فجأة ودون مقدمات.. وفيما تخوض المعارك اليومية المعتادة من أجل الحياة.. يبرق فى ذهنك ذلك البرق الذى اعتدت عليه من آن لآخر حين تستهلكك الصراعات اليومية المبتذلة مع الظروف والآخرين، فيعترض طريقك البعض ممن هم تحت خط الأخلاق بقليل.. يستترون خلف الملابس الفاخرة.. أو مسبحة فى اليد وكتاب دين فوق المكتب.. وآخر يزين السيارة.. فيما قلوبهم تطفح بالضغائن والأحقاد.. أنا يستجاب لهم..
ثمة آخرون.. لسانهم يقطر عسلا بملابس فاخرة وابتسامة مريحة ووجوه ملائكية.. لكنك لو امعنت النظر لوجدت هذا اللسان مشقوق كما لسان الأفعى..
ووسط كل ذلك مطلوب منك أن تبقى بخير.. ان تحتفظ بقيمك وأخلاقك وشموخك.. لكن هذا الانحدار الأخلاقى وتلك الظروف القاهرة تظهر الإنسان الحقيقى من الإنسان المزيف..
فنفس تلك الظروف التى يتحجج بها الشخص المزيف هى التى يظهر الإنسان الحقيقى خلالها كالطود العظيم الشامخ.
قد تجد هذا يتحدث عنك بسوء.. وهذه تدعى عليك ببهتان.. وأحدهم ينشر عنك اخبارا بالباطل.. وآخر يقول على لسانك مالم تقله.. ومن ينتظر لحظة سقوطك...
لكنك كإنسان حقيقى تجعلهم يملون.. تجعلهم يعانون فتلك اللحظة المنتظرة تحولت لدهر.. فالحقيقيون لايسقطون أبدا.
فالحقيقيون أقوياء حتى هزائمهم مشرفة.
الحقيقيون يتمتعون بالصلابة.. فهم لم ينحنوا أبدا.
الحقيقيون.. يملكون من الصبر مالا يملكه سواهم صبروا وصبروا وصبروا.. حتى تغلل الصبر فى خلاياهم.. فلا يعرف اليأس لهم سبيل.
الحقيقيون دائما ينتصرون.. مهما طال الزمن فهم يملكون الصبر الذى يؤدى بدوره للثبات وفى الثبات أحبائى يكمن الفوز..
أنت لا تحتاج لمهاجمة أحد.. فقط اصبر.. فالله لم يطلب من نبيه صلى الله عليه وسلم أن يهاجم أو يقتل المزيفين الذين يتقولون عليه.. بل قال تعالى (فاصبر على ما يقولون).. صدق الله ومن أصدق من الله قيلا..
المزيفون متلونون كما الحرباء.. ليس لهم شكل ولا لون ولا معني.. سبب وجودهم الوحيد هو إظهار جمال وثقة وقوة الحقيقيين..
دعنى اخبرك ألا تقف أمامهم كثيرا بل ادهس فى طريقك للقمة.. لا يغرنك تقلبهم فى البلاد ولا ألوانهم المزخرفة، بمجرد ان تمر عليهم سيتحول كل ذلك إلى رماد تذروه الريح.. قال تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء).
الحقيقون لا يقعون.. تسندهم مبادئهم..
هل بعد كل ذلك ما زلت ترثى حالك.. أنت أيها الحقيقي..
صدقنى ياعزيزي.. ما نفع هذا العالم اذا ربحته كله وخسرت نفسك..
عدد الردود 0
بواسطة:
Hady
احسنت خالد بيك
من اروع المقالات اللي قرأتها