"اليوم السابع" يكشف بالمستندات: تفاصيل سقوط أخطر كتيبة إلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية تدار من الخارج.. تورط شركة فى تجنيد شباب لنشر الشائعات وإثارة الرأى العام ..لجان التنظيم تبنت 38 حملة ضد مصر خلال شهر

الثلاثاء، 09 أبريل 2019 11:30 ص
"اليوم السابع" يكشف بالمستندات: تفاصيل سقوط أخطر كتيبة إلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية تدار من الخارج.. تورط شركة فى تجنيد شباب لنشر الشائعات وإثارة الرأى العام ..لجان  التنظيم تبنت 38 حملة ضد مصر خلال شهر عمليات إرهابية
كتب -كامل كامل- أيمن رمضان - إبراهيم حسان – محسن البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- كل نصف ساعة هناك فكرة تبث لترويج الأكاذيب ضد الدولة 

- محمود حسين وعلى عزام الهاربان فى تركيا توليا بعد القبض على خيرت الشاطر مهمة الكتائب الإلكترونية وتزويد الشباب بالتمويل لعمل خلايا أخرى ومدهم بمعلومات مضللة

- إنشاء 5 حسابات بأسماء 5 فرق على موقع تويتر تنشر فى وقت واحد

- لأول مرة.. تفاصيل الشفرات السرية لنقل المعلومات داخل التنظيمات الإرهابية

-  «تليجرام» التطبيق المفضل للإرهابيين.. ظهرت بصماته فى هجمات باريس 2015 وهجوم سوق عيد الميلاد فى برلين 2016

- نبيل نعيم: «تليجرام» يستخدم اليوم لأنه  ليس مراقبا  وتنظيم القاعدة فى وقت بن لادن كان يستخدم الاتصال المباشر قبل ظهور هذه التطبيقات

- المتهمون اعترفوا بأنه تم إعداد خطط من جانب قيادات الإخوان فى تركيا وطلبوا من أعضاء التنظيم بالداخل تنفيذها ومنها حملة باسم «درب الحرية»

- أمير قطر أسس مركزا فى بريطانيا برئاسة عزام التميمى لإدارة اللجان الإعلامية للإخوان بعد 30 يونيو

تمكنت الأجهزة الأمنية من إحباط أكبر مخطط إرهابى جديد تديره قيادات التنظيم الدولى للإخوان من تركيا وقطر بواسطة كتائب إلكترونية تم تجنيدها وتدريبها بتركيا، تعمل من داخل شركات حقيقتها ذات طابع تجارى تحمل سجلا تجاريا وبطاقة ضريبية ومن الباطن تعمل «IT» للجان الإلكترونية، لإحداث الفوضى بمصر ومحاولة إفشال التعديلات الدستورية.
 
وانتشرت خلال الفترة الأخيرة العديد من الهاشتاجات على السوشيال ميديا ودعوات تدعو للعنف والتخريب على مواقع التواصل الاجتماعى فى محاولة لإعادة مشهد الفوضى الذى عانت منه البلاد فى السابق.
 
أخطر كتيبة إلكترونية  (1)
 
كشفت المستندات التى حصلت «اليوم السابع» على نسخة منها أن تلك الحملات لا تتم بشكل عشوائى أو غير منظم، لكنها منظومة متكاملة تعمل فى ذلك المجال يطلق عليها اللجنة المركزية الإعلامية، وتدار من قيادات التنظيم الهاربة فى تركيا، وعلى رأسها القيادى الإخوانى محمود حسين، والقيادى على عزام، وتتواصل بالداخل مع ما يسمى بالكتائب الإلكترونية التى أنشاها فى السابق نائب مرشد التنظيم الإرهابى القيادى الإخوانى المحبوس خيرت الشاطر.
 
 وتكشف المعلومات أن الكتيبة الإلكترونية مرتبطة بمجموعة من الشباب فى كل المحافظات، وتلقوا تدريبات وتعليمات وتمويلات من دول خارجية، بعدما تم توظيفهم بمواقع التواصل الاجتماعى لنشر الأكاذيب ضد المجتمع المصرى، من أجل استهداف كل من يجلس على مواقع السوشيال ميديا لتقديم حقائق كاذبة عن الدولة المصرية فى كل المجالات، لتحريض الشباب على القيام بتحركات تخريبية بالمجتمع.
 
أخطر كتيبة إلكترونية  (3)
 
ورصدت الأجهزة الأمنية معلومات حول نشاط تلك الشركات التى تتلقى تحويلات مالية تحت غطاء بيع وشراء تجارى بواسطة أشخاص آخرين كائنة بالقاهرة والدلتا وتحديداً بمحافظات كفر الشيخ والغربية والشرقية والدقهلية والإسماعيلية.
 
وكشفت المعلومات أيضا أن تلك الشركات قامت بتجنيد شباب، وتبين أن هؤلاء الشباب منهم من ليست له توجهات سياسية ويعمل كأجير «باليومية»، ومنهم من يرتبط بعلاقة مباشرة بالإخوان.
 
أخطر كتيبة إلكترونية  (4)
 
وتشير المستندات إلى أن الهاربين بتركيا محمود حسين وعلى عزام، توليا بعد القبض على خيرت الشاطر، مهمة الكتائب الإلكترونية وتزويد الشباب بالتمويل لعمل خلايا أخرى إلكترونية، ومدهم بمعلومات مضللة حتى يستطيع إدخالها للشارع المصرى.
 
 وتكشف المعلومات أيضا عن تواصل تلك الكتائب مع الهارب أيمن عبدالغنى زوج ابنة خيرت الشاطر والمقيم حاليا بتركيا، والذى قام بإنشاء غرفة عمليات القاهرة بإسطنبول، وهذه الغرفة بمثابة جهاز استخبارات موازٍ، مهمته الحصول على المعلومة من الشارع المصرى من خلال عناصر تابعة له وإعادة إرسال هذه المعلومات إلى تلك الكتائب الإلكترونية التى تعمل بالقاهره مع التحريف فى المعلومات التى عرفت بما يسمى «BLACK INFORMATHON».
 
أخطر كتيبة إلكترونية  (5)
 
وتقوم هذه الخلايا وفقا للمعلومات التى كشفتها الأجهزة الأمنية، بمتابعة مواقع الإنترنت، ورصد أى أحداث لمحاولة توظيفها لصالح التنظيم وتشويه الدولة المصرية، وإظهار الحكومة عاجزة عن توفير احتياجات المواطنين، بالإضافة إلى نشرهم أخبارا أو تعليقات الغرض منها التقليل والتسفيه من أى إنجازات تقوم بها الدولة المصرية، وتعمل أيضا تلك الكتائب على نشر الشائعات والأخبار التى تؤدى إلى خفض الروح المعنوية لدى المواطن المصرى. 
 
ويتواصل الهارب زوج ابنة خيرت الشاطر مع عزام سلطان التميمى نائب أمين عام التنظيم الدولى بأوروبا والذى واصل تفعيل الكتائب الإلكترونية، ومتابعه دورها، ونقل توصيات التنظيم الدولى لها، والتواصل مع الإرهابى محمود حسين والمسؤول عن العناصر المشاركة فى الكتائب الإلكترونية داخل مصر ومركزه السابق أمين عام مكتب الإرشاد السابق.
 
أخطر كتيبة إلكترونية  (6)
 
وعقب تقنين الإجراءات والحصول على إذن النيابة، داهمت الأجهزة الأمنية مقار تلك الشركات بالقاهرة وبعض محافظات وسط الدلتا، وتم ضبط بعض تلك الخلايا وعثر معهم على كميات كبيرة من أجهزة الحاسب الآلى والهواتف المحمولة، وبفحص محتواها تبين أن تلك الشركات تعمل كوحدة رقمية لإدارة الكتائب الإلكترونية، وأنها تتلقى شحن إنترنت وأموالا مقابل نشاطها الإرهابى الذى يخدم التنظيم الإرهابى.
 
 وتكشف المعلومات أيضا أن تواصل القيادات الإخوانية الموجودة فى تركيا مع عناصر التنظيم بالداخل عن طريق إيميلات وبرامج مشفرة تحتوى على الخطط والتكليفات الخاصة بالتحركات الإعلامية المطلوب تنفيذها، وتستقبل مجموعات الكتائب الإلكترونية بالداخل تلك الخطط للعمل على تنفيذها من خلال عناصر الجماعة بالبلد وإرسال النتائج إلى قيادات الجماعة بتركيا.
 
أخطر كتيبة إلكترونية  (8)
 
واعترف البعض منهم بأن هناك خططا تم إعدادها من جانب قيادات الإخوان فى تركيا، وطلب من العناصر الإخوانية فى الداخل العمل على تنفيذها، ومنها حملة باسم درب الحرية التى كانت تستهدف إثارة الفوضى، وترويج بعض الشائعات والكتابات المسيئة على جدران بعض المنشآت التابعة للدولة من أجل إفشال التصويت على التعديلات الدستورية، ومحاولة إدخال البلد فى مرحلة فوضى شاملة تتمكن الجماعة الإرهابية من بعدها، إعادة  ما قامت به عقب ثورة 25 يناير والسيطرة على البلاد.
 
وأكدت المعلومات أنه تم رصد مبالغ مالية أرسلت من الإخوان فى تركيا للخلايا الإعلامية لاستخدامها فى التحركات.
 
وتبين أن المتهمين بتلك القضية وعددهم 53 شاباً قاموا بالتواصل مع الغرفة المركزية بإسطنبول وأوصوا بفتح 28 حسابا موثقا بأسماء حقيقية بالخارج على أن يتولوا إدارتها من مصر، مع إنشاء 5 حسابات بأسماء 5 فرق شهيرة على تويتر، وتبنى فكر واحد لنشره بنفس التوقيت للتأثير على توجهات الرأى العام بالداخل، والاستعانة بمقالات رأى لشخصيات معارضة غير محسوبة على الإخوان، ونشر بوستات كل نصف ساعة مع زياردة معدل النشر بهدف خلق حالة من البلبلة الشعبية عن طريق الفيس بوك وتويتر.
 
أخطر كتيبة إلكترونية  (10)
 
فيما عرض تقرير تم رفعه للقيادات فى الخارج رصدت فيه الكتيبة الإلكترونية نقاط القوة خلال عمل الكتائب فى مصر، ويتضمن «عمل 36 حملة خلال 28 يوما، وانتظام الحملات يوميا، التنظيم مع الخارج فيما لا يقل عن 9 حملات مع بدء تواصل منتظم، والتفاعل مع الحملات الصادرة عنا من عموم المغردين، وتفاعل بعض الكتاب والحسابات الشهيرة مع بعض الحملات»، ويقول التقرير: «بدأنا بدورات لرفع الكفاءة ويتم تجهيز خطة زمنية لذلك، وتبنى المتابعة اليومية لرفع الحصر اليومى من المحافظات الممثلة فى فريق تويتر»، أما عن المقترحات التى قدمتها الكتائب للقيادات فى الخارج لتطوير عملها عبر تقرير تضمن «عمل 28 حساب موثقين على الواقع بأسماء حقيقية فى الخارج وتكون إدارتها من هنا، نشر تغريدات بمضامين محددة دون أن تكون رسمية، تكبير الحسابات ودعمها من الأفراد وعن طريق شراء متابعين لها، أما المقترح الثانى، فيكون إنشاء 5 حسابات بأسماء 5 فرق تويتر على أن يتم الإعلان من جانب الكل فى وقت واحد، وتبنى مجموعة لكل فريق ويشترط عدم وجود حسابات مشتركة فى الفرق».
 
 وتكشف المعلومات التى تحملها أجهزة «اللاب توب»، عن معلومات تقسيم أعمال الكتيبة الإلكترونية إلى مجموعات، منها من يعمل على تقوية قنواتهم لدعمها بشكل أكبر حتى يستطيعوا من خلالها ضخ معلومات أكثر ومن ثم حصد نسب مشاهدة أكثر لتساهم فى بث أفكار الإخوان فى المجتمع، وكذلك تقوية مواقعهم الإلكترونية كموقع «إخوان ويب».
 
 وتوضح المعلومات أن الكتائب الإلكترونية رفعت مقترحاتها لقيادات الإخوان الهاربة وطالبتها بعمل حسابات وهمية موثقة للهجوم على مصر، كما طالبت الكتائب الإلكترونية، قنوات الإخوان بعمل «فيديوجراف» ونشره على شاشاتها، لتوصيل المعلومات بشكل أسهل لمشاهديها، وتدعم القنوات مواقع الجماعة الإرهابية، وفى المقابل تساهم المواقع فى نشر مقاطع مختارة مميزة من برامج تلك القنوات، ونصحوهم فى التقارير المرفوعة لهم، بعمل تنسيق بين القنوات ووحدة للسوشيال ميديا المركزية ودعم للحملات والإنفاق على «هاشتاجات محددة»، لتكون أكثر رواجا.
 
ويكشف تقرير شهر ديسمبر 2018، والذى رفعته الكتائب الإلكترونية للقيادات فى الخارج عن نشاطهم فى ذات الشهر، يتضمن بعض المطالب منها التصميمات حيث تم تصميم 34 حملة يومية على السوشيال ميديا قام بها 2 مصممين، أما عن الفيديو فلم يتم إنتاج فيديوجراف فى الشهر عبر فرق التصميم، وتم إنتاج فيديو واحد عبر فريق اعمل ثورة».
 
 أخطر كتيبة إلكترونية  (12)
وحول صفحة «اعمل ثورة» يذكر تقرير الخلايا عن صفحة اعمل ثورة والذى تم تقديمه للقيادات فى الخارج، فإن عدد المحررين 2، وهما منتظمان فى نشر الحملات والتوجيهات، وأن عدد المعجبين بالصفحة 154 ألفا و573، ويتم نشر بوست كل نصف ساعة من الساعة العاشرة صباحا حتى منتصف الليل».
 
فضلاً عن قيامهم بتدشين أكثر من هاشتاج أبرزها «أوقفوا الإعدامات – اللى بيهتف مش هيموت – قتلهم لعنه – 360 يوم انتهاكات – هبت رياح الثورة – مظاليم المنصورة – اتحادنا نصر للثورة».
 
ومن أبرز هاشتاجات الكتائب الإلكترونية عن شهر فبراير، وتأتى «#موقعة الجمل، #اللى بيهتف مش بيموت، #أوقفوا الإعدامات، #منع الزيارة جريمة، #مظاليم المنصورة، #مصر تزف الشهداء، #لن ننساكم وأسرانا ليس وحدهم، #أبرياء رهن الإعدام، #قتلهم لعنة».
 
وقال خالد أبوبكر، خلال حلقة «الحياة اليوم» الذى يذاع عبر قناة الحياة، مساء أمس الأول، إنه من أبرز توصيات الخلايا للقيادات فى الخارج لتطوير أدائهم فى الهجوم على الدولة المصرية، منها «كل مكتب يلتزم بعدد أفراد عاملين بشكل يومى، والاستعداد للتدريب للجميع فى أى مكان وبأى وسيلة، وتوفير الدعم المادى للأفراد العاملين «شحن نت»، وضم صفحات الأقسام تحت مظلتنا للمتابعة ورفع الأداء والتسويق الفعال لحملاتنا المركزية، وكل قسم يكلف بعدد أفراد للعمل الإعلامى بشكل ممنهج ومنسق معانا بشكل كلى، والتأكيد المستمر على أهمية الملف وأهمية دعمه لتأثيره على كل المجتمع الآن».
 
من جانبه، أكد وليد عبدالمقصود، استشارى أمن المعلومات، خطورة مواقع السوشيال ميديا، على المواطنين، موضحا أن الناس تستخدم مواقع التواصل الاجتماعى بشكل خاطئ، وتابع: «الناس مش بتصدق إن العمل الفردى للشخص الواحد، ممكن أن يكون بقوة ألف شخص، ومع وجود البرمجيات يمكن أن ندرب الـ1000 × 5»، مبينا أن الاختراقات التى حدثت مؤخرا على الفيس بوك للصفحات الشخصية، مكنت من استقطاب متابعين كثيرين  للصفحات المشبوهة، وتم رصد 5 ملايين اختراق حساب شخصى خلال عام 2018 فى مصر، عبر استخدام تطبيقات «فيس بوك» بشكل خاطئ.
 
وأوضح وليد عبدالمقصود، لـ«خالد أبوبكر»، أن هناك مواقع إلكترونية تتعامل مع السوق السوداء، لسحب بيانات أشخاص مشتركين ولديهم اهتمامات معينة على مواقع التواصل، مقابل دفع قيمة دولارية مقابل حسابات الأشخاص، لاستقطاب الحسابات الشخصية لصفحات معينة، كاشفا أن الكتائب تكتب «هاشتاجات» فى «بوست» ثم تمول «البوست» حتى تكون لهم فرصة أكبر فى المشاهدة.
 
وأضاف أن توثيق الحسابات على فيس بوك بعلامة «صح» زرقاء بجانب الكلمة، يعطى مصداقية أكثر لرواد مواقع التواصل، وخطورة ذلك إذا تم نشر بوست من قبل الصفحة الموثقة فتصل من 50% إلى 60% من عدد المتابعين، لهذا كان من توصيات الكتائب أن تُكثر من توثيق الحسابات على السوشيال ميديا.
 
أخطر كتيبة إلكترونية  (11)
 
ووصف وليد عبدالمقصود، موقع «تويتر» بأنه وزير الإعلام فى منصات السوشيال ميديا، لأنه أكثر تأثيرا فى نشر المعلومات، والخبر به يذهب وينتشر بنسبة 65% بدون أى تمويل، وإذا تم تمويله يصل للأشخاص بنسبة 100%، أما فيس بوك فأقصى حجم للأصدقاء على الحساب الواحد، 5 آلاف صديق، كاشفا عن أن «الآى بى أدرس IP ADRESS» يحدد مكان الكمبيوتر الذى قام بعمل التغريدة أو وضع البوست عند عملية الضبط.
 
وعن الخلية الإخوانية الإلكترونية المضبوطة، أوضح عبدالمقصود أن الفئة العمرية لأعضائها تتراوح بين 20 و30 سنة، تم استهدافهم من خلال حرب اقتصادية غير معلنة، وتم تمويلهم لاحتياجاتهم للأموال، على الرغم من أنهم ليس لهم علاقة بالسياسة، ويتميزون بالمهارة الشديدة فى استخدام السوشيال ميديا وتوجيهها فى نشر الشائعات، مبينا أن الفيس بوك يتربح من مصر فى الدقيقة الواحدة 1300 دولار، «فما بالك من تصفح الشباب على مدار الـ24 ساعة فى اليوم».
 
ومن جانبه قال اللواء محمد نجم، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن ما قامت به الأجهزة الأمنية من ضبط أكبر كتيبة للإخوان، فخر لهم، ويعطى ثقة للمواطن المصرى أن لديه جهاز أمن قوى، مشددا على أن الدولة المصرية تتعرض لمؤامرة كبرى تستهدف وجود الدولة المصرية ووحدة المصريين.
 
وأوضح نجم، خلال حواره مع خالد أبوبكر، أن الكتائب الإلكترونية ليست حديثة، ونشأت الفكرة منذ عام 1999 بقضية «سلسبيل»، لأنها كانت النواة لإنشاء الكتائب الإلكترونية وظهرت جليا فى أحداث الربيع العربى فى مصر، وتطورت بعد ذلك عند سقوط الإخوان، وبدأت فى هدم الدولة المصرية عن طريق حروب الجيل الرابع، وبالتالى تنبأت أجهزة الأمن لتلك المخاطر، وأعدت المتخصصين والخبراء لمجابهة المخاطر، موضحا أن الحشد البدنى للأشخاص فى الشارع لهؤلاء الإرهابيين، أصبح من المستحيل، لذلك يلجأ إلى مواقع التواصل والعالم الافتراضى لهز ثقة الدولة المصرية وثقة المصريين فى إنجازات الدولة المصرية.
 
وأكد اللواء محمد نجم، أن أجهزة الأمن طورت نفسها طبقا لتطور أنواع الحرب الآن، والتى لم تصبح حربا عسكرية فقط، بل حرب إلكترونية، لذلك استعانت الأجهزة بالمتخصصين ووضعت الخطط وتجند المصادر لضبط قضية بهذا الحجم، مبينا أن المؤامرة على مصر عالمية وتقودها أجهزة مخابرات عالمية، وليست قطر وتركيا فقط، وعلى الشعب المصرى أن يلتف حول القيادة لمقاومة هذه المؤامرة التى تهدد وجود ومستقبل الدولة.
 
وطالب مساعد وزير الداخلية الأسبق، الشعب بضرورة الثقة فى القيادة وقدرة الوطن، لأن مصر عصية على أى عدو، كما يطلب منه أن يساعد الأجهزة الأمنية فى الحفاظ على الوطن.
 
ولفت خالد أبوبكر، إلى أن هناك مقولة للقيادى الإخوانى خيرت الشاطر، نستطيع من خلالها معرفة مضمون كيف تدار هذه الحرب: «لا داعى أن تدخل فى مواجهة صريحة مع المعارضين، بل أطلق الشائعة عليهم واتركها تأكلهم»، مشيراً إلى أن هذه الفكرة هى التى أسس عليها «الشاطر» الكتائب الإلكترونية للجماعة الإرهابية كى تغذى المجتمع المصرى بالأفكار والأكاذيب والأهداف التى تريد الجماعة الإرهابية النيل منها أو يحدثوا فيها نوعاً من أنواع الفوضى.
 
وبدوره قال أحمد عطا، الباحث فى منتدى الشرق الأوسط بلندن، إنه قبل ثورة 30 يونيو تم تأسيس الكتائب الإلكترونية بمعرفة وزير الشباب والرياضة القيادى الإخوانى الذى قيد التحقيق الآن «أسامة ياسين»، تم الاتفاق وقتها بينه وبين نائب المرشد خيرت الشاطر فى تأسيس ما يعرف بالكتائب الإلكترونية تحسباً فى حالة الإطاحة بالمعزول محمد مرسى، موضحاً أن المخابرات التركية أبلغت «الشاطر» بأن هناك ثورة شعبية سوف يتعرض لها حكم ونظام الإخوان خلال حكم المعزول، وتابع:«تم الحصول على مبلغ ضخم من ميزانية وزارة الشباب والرياضة بمعرفة أسامة ياسين، وتم تدريب هؤلاء الشباب فى مرسى مطروح داخل معسكرات خاصة».
 
وأوضح «عطا»، أن المخابرات التركية أخبرت الإخوان أن هناك غضبا شعبيا جارفا سوف يطالهم من قبل الشعب المصرى، وهو الأمر الذى دفعهم إلى تكوين هذه الكتائب بأموال الدولة.
 
ولفت «عطا» إلى أن عزام سلطان التميمى، أحد قيادات التنظيم، وحاصل على الجنسية البريطانية، قال إن أمير قطر تميم بن حمد أسس له مركزاً ضخماً داخل بريطانيا، وهو المسؤول عن إدارة اللجان الإعلامية والإلكترونية بمعرفة التنظيم الدولى، وتم تخصيص 1.8 مليار دولار منذ ثورة 30 يونيو إلى الآن من أجل إدارة هذه الكتائب وتأسيس قنوات، أى هناك جزء من الميزانية كان مخصصا للإعلام وآخر للسوشيال ميديا: توتير وفيسبوك.
 

تفاصيل الشفرات السرية لنقل المعلومات داخل التنظيمات الإرهابية 

 
كرست التنظيمات الإرهابية، خلال الفترة الأخيرة، من وجودها على مواقع التواصل الاجتماعى، وخاصة المنصات المشفرة كـ«تليجرام» لما يوفره التطبيق من مزايا أهمها قوة التشفير الخاصة، بصورة تجعل المراسلات عليه أكثر أمنا وسرية، ومن ثم يصعب اختراقه من جانب الأجهزة الأمنية، ناهيك عما يتيحه التطبيق من إمكانية تحديد الجمهور المستهدف بدقة، مقارنة بتطبيقات أخرى.
 
وتحول «تليجرام» إلى التطبيق المفضل للإرهابيين خلال السنوات الأخيرة، وظهرت بصمات التطبيق فى العديد من الهجمات الإرهابية التى شهدتها دول مختلفة، على غرار هجمات باريس 2015، وهجوم سوق عيد الميلاد فى برلين 2016، وتنوعت توظيفات تطبيق «تليجرام» فى هذه الهجمات وغيرها، الأمر الذى يثير تساؤلات عدة منها على سبيل المثال: الآن تستخدم التنظيمات الإرهابية تليجرام ومنصات تواصل أخرى، فما هى الأداء التى كانوا يستخدمونها قبل ظهور هذه المنصات، هل كانوا يلجأون لتليفونات «المحمول» أو الأرضى، أم كانوا يعتمدون على العنصر البشرى، أم كانوا يعتمدون على الخطابات المكتوبة المشفرة؟
 
أخطر كتيبة إلكترونية  (2)
 
يجيب عن هذه التساؤلات نبيل نعيم، مسؤول تنظيم القاعدة فى مصر خلال فترة التسعينيات والمشهور بـ«الذراع اليمنى لأيمن الظواهرى»، قائلا: «الآن يعتمدون على موقع تليجرام لأنه ليس مراقبا»، مضيفًا: «الذى كان يبحث عن أى شىء أو المراسلات اللى كانت بيننا كتنظيم القاعدة كان يُرهق جدا ولم يجد أى شيء لأننا كنا نستخدم التواصل المباشر لنقل المعلومات، وهذا الأسلوب كان يستخدمه أسامه بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، ومكنه فى أنه يظل هاربا من جميع أجهزة المخابرات لمدة 10 سنوات».
 
ويروى «نعيم» شروط التنظيمات المسلحة للاحتياط والاحتراز من أجهزة الأمن واتباع السرية: «كنا لا نستخدم أى وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة وكانت هناك شروط صارمة من أسامه بن لادن وأيمن الظواهرى أن أفراد الحراسات الخاصة بهما لا تحمل أجهزة تليفون محمول، وأن يكون نقل المعلومات بين أفراد التنظيم عن طريق الاتصال المباشر وجها لوجه ويكون بالخطاب الشفوى».
 
أخطر كتيبة إلكترونية  (7)
 
وبين أيضا نبيل نعيم الطرق أو الوسائل الأخرى التى كانت متبعة داخل التنظيمات المسلحة لنقل المعلومة على رأسها تنظيم القاعدة، قائلا: «المكالمات الهاتفية عبر التليفون الأرضى ويكون الخطاب مشفرا بكلمات وجمل مسبقة، وألا يكون التليفون شخصيا، أى يكون الاتصال من داخل فندق أو أى سنترال».
 
وعن ماهية المكالمات المشفرة قائلا: «المكالمة تكون بجمل مشفرة وفك الشفرة يكون لدى المتلقى، وكانت لدينا أى خطابات مكتوبة مشفرة».
 
وعن تذكره نص خطاب تلقاه أثناء وجوده فى التنظيم أو أرسله لأحد أو ما هى حقيقة الشفرة، قال «نعيم»: «أى أحد كان يطلع على الخطابات أو الجوابات التى كنا نتبادلها كتنظيم كان يراها عادية جدا إذ كانت تحتوى على سؤال الابن على والده وعن أمه وباقى أفراد أسرته وعن صحة والده وهل والده أجرى العملية أم لا، وما هو وقت العملية بالضبط ومتى سيخرج من المستشفى، وضغط الدم لديه وصل لرقم كام بالضبط».
 
وتابع نبيل نعيم حديثه قائلا: «أى أحد سيطلع على خطاب سيجد أن الابن يسأل عن أفراد أسرته وعن صحة والده، ولكن فى الحقيقة كل هذه الكلمات مشفرة، فالأب كلمة لها معناها لدى التنظيم، وأيضا إجراء الوالد العملية وكل كلمة فى هذا الخطاب لها معنى محدد مسبقا لدى التنظيم ولغة محددة».
 
أخطر كتيبة إلكترونية  (9)
 
وعن الأشخاص الذين كانوا يعرفون فك شفرة الخطابات والمراسلات داخل التنظيم، قال مسؤول تنظيم القاعدة فى مصر خلال فترة التسعينيات، إن أغلب القيادات والأفراد المقربين من القيادات».
 
وروى نبيل نعيم موقفا تعرض له أثناء وجوده فى التنظيم، قائلا: «عندما دخلت السجن طلبت من التنظيم وبالتحديد أيمن الظواهرى تغيير الشفرة لمعرفة أجهزة الأمن لها، ولكنهم لم يستجيبوا لكلامى، فالرجل الذى كان يرافقنى داخل التنظيم ظل يستخدم الشفرة وأرسل خطابات كثيرة ساعدت الأمن على إلقاء القبض على 50 عنصرا من عناصر التنظيم فى القضية الأخيرة التى كشفتها أجهزة الأمن.
 
p.4
 

p.5
 
 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة