"يا أول مايو عيد الورد والعمال مش كنت فى مبدأك يوم الشهيد، مش كنت ليل باكى، محزون فى طرحة أرملة، متشعى لقمة يتيم، صبحت يوم الغضب، يوم الاحتجاج، يوم العلم فى الطريق، صبحت يوم الكفاح وصبحت يوم النصر"، كانت الكلمات السابقة أحد أروع ما كتب عن العمال فى الشعر المصرى الحديث، وذلك فى ملحمة أول مايو لفؤاد حداد.
ولأن الشعر، هو ديوان، يظل صاحب تأثير واسع فى وجدان القراء والشعراء معا، لما له من قضايا ناقشها وكتب عنها فى دواوينه، بل ويعتقد أن تأثيره لدى الشعب فى أن يكون وراء الاحتفال بعيد العمال، فى الأول من مايو من كل عام، وذلك بسبب ملحمة "أول مايو" لنصيف الفقراء وأبو الشعراء، شاعر العامية الكبير فؤاد حداد.
وبحسب كتاب "خارج السياق" للدكتور أحمد مجاهد، ربما كانت ملحمة "أول مايو" التى أنشدها الشاعر الكبير فؤاد حداد، فى سجن الواحات أول مايو عام 1963، أحد العوامل القوية التى دفعت الرئيس جمال عبد الناصر لاتخاذ قرار تحويل أول مايو إلى إجازة رسمية بداية من العام التالى، حيث إنه بالرغم من اعتقال عبد الناصر لفؤاد حداد بتهمة الشيوعية فى ذلك الوقت إلا أنه قد امتدحته فى نهاية ملحمته لوقوفه فى صف العمال، حيث قال: "قال التاريخ إن شعرى أسود، قال السد أشكر العمال، معجزة عامل فى الجمهورية اللى رئيسها يقول أمنا العامل، ودلوقت مايو ويوليه ثورة وقرار".
وكان الشاعر الكبير بدأ ملحمته الشعرية الإنسانية العالمية، التى تقع فى 28 صفحة من القطع الكبيرة، يمزج فيها بين الشعر والنثر العاميين، قائلا: "يا أول مايو عيد الورد والعمال مش كنت فى مبدأك يوم الشهيد، مش كنت ليل باكى، محزون فى طرحة أرملة، متشعى لقمة يتيم، صبحت يوم الغضب، يوم الاحتجاج، يوم العلم فى الطريق، صبحت يوم الكفاح وصبحت يوم النصر".
يذكر أنه بدأت مصر رسميًا فى الاحتفال بـ "عيد العمال" في الأول من مايو 1964، بعد قرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واعتبار هذا اليوم عطلة رسمية، وإقامة احتفال يتمثل فى إلقاء الرئيس خطابا سياسيا أمام قيادات النقابيين من العمال.