فى 6 أكتوبر عام 1973، حققت مصر انتصارا كبيرا على العدو الإسرائيلى ونجحت فى العبور إلى سيناء بعد تحطيم خط بارليف، والآن، وبعد مرور نحو 46 عاما، حققت الدولة انتصارا آخر وعبورا جديدا إلى شبه جزيرة سيناء، ولكن عبور اليوم ليس عبور بعد حرب ومعركة عسكرية، وإنما عبور تنموى فى معركة التنمية التى تخوضها الدولة حاليا لتعمير "أرض الفيروز".
عبور جديد
العبور الجديد، الذى دشنته الدولة المصرية الآن إلى سيناء، يتمثل فى تنفيذها لأنفاق الإسماعيلية، التى تعد بمثابة شريان الحياة إلى سيناء، فمن خلال 5820 مترا أطوال أنفاق الإسماعيلية، اقتربت سيناء من "قلب" الوطن"، وأصبح الانتقال إليها من الإسماعيلية لا يحتاج سوى دقائق معدودة قد لا تتجاوز الـ 7 دقائق وأنت تسير على سرعة 40 كم/ ساعة بسيارتك.
تستعد هيئة قناة السويس، والمنفذة للأنفاق، لافتتاح أنفاق الإسماعيلية خلال الأسابيع المقبلة، ليبدأ تشغيل رابط وطريق وصل جديد إلى سيناء، فبعد أن كانت الرحلة إلى "أرض الفيروز" من مدن القناة تستغرق ساعة وأكثر بعد النجاح من التخلص من التكدس والزحام، أصبح الآن، يستغرق دقائق معدودة عن طريق النفق الذى يمر أسفل قناة السويس بعمق يصل إلى 53 مترا.
بداية الرحلة إلى "أرض الفيروز"
الرحلة والعبور إلى سيناء من خلال أنفاق الإسماعيلية، يبدأ من المنطقة الأمنية خارج النفق والتى يتم بها إجراءات التفتيش، حيث تتضمن تلك المنطقة 10 نقاط تفتيشية بالأشعة لكل اتجاه من اتجاهى النفق أى بإجمالى 20 نقطة تفتيشية، ومخصص من تلك النقاط على كل اتجاه للنفق، 4 نقاط للسيارات الملاكى و6 نقاط أخرى للنقل الثقيل والأوتوبيسات.
بعد تجاوز نقاط التفتيش، يتم الذهاب إلى بوابات دفع الرسوم، والتى تبعد أكثر من 2500 مترا من جسم النفق الرئيسى، منعا للزحام والتكدس المرورى أمام مدخل النفق، كما يوجد بمنطقة الرسوم والتفتيش ساحات للانتظار ومسجد ومنطقة خدمات للسيارات، ومبانٍ إدارية خاصة بعمليات التفتيش، وبانتهاء تلك الإجراءات، يبدأ الطريق للنفق والذى يصل بك إلى سيناء خلال دقائق معدودة.
غرف طوارئ وكاميرات مراقبة وصدادات.. وسائل أمان بالأنفاق
كل نفق من أنفاق الإسماعيلية، يحتوى على كاميرات مراقبة وأنظمة لمكافحة الحرائق، وممرات للطوارئ وإخلاء آمن للأفراد حال حدوث أى أعطال أو طوارئ، حيث يوجد 23 غرفة طوارئ بطول النفق للأفراد على جانبى النفق، بها سلم يصل إلى أسفل النفق، وذلك كل 250 مترا تقريباً، كما يوجد صدادات خرسانية بجانبى الطريق بعرض 60 سنتيمترا من الأسفل لحماية جسم النفق من أى اصطدام.
وبطول 12.5 متر، يوجد 4 ممرات عرضية تربط النفقين، كما يحتوى النفق فى كل اتجاه له حارتين لمرور السيارات، عرض الواحدة منهما 3.70 مترا، وقد تحددت السرعة المسموح بها بالسير على النفق للسيارات بـ 60 كم/ ساعة، إذ أن تلك السرعات ستكون مراقبة بالرادار وستقع المخالفة المرورية على من يتجاوزها، لتخرج بعد ذلك من الجهة الأخرى للنفق وترى بشائر التنمية قد دبت فى أرض سيناء.
أنفاق الإسماعيلية.. انجاز مصرى جديد بخبرة عالمية
أنفاق الإسماعيلية، والمقرر افتتاحها قريبا، تم تنفيذها فى وقت قياسى، خاصة أن المدة التى تستغرقها تنفيذ الأنفاق فى دول العالم تتراوح من 5- 7 سنوات، إلا أن تلك الأنفاق تم تنفيذ خلال 3 سنوات فقط، بأيادٍ مصرية وخبرة عالمية، حيث شارك فى تنفيذ الأنفاق نحو 2500 عامل مصرى، بتكلفة إجمالية تصل إلى 11 مليار جنيه.
صممت أنفاق الإسماعيلية، تحت سطح الأرض بعمق يصل إلى 70 متراً، وتحت قناة السويس"القديمة والجديدة"، بعمق 53 متراً، وللانتقال بين شرق وغرب القناة عن طريق الأنفاق لا تحتاج سوى 20 دقيقة بحد أقصى، وذلك بحسب البيانات الرسمية الموثقة لدى هيئة قناة السويس، والتى ستتولى إدارة أنفاق الإسماعيلية، من خلال إدارة للأنفاق بها.