شهدت قرية الرقة الغربية، إحدى قرى مركز العياط بالجيزة، نبش قبور القرية والعبث بالجثث، والقاءها خارج المدفن، وعندما يتعلق الأمر بالموتى والقبور ينزعج الجميع، والسبب فى ذلك حسب ما أكد الأهالى أن الطمع عمى أعين وقلوب راغبى الثراء السريع، المنقبين عن الآثار.
لم يذكرهم ما رأوه بضرورة أن يتوقفوا ويحترموا حرمة الموتى، فلم يوقفهم الخوف أو حرمة الموتى، وكل ما يرونه أمام أعينهم هو وهم الحصول على الكنوز أسفل هذه المقابر.
أهالى العياط يزورون موتاهم يوميا
يوميا يذهب أهالى قرية الرقة بالعياط إلى قبور موتاهم ليطمئنوا عليهم بسبب تكرار نبشها بشكل يومى بحثا عن الأثار، ليجدا من عبث بها ما أدى لهبوطها وتحطمها، فيلجأوا لتحرير محاضر ضد المجهول الذى يعبث بجثث موتاهم، ولكن ذلك لم يغير شيئا.
جاد الرب عبد الرحمن أحد أهالى القرية ذهب ليزور قبر زوجته، فصدم بالمنظر بعد فتح القبر ونبشه وعدد من القبور المحيطة بها، فأعاد الرفات للقبر وذهب لمركز شرطة العياط ليحرر محضر يطالب الشرطة بضبط المتسبب فيما حدث.
ولكن بعد عدة أيام تكرر الأمر ولم يقوى "عبد الرحمن" على فعل شيئ إلا بتحرير محضر ثانى وثالث ولكن دون جدوى، ولم يمنع ذلك مافيا التنقيب عن الآثار، من الحفر ونبش القبور والعبث بالجثث.
حالة جاد الرب ليست الوحيدة وانما هو واحد من المئات المتضررين من نبش قبور موتاهم، حيث أكد الأهالى أن ما يحدث من نبش للقبور فى قريتهم يتكرر فى عدة قرى مجاورة، وهناك يدعم ذلك ويموله بأموال طائلة.
وأكد الأهالى أن الحفر يتم ليلا وفى حراسة بالسلاح من مافيا التنقيب، ما يجعل الأهالى لا يفكرون فى الذهاب ليلا لمنطقة المقابر، خوفا من المنقبين عن الأثار، مشيرين إلى أن بعض الجثث اختفت ولم يجدوها بعد الحفر، خاصة الجثث الحديثة.
مواطن: الحفر ونبش القبور بالعياط يتم بشكل شبه يومى
وأكد يسرى ج أحد إلى القرية، أن الحفر ونبش القبور يتكرر بشكل شبه يومى ولا يوجد من يوقفه، فمنذ أيام تجدد النبش وحفر المنطقة ما جعل القبور تنهار بالجبانات وهى موجودة فى الجبل، مشيرا إلى أن الحفر القديم الذى يمتد لعشرات الأمتار فى باطن الأرض، كلما ردموه يتم حفره مرة أخرى ليلا.
وأضاف لليوم السابع، أن المشكلة لم يتم حلها خاصة أن مركز الشرطة وعد بتعيين حراسةعلى المكان لمعرفة من ينقب فى المنطقة وينبش القبور، ولكن لم يتم فعل شيئا، وتنتهك حرمة الموتى والمكان كله مهدد بالإنهيار بسبب انتشار الأنفاق أسفل القبور وعلى أعماق مختلفة.
وقال أمين منشاوى، أحد أهالى قرية الرقة، أن هناك أقاويل تتردد أن هناك سرداب يمر أسفل مقام لأحد أولية الله الصالحين، يوصل لكنز اثرى، وهو ما جعل المنقبين عن الأثار ينبشون القبور ويحفرون أنفاق أسفلها بحثا عن الكنوز، قائلا: نحن لا نعلم مدى صحة هذه الأقاويل، وما نعلمه هو ان هناك أحد المشايخ الصالحين دفن فى هذا المكان وهو من عائلتى، ويوجد أعلى قبره قبو كبير نستظل به عند ذهابنا للمقابر لدفن موتانا.
من جانبه رجح شريف الروبى ، رئيس الوحدة المحلية بالقطور بمركز العياط والمسئول عن قرية الرقة الغربية، أن ما يحدث هو مجرد من فعل شخص يريظ اثارة بلبلة وفوضى، مشيرا إلى أن هذه المنطقة إذا كان بها أثار فمن المؤكد أن الدولة ووزارة الآثار لن تخصص أرضها لدفن الموتى، وتمنع الحفر نهائيا بها.
وبدوره أكد اللواء أحمد عبد الفتاح رئيس مركز ومدينة العياط، لليوم السابع، أنه سيكلف بمعاينه الموقع واتخاذ الإجراءات القانونية فى الواقعة بالتنسيق مع الشرطة وكذلك متابعة المكان لضبط من يعبث بالقبور لأى غرض.