تمر اليوم الذكرى الـ1802، على رحيل الإمبرطور الرومانى كاركلا، وهو ابن الإمبرطور سيبتيموس، ولد في لوغدنوم (الآن ليون، فرنسا) سمي لوسيوس سبتيموس باسيانوس، وفي سن السابعة، تم تغيير اسمه إلى ماركوس اوريليوس انطونيوس أوغسطس لتأكيد الانتماء إلى أسرة ماركوس اوريليوس، اتخذ لقب كاراكلا، نسبة إلى ازاره المميز كالبرنوس الذي كان يرتديه والذي أصبح موضة.
وكان للإمبوطور الراحل أصول عربية، من أمه جوليا دومنا الشهيرة ابنة مدينة حمص التي كانت ذات نفوذ وقوة وسلطة في الامبراطورية الرومانية، وبحسب كتاب "أميرات سوريات حكمن روما" تأليف جودفري تورتون، فأن جوليا دومنا ولدت فى مدينة امسا "حمص" حاليا، من أسرة اشتهرت بخدمة إله حمص الاكابالاس "إله الشمس" كان أبوها المدعو باسيانس كبيرا للكهنة فى معبد المدينة، وقد ترعت فى حمص وهناك أخذت تعليمها وثقافتها الرفيعة، واشتهرت بنبوءة تقول إنها ستكون ملكة بعد زواجها، وقد سمع هذه النبوءة قائد القوات الرومانية فى ولاية سورية سبتيم سيفر، وكانت زوجته الأولى قد قد ماتت فأسرع يطلب يد جوليا من أبيها عام 187م.
وقد ابتسم الحظ للزواجين وتحققت النبوءة التى قالتها جوليا من قبل، حينما انتقل سبتيم سيفر ليكون قائدا عاما للقوات الرومانية فى بونيا، وفى الوقت نفسه قام الحرس الإمبرطورى "البريتورى" بقتل الإمبرطور "برتناكس" عضو مجلس الشيوخ وإعلان بأن التاج سيكون من نصيب من يمنحهم أكبر عطاء، فنشط السماسرة، إلا أن جليانس كان صاحب عطاء أكبر إذ وعد بدفع 6500 دراخمة لكل جندى، إلا أن سبتيم وعد بـ12000 دراخمة وودخل بقواته لروما فأضطر مجلس الشيوخ إعلانه إمبرطورا.
وقد أنجبت جوليا دومنا منه ولدين الأول كاراكلا أو "قرة الله" كما يوضح الكتاب، والثانى جيتا، اللذان شاركا أباهما الحكم كأباطرة إلا أن الغيرة بينهما جعلت "قرة الله" يقدم على قتل أخيه بعد موت أبيه، وكان الابن المغدور فى حضرة والدته التى حاولت الدفاع عنه فأخفقت، وقد تقطعت بعض أصابعها من سيوف الجند.
ونتيجة للكر الشعبى الذى انصب على "كاراكلا" أطلق ليه لقب "قاتل أخيه" وتماديا فى حقده وغيه، ارتكب كاراكلا نحو عشرين ألف حادثة قتل بأنصار أخيه، وبكل ما كانت له صلة ولم ينج من القضية أحد حتى أعظم فقها القانون فى العالم "بابنيان" حتى أصبح لقب كاراكلا "قاتل أخيه وبابنيان"، مما اضطره أن يغادر روما ولم يعد إليها.
أما والدته لم تحتمل موت زوجها وابنيها وفقدانها مركزها والعودة للنسيان، فتوقفت عن الطعام حتى ماتت ودفنت أثر موتها فى أنطاكية.