية في انتخابات المحليات مقياس للأنتخابات العامه خاصة ان تركيا لا تعرف تزوير الانتخابات وضعف الحزب الحاكم وحرصه علي النجاح في الإنتخابات العامه يجعله يراجع مواقفه في اغلب الملفات.
وأشار الخبير في شئون الحركات الإسلامية إلى أن أبرز الملفات التى سيعيد أردوغان معالجتها د بالطبع ملف الإخوان الذي يأويهم وكذلك داعش الذي كانت تركيا تعتبر ترانزيت له.
فيما أكد خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، أن تفوق المعارضة التركية فى البلدان الكبرى فى تركيا خلال انتخابات المحليات سيكون له انعكاس كبير على النظام التركى، وخاصة رجب طيب أردوغان.
وقال المحلل السياسى السعودى، فى تغريدات له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، إنه بعد فوز المعارضة في العاصمة انقره ومدينة إزمير وانطاليا في الانتخابات المحلية ، في مدينة اسطنبول مسقط رأس أردوغان يتقدم مرشح المعارضة .
وأضاف خالد الزعتر، أن فوز المعارضة في مدينة إسطنبول ، سيكون ضربة قوية لأردوغان ، بخاصة في ظل ماتحظى به مدينة اسطنبول من أهمية كبيرة لدى اردوغان وحزبه العدالة والتنمية وكذلك ينظر لاسطنبول بأنها القلب النابض للاقتصاد التركي حيث قال اردوغان إذا خسرنا إسطنبول ، خسرنا تركيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة