تزخر النوبة بتراث ذى أصالة وجذور عميقة، ولأن "الست النوبية" تتميز بقدرتها وبراعتها فى إبراز الصناعات اليدوية والمشغولات أصرت "فاطمة إبراهيم" الشهيرة بـ"أم زهرة"، على تحدى المستحيل لإقامة مشروعها التى استهدفت من خلاله الحفاظ على التراث وتعليم الفتيات الصغيرات والاستفادة قدر الإمكان من تسويق المنتجات للسائحين وضيوف المحافظة من العرب والمصريين.
ففى قرية غرب سهيل شمال خزان أسوان، والتى تعد المزار السياحى الأول فى أسوان من حيث الطبيعة والجمال التى حباها الله بها، كما أن القرية أصبحت واحدة من القرى الخالية من البطالة فى مصر بفضل جهود أبنائها فى تنشيط حركة السياحة من خلال دعم الموروث الشعبى والفلكور النوبى المحلى لجذب السياحة.
وفى الوقت المبكر من الصباح وقبل غروب الشمس أيضاً، تجلس السيدات النوبيات أمام بيوتهن بقرية غرب سهيل بأسوان، فى جلسة ودية وعمل فى نفس الوقت، ومن بينهن "فاطمة" أو "أم زهرة" التى تمسك بالإبرة والخيوط وسعف النخيل لتصنع منها الطواقى والشنط الحريمى وغيرها من المشغولات اليدوية ذات الطابع النوبى، والتى تلاقى رواجاً وإقبالاً كبيراً من السائحين المصريين والأجانب.
وقالت فاطمة لـ"اليوم السابع"، إنها توجهت إلى فرع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، من أجل تنفيذ فكرتها بمساندة سيدات القرية، موضحة أنها بدأت العمل فى أعقاب ثورة يناير 2011 بالتزامن مع توقف السياحة، مضيفة: "كان لابد أن أساند شريك حياتى فى تحمل أعباء الأسرة بعد تأثره ماليا بهذا التوقف".
وتابعت فاطمة سيدة النوبة، قائلة إنها أتقنت وتعلمت حرفة صناعة المفروشات والطواقى وكل ما يتعلق بتراث النوبة القديمة من السيدات الكبار، قبل أن تبحث عن وسائل عبر جهاز تنمية المشروعات أو "الصندوق الاجتماعى" سابقا، ثم توجهت نحو تسويق منتجاتها، ولم تكتف بذلك بل تقوم حالياً بتدريب الفتيات الصغيرات على هذه الحرفة التى تتطلب القيام بعدة خطوات حتى تصل إلى شكلها النهائى الذى يسر الناظرين من السائحين كأفضل دعاية للتراث المصرى النوبى.
وحول مساهمة الجهاز فى مشروعها، أوضحت أم زهرة، أن التسهيلات التى يقدمها مسئولو فرع أسوان لا حدود لها، خاصة مع إعطاء الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية الاهتمام الكامل بالمرأة وتبنيه للمشروعات الصغيرة التى تحد من البطالة وتعمل على تنمية المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة