عمدت هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى على مدار السنوات الماضية نشر قصص ومشاهد مفبركة لخدمة أجندتها الخاصة التى تستهدف كافة البلدان العربية بلا استثناء، وتحولت من آلة إعلامية لمنصة تدميرية، منتهكة آداب المهنة الصحفية والإعلامية، تلجأ لأى وسيلة لتحقق أغراض دنيئة حتى وإن كان ذلك على حساب مصداقيتها والرسالة التى تؤديها، وتحول موظفوها من صحفيين لمؤلفين، يفبركون القصص الصحفية ويقلبون الحقائق، هذا ما كشفته تقارير نشرتها الإذاعة مؤخرا، ونرصد هنا 5 من تلك التقارير التى أحدثت ضجة كبرى وفضحت الشاشة البريطانية.
فيلم هجوم كميائى مزعوم تسبب فى ضرب سوريا
القصة الأولى كان مسرحية من إخراج القناة البريطانية وتمثيل مراسلها الذى لعب دورا كبيرا فى نقل صورة كاذبة وكأنها حقيقة، ففى أبريل من العام 2018، نشرت بى بى سى فيلما قالت إنه لضحايا الكيماوى فى مستشفى دوما شرقى دمشق عقب هجوم كيميائى، ونقلت وسائل إعلام غربية تقارير عن الجمعية الطبية السورية الأمريكية، ومنظمة الخوذ البيضاء، إعلانهما فى بيان مشترك، عن مقتل 49 شخصا جراء استخدام القوات السورية سلاحا كيميائيا فى مدينة دوما فى الفوطة، وبناء عليه شن حلف شمال الأطلسى ضربات على مناطق فى سوريا قال إنها مصانع إنتاج الكيماوى.
لكن مؤخرا افتضح الأمر وكشف المنتج والمراسل فى هيئة الإذاعة البريطانية ريام دالاتى، عن فبركة مشاهد الهجوم الكيميائى فى مستشفى دوما بسوريا، وأعلن أنه أجرى تحقيقات على مدى 6 أشهر، واكتشف أن المشاهد التى قيل إنها صورت فى مستشفى مدينة دوما بالغوطة الشرقية، يوم الهجوم الكيميائى كانت «مجرد مسرحية».وقال دالاتى: "غاز السارين لم يستخدم فى مدينة دوما الواقعة فى الغوطة الشرقية لمدينة دمشق وإن كل ما قيل حول هجوم باستخدام السارين كان مفبركا كى يكون لديه أكبر قدر ممكن من التأثير".
وأشار دالاتى، إلى أنه توصل إلى هذا الاستنتاج استنادا إلى مقابلات مع نشطاء وعناصر مما يسمى “الخوذ البيضاء” وشهود عيان آخرين وقال إن أحد الأشخاص الثلاثة أو الأربعة الذين صوروا تلك المشاهد المسرحية هو الطبيب المدعو أبو بكر حنان، واصفا إياه بأنه “عنيف ومراوغ” ومرتبط بتنظيم “جيش الإسلام” المصنف إرهابيا الذى كان يسيطر على دوما حتى تحريرها من الجيش العربى السورى فى الربيع الماضى.
وذكر دالاتى، أن الحديث فى ذلك الشريط يدور عن “عدم وجود عدد كاف من الأطباء لكن شخصا واحدا وهو طبيب كان يصور المشاهد عوضا عن مساعدة زملائه”، مؤكدًا على أن دولة واحدة فى الناتو على الأقل كانت على دراية بما حدث فى المستشفى، مشيرا إلى أن الأشخاص “الذين تلاعبوا بالمشهد” يعلمون ما حصل في البناء السكنى الذى قيل إن الهجوم وقع قربه.
التقرير المفبرك عن سوريا
حاولت دق إسفين فى العلاقات بين البلدان العربية
القناة المشبوهة لم تكتف بالفبركة بل حاولت تخريب العلاقات بين البلدن العربية ولاسيما الإماراتية السعودية، فى 2017 قامت القناة بنقل تصريحات نسبت لمسئول استخباراتى سعودى بشأن الأوضاع داخل الإمارات العربية المتحدة"، وقتها ورد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتى الدكتور أنور قرقاش، ووصف محاولات البعض استهداف العلاقات الإماراتية السعودية بالسمجة، مؤكدًا أن التحالف بين الدولتين سيبقى صلبًا.
وأكد الدكتور "قرقاش"، فى تغريدة عبر حسابه الرسمى على "تويتر"، على أن من يقف خلف هذه الإدعاءات هى جماعة الإخوان وإيران، وقال: "التلفيق الإعلامى الذى يستهدف العلاقات الإماراتية السعودية سمج، ومحسوب على جماعة الإخوان وإيران، نزداد تصميمًا على أن يبقى التحالف سدًا عربيًا صلبًا"، مضيفا: من الضرورى أن تتحرى القنوات الإعلامية المستقلة مصدر الأخبار الكاذبة، وستكتشف دور الإخوان وإيران فى محاولة استهداف المشاريع العربية الناجحة.
السيدة المصرية
زبيدة فى مصر تصفع القناة المشبوهة
أما زبيدة هى القصة المفبركة الأشهر للقناة، ففى فبراير 2018، عرضت القناة تقريرًا مفبركًا استضاف سيدة مصرية قالت إن ابنتها، وتدعى زبيدة، مختفية قسريا وإنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب فى مصر، مطالبةً السلطات بكشف مصير ابنتها وفى أى سجن تقبع. لكن أمر بى بى سى افتضح عندما تحدثت الفتاة المصرية للرأى العام لتكشف زيف إدعاءات والدتها وكذب رواية الإخفاء القسرى، نافيةً تماما تعرضها للاغتصاب والتعذيب.
أضرت بسمعة مؤسسات خيرية
وفى مارس 2010 بثت القناة المشبوهة تقرير زعمت فيه أن مؤسسة BandAid الخيرية البريطانية، جمعت أموالًا طائلة بهدف تخفيف المجاعة فى إثيوبيا، ولكنها استخدمتها فى شراء الأسلحة، وقال التقرير الاستقصائى الذى أعده محرر الإذاعة البريطانية فى أفريقيا مارتن بلوت، أن كميات كبيرة من المساعدات من الحكومات الغربية والمؤسسات الخيرية ذهبت إلى مناطق يسيطر عليها المتمردون فى إقليم تيجراى بأثيوبيا فى عام1985 وكانت تستخدم لشراء أسلحة، مؤكدا امتلاكه دليلا يؤكد صحة ماذكره، وهو ما دفع مؤسسةBandAid الخيرية إلى تقديم شكوى اعتراضا على هذه الاتهامات قالت فيها أن تغطية التقرير فى وسائل بى بى سى أعطى انطباعا بأن معظم الأموال التى جمعتها المؤسسة الخيرية استخدمت من قبل المتمردون، وهو عار تماما من الصحة.
مذيعة القناة
موظفو القناة يشاهدون مشاهد إباحية على الهواء
وانقلب السحر على الساخر فالفضائح التى حاولت بى بى سى تلفيقها للبلدان العربية انقلبت عليها، وافتضح أمر موظفيها الذين يشاهدون أفلام إباحية على الهواء مباشرة، وفى عام 2017 حيث صُدم مشاهدو قناة بظهور أحد موظفى هيئة الإذاعة البريطانية مسترخيًا ويشاهد مشهدا إباحيا على الكمبيوتر، خلف مقدمة إحدى برامجها.
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقرير قالت فيه: "بينما يشاهد البرنامج حوالى 3.8 مليون مشاهد، ذكر أحد الأشخاص فى تغريدة له على موقع تويتر، مُشيرة إلى المحطّة: "لماذا يوجد مقطعٌ جنسى خلف إحدى مُقدّمى النشرات الإخبارية لديكم أثناء عرض تقرير؟". وهو المشهد الذى بدا واضحاً على الشاشة وأمام ملايين المشاهدين، وقال مصدرٌ تلفزيونى لصحيفة The Sun البريطانية، إن الواقعة كانت سقطة سيئة من بى بى سى، وإنه أمر غير مهنى تمامًا.