"السوشيال ميديا" أصبحت مسرحاً للجريمة، حيث يجد المجرمون في هذا العالم الافتراضي الواسع الذي يتجاوز الحدود الجغرافية للدول ، مرتعاً لممارسة جرائمهم، ظناً منهم بأنهم بعيدين عن أعين الأمن.
جرائم الانترنت
وبالرغم من جنوح هؤلاء المتهمين لاستخدام التقنيات الحديثة والمتطورة ، أثناء ارتكاب جرائمهم ومحاولاتهم المستمرة للتهرب من الملاحقات الأمنية، إلا أن أعين الشرطة دوماً لهم بالمرصاد.
الجريمة الالكترونية
وتتنوع جرائم هذا العالم الافتراض، ما بين الإعلان عن شهادات جامعية ودراسية مزورة وبيعها للراغبين في الحصول على وجاهة اجتماعية، وما بين أشخاص يبعون سلع مجهولة المصدر ، لكن تكمن الخطورة عندما تكون هذه السلع "أدوية" ، قد تفتك بصحة البسطاء من المواطنين، ويتم الترويج لهذه السلع بأسعار مخفضة ويتم التواصل عبر "الشات".
أحد المتهمين
وفي هذا الصدد، لجأ متهم لحيلة ماكرة لجمع المال ،عن طريق بيع الأدوية مجهولة المصدر على الفيس بوك، وتم القبض عليه معترفا بجريمته ، حيث رصدت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، قيام المسئول عن إدارة صفحة على موقع فيس بوك بمسمى "أدوية مستوردة جملة"، ونشر مشاركات عبر المواقع تتضمن الترويج لبيع وتوصيل أدوية مستوردة مجهولة المصدر لمن يرغب من المواطنين.
أحد المتهمين بعد القبض عليه
وأسفرت جهود فريق البحث ، أن وراء ارتكاب الواقعة طالب مقيم فى دار السلام بالقاهرة، وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق بين قطاع الأمن العام بإشراف اللواء علاء الدين سليم ، مساعد وزير الداخلية ومديرية أمن القاهرة، بإشراف اللواء محمد منصور ، مدير الأمن، تم ضبط المتهم بمحل إقامته، وبتفتيشه تم ضبط جهاز الهاتف المحمول المستخدم فى ارتكاب الواقعة، بفحصه تبين وجود آثار ودلائل عبارة عن المشاركات، واعترف المتهم بارتكاب الواقعة، وقيامه بإنشاء الصفحة للترويج لبيع أدوية مهربة من الخارج بغرض الاستفادة ماديا.
ولم يتوقف الأمر عند حد بيع الأدوية مجهولة المصدر، وإنما تعدى ذلك وصولاً لبيع الشهادات الجامعية والدراسية المزورة، حيث نجحت أجهزة الأمن في ضبط شخص بالغربية لترويجه الشهادات الجامعية المزورة على موقع فيس بوك.
ورصدت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، قيام مُستخدم أحد الحسابات بموقع "فيس بوك" بنشر مشاركات تتضمن إدعاء قدرته على تزوير شهادات جامعية وذلك نظير مقابل مادى، وأسفرت جهود البحث من خلال الفحص الفنى وجمع المعلومات والتحريات السرية أن مرتكب الواقعة طالب ومقيم بمنطقة زفتى بالغربية.
وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن الغربية تم استهداف المتهم وضبطه بمحل إقامته، وبالتفتيش تم ضبط هاتفى محمول، بفحصهما تبين وجود آثار ودلائل عبارة عن المشاركات المشار إليها، كما تبين وجود رسائل بينه وأشخاص آخرين تتضمن الإتفاق بينهم على قيام المتهم بتسليمهم الشهادات الجامعية المزورة نظير مبالغ مالية، وكذا صور لبعض الشهادات الجامعية الموثقة بأختام بعض الجامعات المصرية ، واعترف المتهم بإرتكابه الواقعة وقيامه بتزوير الشهادات مستخدماً تقنية "الفوتوشوب" لمن يرغب من المواطنين بغرض الاستفادة مادياً.
وبدوره، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد ، الخبير الأمني، إن الجريمة تتطور مثل كل شىء حولنا، حيث يجنح المجرمون لاستخدام التكنولوجيا في جرائمهم، مؤكداً أن عدد البلاغات التي تلقتها مباحث الانترنت عام 2002 لدى تأسيس الإدارة لم يتخطى السبع بلاغات، لتصل لمئات البلاغات الآن، بسبب الانتشار الواسع للانترنت، ودخول المجرمين في هذا العالم الافتراضي وممارسة الجريمة من خلاله.
وأضاف الخبير الأمني، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، يوجد صفحات وهمية عديدة لبيع السلع عبر " الفيس بوك " ، ومن ثم يقع عدد كبير من الضحايا للنصب على أيدي القائمين على هذه الصفحات، فضلاً عن خطورة بيع سلع مثل الأدوية مجهولة المصدر التي ربما تضر بصحة المواطنين.
ولفت الخبير الأمني، إلى أن البعض يستخدم تقنيات متطورة لتزوير الشهادات الجامعية والدراسية وبيعها للمواطنين للراغبين في الحصول على دراجات علمية سواء الجامعة أو الماجستير والدكتوراه، وأن هذه الجرائم تلاقي رواجاً كبير، في ذلك رغبة الكثيرين في الحصول على مثل هذه الشهادات "المضروبة" لكن عواقبها وخيمة ، ونوه الخبير الأمني، إلى أنه بالرغم من صعوبة الجرائم الالكترونية التي ترتكب على السوشيال ميديا لاعتبارات كثيرة، إلا أن الشرطة ترصد وتضبط العديد من القضايا وتحقق أعلى معدلات الضبط في هذا الصدد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة