يبقى الاختلاف حول ميلاد يسوع المسيح بن السيدة العذراء مريم، ويثير بعض الجدل تاريخيا، وربما لن نصل إلى إجابة محددة له، فالكنيسة الكاثوليكية الغربية تحتفل بالكريسماس يوم 25 ديسمبر، بينما يعتقد المسيحيون الشرقيون بأن المسيح ولد فى 7 يناير، مع وجود اعتقادات أخرى بأن "المُخلص" قد يكون ولد أكتوبر أو 17 نوفمبر، لكن هناك تفسيرا يعتقد بأن المسيح ولد فى الأساس فى يوم 6 أبريل، ويتبنى هذه التفسير كنيسة يسوع لقديسى الأيام الأخيرة، التابعة لطائفة المورمون.
وحول هذا الاعتقاد يقول روجر هندريكس، مستشار دعم المعلمين بنظام الكنيسة التعليمى، جنوب كاليفورنيا، إنه على مر السنين كانت هناك أفكار متباينة حول ميلاد المسيح، حيث اقترح جيمس إى تالماج، عضو كنيسة "يسوع لقديسى الأيام الأخيرة" إمكانية أن يكون المخلص قد ولد فى السادس من أبريل، واستند فى استنتاجه على أن المخلص قد ولد فى الربيع وذلك وفقا لكتاب العقيدة والعهود 20: 1 (أحد الكتب المقدسة لدى الطائفة)، والذى يتحدث عن أن الكنيسة جرى تنظيمها منذ "ألف وثمانمائة وثلاثين سنة منذ مجيء يسوع المسيح، وكان 6 أبريل هو يوم التنظيم الرسمى للكنيسة، وكان ذلك فى القرن التاسع عشر.
وبحسب الباحثة كريستا كوك، فإن كنيسة يسوع المسيح لقديسى الأيام الأخيرة تحتفل وأعضاؤها بمولد يسوع فى شهر ديسمبر مع بقية العالم المسيحى، ومع ذلك، يعتقد المورمون أن 6 أبريل هو تاريخ ميلاده بالضبط، مشيرة إلى أنه لا يمكن للعلماء الاتفاق على السنة التى ولد فيها يسوع أو تاريخ ميلاده بالضبط، يتكهن البعض أنه يجب أن يكون قد حدث فى الربيع لأن القطعان لم تكن فى الحقول المفتوحة فى فصل الشتاء.
وأوضحت أن اعتقاد أعضاء كنيسة يسوع لقديسى الأيام الأخيرة، بأن يسوع ولد فى 6 أبريل يأتى إلى حد كبير من الآيات من 1 إلى 20 من الآية التمهيدية من الوحى الأصلى ومع ذلك، أثبتت دراسة حديثة أن الآية التمهيدية ربما لم تكن جزءًا من الوحى الأصلى لأن مخطوطة الوحى الأولى لا تتضمنها، من المحتمل أن يكون قد أضافه مؤرخ الكنيسة الأول وكاتبه، جون ويتمير، فى وقت لاحق، وربما تكون هذه الآية التمهيدية فى هذا الوحى هى ما اعتمد عليه جيمس إى تلمج فى تأكيد يوم 6 أبريل ليكون تاريخ ميلاد يسوع بالضبط فى عمله الأساسى، يسوع المسيح، بالكاد وحده فى هذا، حيث يستشهد معظم المورمون بهذا الكتاب المقدس والعنوان كدليل على تاريخ ميلاد يسوع أيضًا.
وبحسب الباحث مايكل دى جروت، فى مقال نشر بموقع "deseretnews"، منذ أوائل القرن العشرين، اعتقد العديد من المورمون أنهم يعرفون التاريخ الدقيق لعيد الميلاد الأول. قام جيمس تالماج، رسول كنيسة يسوع المسيح لقديسى الأيام الأخيرة، بنشر كتاب فى عام 1915 بعنوان "يسوع المسيح"، وكتب فيه، "نعتقد أن يسوع المسيح وُلد فى بيت لحم فى يهودا، 6 أبريل سنة 1 قبل الميلاد".
وأوضح أن "تالماج" لم يأخذ هذا التاريخ بشكل عشوائى، لقد أخذها من القسم 20 من كتاب العقيدة والعهود - مجموعة من الوحى معظمها من خلال النبى المؤسس للمورمون، جوزيف سميث جونيور، الذى يشير إلى يوم 6 أبريل باعتباره التاريخ الحقيقى لولادة يسوع، لكن ليس كل عضو فى الكنيسة يتفق مع تفسير "تالماج" للعقيدة والعهود.
و"المورمون" هى مجموعة دينية وثقافية متعلقة بالمورمونية، وهى ديانة بدأها جوزيف سميث خلال أواسط القرن التاسع عشر، الغالبية العظمى من المورمون أعضاء فى كنيسة يسوع المسيح لقديسى الأيام الأخيرة بينما أقلية أعضاء الكنائس المستقلة الأخرى، يعتبر المورمون أنفسهم جزءًا من الديانة المسيحية، كما يشمل المصطلح كذلك على المورمون من غير المتدينين أو الممارسين. التأثير الثقافى للمورمون متركز ولاية يوتا، بالولايات المتحدة، رغم أن أغلبية المورمون يعيشون خارج الولايات المتحدة.
كنيسة يسوع المسيح لقديسى الأيام، هى كنيسة مسيحية بها أكثر من 15 مليون عضو فى العالم، تأسست هذه العقيدة الدينية فى عام 1830 على يد جوزيف سميث المعروف عند أتباع الكنيسة بالنبى.