نسير فى طريق التنمية الاقتصادية وهو طريق لا رجوع فيه
الرئيس السيسى يسير بمصر للطريق الصحيح ولازم كلنا نساعده ونقف وراه
أقول للشباب:"مصر فيها وظائف كثيرة والشغل موجود دور عليه حتى لو فى أسوان"
نظرة العالم لمصر تغيرت كثيرا والأوربيون يدركون مدى وطنية الرئيس السيسى وحبه لبلده
بزور مصر كل 3 أسابيع أو 4 أسابيع وعندى استعداد أزورها كل أسبوع ومش هتأخر
علماء مصر فى الخارج مش هيتأخروا عن بلدهم ومش محتاجين الخبير الأجنبى
لم يكن اختيارا غريبا أن تُعلن مؤسسة «مصر تستطيع» المهتمة بالتواصل مع العلماء والخبراء والنابغين المصريين فى الخارج، اختيار العالم والخبير المصرى المقيم فى ألمانيا هانى عازر، رئيسا شرفيا للمؤسسة مدى الحياة، فرغم أن عدد العلماء المصريين فى الخارج بالمئات، فإن «عازر» يظل نموذجا خاصا واستثنائيا للغاية بين كل أبنائنا فى أنحاء العالم.
لا يرتبط الأمر بكون هانى عازر خبير النقل والسكك الحديدية الأول فى ألمانيا، وربما الاسم الأبرز عالميا فى المجال، ولا أنه حقق نجاحات مدهشة داخل ألمانيا وفى أنحاء أوروبا وعشرات الدول الأخرى حول العالم، وإنما الأهم فى الأمر أنه أحد أوائل من لبوا نداء مصر، وحينما مدت أم الدنيا يدها طالبة معاونة أبنائها فى الخارج لم يتأخر، بل وحافظ على الرباط المتين معها طوال سنوات، حتى إنه يداوم حاليا على زيارتها مرة واحدة على الأقل شهريا، ولا يمانع فى أن تكون الزيارة أسبوعيا، إذ يؤكد دائما أنه جاهز لخدمة مصر فى كل ما تحتاجه، ومستعد دائما للعمل والمساندة بدون تأخير.
وفق طبيعة شخصية هانى عازر وعلاقته الوثيقة بوطنه الأم، رغم حضوره اللامع للغاية فى وطنه البديل ألمانيا، لم يأت اختياره رئيسا شرفيا لـ«مصر تستطيع» من فراغ، فابن طنطا وخبير الأنفاق العالمى الذى تخرج فى كلية الهندسة جامعة عين شمس، لم تغب مصر عن ذهنه منذ سفره إلى «بوخوم» الألمانية لاستكمال دراسته، وتدرجه فى رحلة علمية ومهنية طويلة وصلت إلى رئاسته فريق بناء نفق Tiergarten أسفل العاصمة الألمانية برلين فى العام 1994 ليصبح لاحقا كبير المهندسين فى مشروع محطة «ليرتر بانهوف” الألمانية، أكبر محطة قطارات فى أوروبا.
«العنصر البشرى هو الأساس، ولازم نهتم بتدريب الكوادر البشرية للنهوض بمنظومة السكك الحديدية فى مصر».. هكذا وضع عازر البند الأول والأهم فى خطة تطوير قطاع النقل والسكك الحديدية فى مصر حسب وجهة نظره وخبراته العريضة فى المجال، مؤكدا فى حوار خاص مع «اليوم السابع» عقب إعلان اختياره رئيسا شرفيا مدى الحياة لمؤسسة «مصر تستطيع»، أن النهوض بالسكك الحديدية المصرية يتطلب الاهتمام الجاد والعميق بتدريب الكوادر الفنية وتثقيفها، مع الاهتمام بالصيانة الدورية وتطوير ورفع كفاءة المرافق، متابعا: «لازم نهتم بتدريب البشر، وكل اللى شغالين فى السكة الحديد، المهندس والفنى والعامل لازم يعرف إن شغله أمانة لازم يحافظ عليها، وكمان الشعب لازم يتعلم يحافظ على المنظومة وإزاى يُحسن استخدامها ويتعامل معاها بكفاءة».
وأضاف العالم المصرى والخبير العالمى هانى عازر فى حواره، أنه لم يلتق وزير النقل المهندس كامل الوزير حتى الآن، لكنه يعلم تماما أن منظومة السكك الحديدية المصرية تملك كثيرا من الكوادر والكفاءات، ولا بد من الاهتمام بتلك الكوادر وتحسين كفاءتها عبر التدريب الصحيح والتثقيف المتواصل واستغلال إمكاناتها بطريقة فعالة من خلال توظيفها فى أماكنها المناسبة، مستطردا: «عامل الصيانة يبقى فى الصيانة، والمسؤول عن الفرامل يركز فى مسؤوليته، وسائق الجرار لازم يتمتع بكفاءة عالية ويحصل على تدريب وتأهيل مستمر وعلى أعلى مستوى، لأن أرواح الناس كلها فى إيده».
وعن مشروع أنفاق قناة السويس العملاقة المنتظر الانتهاء منها خلال الفترة المقبلة، قال الدكتور هانى عازر، إنه مشروع ضخم وغاية فى الأهمية، إذ يمثل موضوعا قوميا واستراتيجيا على درجة كبيرة من الجدية والتأثير، متابعا: «هذا المشروع كان حلما وأصبح واقعا بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهذا إنجاز كبير بكل المقاييس، خاصة مع تنفيذه فى وقت قياسى بمجهود شباب ومهندسين مصريين وبدعم غير محدود من القيادة السياسية، باختصار ما حدث فى هذا المشروع يبعث على البهجة والفخر، أصبحنا دلوقتى مش محتاجين خبراء أجانب يعملوا لنا أنفاق، وبقى عندنا اكتفاء ذاتى وكوادر مؤهلة ومش محتاجين للخبير الأجنبى إلا فى تخصصات نادرة، وما أريد التأكيد عليه أن لدينا مهندسين وخبراء وفنيين وشركات على أعلى مستوى من الكفاءة، ودى حاجة تشرح القلب».
وأكد العالم المصرى والخبير العالمى هانى عازر أن مشروع أنفاق قناة السويس العملاقة قارب على الانتهاء ومن المنتظر افتتاحه قريبا، وأن العظيم فى الأمر أن تلك الأنفاق ستمثل نقلة كبيرة لحركة النقل والتجارة، إذ تستوعب كل نوعيات سيارات النقل، ومن المخطط أن تشكل سيارات النقل 60% من إجمالى السيارات العابرة للأنفاق الجديدة، وهذا يؤكد أن مشروع الأنفاق إنجاز كبير ومهم بقيادة الرئيس السيسى.
وفيما يخص رؤيته لأوضاع الاقتصاد المصرى فى الوقت الحالى وبعد سنوات من تطبيق خطة الإصلاح وإعادة هيكلة المنظومتين الاقتصادية والمالية، قال «عازر»، إن مصر تسير فى طريق التنمية والإصلاح الاقتصادى بوتيرة متسارعة وخطوات منضبطة، متابعا: «طريق الإصلاح مفيش منه رجوع، والسير فيه ضرورى ومهم، التغيير صعب لكنه ضرورى لمستقبل أولادنا وأحفادنا، وعشان مصر تقف على رجليها مرة تانية، وتسدد ديونها، وتستعيد فخامتها وريادتها، وتبقى قد الدنيا زى الرئيس السيسى ما بيقول دايما. الرئيس يسير بمصر على الطريق الصحيح، ولازم كلنا نساعده ونقف وراه وندعمه».
صمت العالم والخبير هانى عازر قليلا وكأنه يستعيد جانبا من أحلامه، أو يفتش فى خياله عن الصورة التى يتوقعها ويأمل فى تحققها على أرض مصر. ثم قال: «بحلم إن مصر تبقى قد الدنيا، وشبابها يثبتوا شجاعتهم وذكاءهم ويكونوا على قدر المسؤولية ويبنوا مستقبل بلدهم، أنا مع أى مشروع تنفذه الدولة قلبا وقالبا، وإيدى ممدودة للشباب فى كل وقت، ومش هتأخر عن أى حد يطلب خبرة أو مساعدة، بس عاوز الشباب يتجرأ ويبدأ يحلم ببكرة ويرسم مستقبل بلده».
يحافظ «عازر» على معدل ثابت للوجود فى مصر، إذ يزورها مرة واحدة على الأقل شهريا، وعن تلك الرحلات التى لا تنقطع يقول: «بزور مصر كل 3 أو 4 أسابيع، وعندى استعداد أزورها كل أسبوع، مش هتأخر عن بلدى أبدا». وعن اختياره رئيسا لمؤسسة مصر تستطيع قال: «مصر تستطيع بشبابها وأبنائها، إحنا مش محتاجين نستعين بالخبرات الأجنبية، لأن عندنا من الكفاءات والخبرات والإمكانيات اللى يؤهلنا للبناء والتنمية» مؤكدا أن مصر فيها كثير من الفرص والوظائف، وأن طموحه أن يرى شبابها يعملون وينتجون ويبحثون عن الفرص ويحسنون استغلالها، وأن عليهم الحركة والعمل تحت أى ظرف، موجها رسالة لهم بالقول: «لازم تتحركوا وتشتغلوا وتدوروا على الفرص حتى لو فى أسوان. الشغل موجود بس دوروا عليه وما تقعدوش تستنوا إنه يجيلكم، حلم الشباب وشغفهم بالسفر للخارج مش غلط، لكن لازم تنموا قدراتكم ومهاراتكم علشان لو خرجتوا تعرفوا تكتسبوا ثقافات وخبرات جديدة من غير ما تنسوا فضل مصر، مش هتحسوا بقيمتكم إلا فى بلدكم».
سألناه عن نظرة العالم لمصر فى الوقت الحالى، فتهلل وجهه وارتسمت عليه ابتسامة شفافة وكأنه يطالع صورة مبهجة الألوان، ثم تحدث بصوت ملىء بالحيوية والإشراق، مؤكدا أن نظرة العالم لمصر تغيرت كثيرا فى السنوات الأخيرة، وأصبح يحترم الدولة المصرية فى ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى قدم نموذجا عمليا فى الإدارة والنجاح وقدم للعالم صورة أفضل عن الأوضاع عبر الإنجازات والنجاحات المتحققة فى كل المجالات. متابعا: «من خلال تواجدى فى أوروبا أرى كيف يتحدث الأوروبيون عن مصر وإنجازات الرئيس السيسى وسياساته وحبه لبلده ووطنيته، وهو ما يشعرنى بالفخر والاعتزاز طوال الوقت».
واختتم «عازر» حواره معنا بالحديث عن اختياره رئيسا شرفيا مدى الحياة لمؤسسة «مصر تستطيع»، قائلا إن تجربة التواصل مع العلماء والخبراء المصريين فى الخارج نموذج يُحتذى فى الاستفادة من العقول المصرية ومدّ أواصر العلاقة معها، وإن السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين فى الخارج، بذلت مجهودا كبيرا خلال السنوات الأخيرة فى تحقيق الربط العميق مع أبناء مصر من خلال سلسلة مؤتمرات «مصر تستطيع» التى جمعت علماء من كل الأجيال والتخصصات، مؤكدا سعادته باختياره رئيسا لمؤسسة تسعى لمد يد مصر إلى 35 ألف عالم من أبنائها يسجلون نماذج نجاح مشرقة فى أنحاء العالم، وجميعهم لن يتأخروا عن تلبية النداء وخدمة وطنهم الأم، مستعيدا الابتسامة المشرقة نفسها التى ارتسمت على وجهه فى السؤال السابق، ثم قال بصوت وقور لا تنقصه الثقة: «علماء مصر فى الخارج لا يمكن يتأخروا عن بلدهم، عندنا عقولنا ومش محتاجين الخبير الأجنبى».