تتواصل المفاجآت التى تكشفها اعترافات المتهمين فى حادث الواحات، فى القضية رقم 160 عسكرية، والمعروفة بـ«الهجوم على مأمورية الواحات»، التى تضم 53 متهمًا بينهم 37 محبوسًا و10 هاربين و6 آخرين مخلى سبيلهم بتدابير احترازية، وأبرزهم الإرهابى «عبدالرحيم محمد عبدالله المسمارى «ليبى الجنسية».
وتكشف اعترافات المتهمين عن خلية جديدة بالواحات، وكيف يسافر الإرهابيون إلى سوريا عبر تركيا، ودور تركيا الخفى فى تهريب الإرهابيين عبر الحدود، وكيف ساهم قرار المعزول محمد مرسى بعدم ملاحقة العائدين من سوريا أمنياً فى انتشار الإرهاب.
المتهم «رامز عبد الفتاح إبراهيم»، الذى تم القبض عليه فور تصفية خلية «الواحات» الإرهابية، يكشف أسرارا كثيرة ومثيرة عن خلية أخرى تم إنشاؤها داخل العاصمة لمساعدة خلية «الواحات» فى تنفيذ العمليات الإرهابية، ويقر فى اعترافاته أمام النيابة العامة، بأنه اعتنق الفكر الجهادى، وتكوين جماعة تعتنق الفكر الجهادى تحت إمارته، وكان نائبه فى تلك الجماعة المتهم «أسامة بحر»، وبعضوية كل من «حازم حنفى، وعلاء الدين، ومحمد صلاح، وأيمن السيد، وباسم إبراهيم، ومحمد ضياء الدين، ومحمد عبد المنعم، وأحمد عبد المنعم»، مؤكدا أنه قام بتدريب الجماعة بدنيا وعسكريا على سلاح «الكلاشينكوف» و«البرتا»، فيما قام نائبه أسامة بحر، على تدريب الجماعة على تصنيع العبوات، واستهدافهم كمين شرطة أعلى محور 26 يوليو، وقيامه بضرب 6 طلقات من سلاح «الكلاشينكوف» على الكمين، ونتج عن ذلك إصابات فى صفوف قوات الأمن.
ويضيف الإرهابى «رامز عبد الفتاح» أنه قام برصد فيلا وزير العدل السابق المستشار «أحمد الزند»، ومحل مصوغات ذهبية مملوكة لأحد أبناء الطائفة المسيحية فى مدينة السادس من أكتوبر، كما تم رصد كنيسة بالسادس من أكتوبر، وكمين تابع لوزارة الداخلية بمنطقة رابعة العدوية، بقصد استهدافهم جميعا، فيما روى الإرهابى، قصة تحوله من مدير مبيعات بأكبر شركات «المراتب» بمصر لقائد وأمير جماعة إرهابية، قائلا: «أنا كنت من صغرى بأصلى وملتزم دينيا، وحصلت على بكالوريوس تجارة واتجوزت، وليا أختين واحدة منهم دكتورة فى جامعة الأزهر، والأخت التانية تعمل فى الطاقة الذرية، وبعد ما اتجوزت خلفت بنت، وفى عام 2008 بدأت أشاهد مقاطع الفيديو الخاصة بالجهاد على «اليوتيوب»، ولما شوفت الإصدارات الكاملة للقاعدة اتأثرت بيهم، وبدأت أقتنع بأفكارهم وأنهم على حق، وبدأت أشوف وأتفرج أكتر وأسمع أناشيد، وأكتر حاجة أثرت فيا هو إصدار «إمام حق» للشيخ عبد الرحمن الرشيد غازى، وإصدار «العلم للعمل»، وفى الفترة من 2008 إلى 2011 مكنش فيه اتصال بحد، كان الأمر مجرد إنى بتفرج واتأثرت بالفيديوهات بتاعة القاعدة لغاية ما اعتنقت الفكر الجهادى، وفضل الحال على كدة، لغاية ما جت ثورة 25 يناير 2011».
ويكمل الإرهابى «رامز عبد الفتاح»: «فى ثورة 25 يناير نزلت ميدان التحرير أشارك بمنتهى الحرية واتعرفت فى الميدان على واحد اسمه «محمد سليمان» بينادى بتطبيق الشريعة الإسلامية، فحسيت إن هدفنا واحد وأفكارنا واحدة وهى الجهاد، وعرض عليا فكرة الجهاد فى الخارج، وبعد كده اتعرفت على واحد اسمه «أحمد فكرى» من بورسعيد عن طريق «الفيس بوك»، وظنيت إنه ممكن يسفرنى بره لأجاهد فسافرت بورسعيد، وهناك عرفنى على واحد اسمه «عبد الرحمن الشامى» وكانوا معتكفين فى مسجد «الشاطئ».
ويتحدث الإرهابى عن تفاصيل رحلة سفره إلى سوريا عبر تركيا وعملائها، كما يكشف دور تركيا الخفى فى عبور الإرهابيين للحدود السورية مقابل بعض الدولارات، ويقول: «بعد فترة طويلة كلمنى عبد الرحمن الشامى، وقالى إنه ممكن يسفرنى سوريا لكن الموضوع محتاج فلوس، فقلت «لمحمد سليمان» قالى إنه معاه فلوس تسفرنا احنا الاتنين، وفعلاً سافرت تركيا أنا ومحمد سليمان، ولما وصلنا إسطنبول كلمنى عبد الرحمن الشامى، وقالى إنه عمل ليا خاصية التجوال عشان أعرف أكلم أى حد فى أى بلد، وإدانى نمرة واحد مصرى فى تركيا فى محافظة اسمها «هاتاى»، فركبنا طيران داخلى وروحنا المحافظة دى وقابلت الشخص اللى قالى عليه عبد الرحمن الشامى، وده كان منسق خارجى لمن يرغب فى السفر لسوريا، وفعلا وصلنا لمعبر «باب الهوى»، وإدونى رقم واحد اسمه «أبو البراء المصرى» وده مسؤول فى جبهة النصرة فى سوريا، وفعلا عديت أنا ومحمد سليمان السلك الشائك اللى على حدود تركيا وسوريا مقابل 10 دولار للفرد».
ويكمل «رامز»، بعد ما دخلنا سوريا كلمت «أبو البراء المصرى»، وقالى فى واحد من أفراد الشام هيوصلنى من المعبر لمحافظة «حماة» عند الشيخ «أبو عبد الرحمن المصرى» وهو الأمير العسكرى لجبهة النصرة، وقعدنا أنا ومحمد سليمان فى المعسكر 25 يوما وتدربنا على الضرب «بالكلاشينكوف»، وأخدت دورة فى تصنيع صواريخ ودورة فى القنص، لغاية ما وصلت لدرجة مقاتل قناص، ودخلت فى معركة فى «حماة» مع قوات بشار، وأصبت فيها وفضل الحال على كده».
وكشف الإرهابى وقائع خيانة تنظيم الإخوان للوطن بسماحه للإرهابيين بالعودة إلى مصر، قائلا: «بعد ما أصبت فى معركة مع جيش بشار، رجعت مصر فى 12 يونيو 2013 وكنت مصاب وده بعد العفو اللى أقره «محمد مرسى» إن اللى هيرجع من سوريا محدش هيلاحقه أمنياً، وفضلت أتعالج فى مستشفى التوفيقية 6 شهور، وبعدها اشتريت جهاز علاج طبيعى وبقيت بعالج نفسى من 6 لـ9 شهور، وكان همى أنزل أشتغل وأجيب فلوس ونزلت فى محل قطع غيار بس مستريحتش، ووقتها تعرفت على «أسامة بحر»، وطلب منى إنى أدربه هو ومجموعة معاه على السلاح، بعدها اشتغلت فى شركة أخشاب وكان المكسب كويس جدا، فقلت لازم أشترى سلاح ليا عشان لو حصل أى حاجة، وفعلا اشتريت سلاح «كلاشينكوف» من منطقة «قويسنا» بمبلغ 14 ألف جنيه، ووقتها اتعرفت على واحد اسمه محمد عبدالمنعم وفضل يلح عليا علشان أعلمه هو ومجموعة تانية على السلاح عشان يحاربوا الجيش والشرطة».
ويكمل «رامز»: وافقت أدربهم بس مكنش فيه مكان مناسب فأنا اخترت الواحات عشان بعيدة عن العين، ومفيش حد هيسمعنا واحنا بنتدرب بالسلاح، وجبنا عربية بقت توصلنا على أول الواحات ونمشى على رجلينا 300 متر، ودربتهم على التعامل مع «الكلاشينكوف» وفكه وتركيبه وتدريبات عسكرية أخرى، وتدريبات على القنص بحكم خبرتى فى سوريا».