بدأ سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020 يتبلور فى الأسابيع الأخيرة، مع إعلان أسماء ديمقراطية بارزة خوضها المنافسة كان آخرهم نائب الرئيس السابق جون بايدن، وأيضا مع فرض قضايا معينة نفسها على الحملات الانتخابية.
وحتى الآن، لا تبدو الأمور مواتية كثيرا للرئيس ترامب، فإلى جانب الجدل الكبير الذى تثيره مواقفه المتشددة من الهجرة والأزمة السياسية التى أثارها إصراره على إقامة جدار على الحدود مع المكسيك، وهى واحدة من القضايا المهمة فى الانتخابات، فإن الموضوعات الأخرى التى تفرض نفسها على السباق لا تصب فى مصلحة ترامب، حتى الاقتصاد الذى يعد أقوى أسلحته لم يمنع حالة إحباط شعبى وإيمان بأن الموجودين فى السلطة وحدهم هم المستفيدين من الانتعاش الاقتصادى.
ومن بين القضايا التى فرضت نفسها على سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، القوميين البيض وعنفهم الذى لم ينتقده ترامب، فقد قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن عنف القوميين البيض يتحول إلى قضية رئيسية فى سباق 2020.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الأمر اتضح أولا فى إعلان حملة جو بايدن عن ترشح نائب الرئيس السابق فى الانتخابات المقبلة، حيث سلط الضوء على تصريح سابق لترامب عن المسيرة العنيف للقوميين البيض فى عام 2017، والتى أسفرت عن سقوط قتيل من مظاهرات مضادة فى مدينة تشارلوتسفيل، حيث قال الرئيس الأمريكى فى هذا الوقت "أشخاص جيدين للغاية من الطرفين".
بعدها قال ترامب أنه لم يكن يشير إلى جماعة من النازيين الجدد ولكن من عارضوا إزالة أحد تماثيل الكونفيدرالية، وهى الفترة التى أصلت للعبودية فى الولايات المتحدة، وبعد ذلك وقعت جريمة كراهية جديدة كما وصفتها السلطات لإطلاق النار على معبد يهودى مما أدى إلى سقوط قتيلة.
هذه الأحداث، كما تقول الصحيفة، أدت إلى صعود قضية القوميين البيض إلى صدارة الحملة الانتخابية الرئاسية، ووضعت ترامب فى موقف دفاعى، بل دفعت بعض الجمهوريين إلى الاعتراف بأن الرئيس يقوم بمخاطرة سياسية باستمرار تمسكه بتصريحاته التى أدلى بها بشأن تشارلوتسفيل.
وقال المخطط الإستراتيجى الجمهورى ريان ويليامز، إن تعامل الرئيس مع أحداث تشارلوتسفيل لم يكن واحدا من أحسن اللحظات فى الوقت الذى قضاه فى المنصب، ولا ينبغى أن يسمح لترامب أن يستغل هذا الأمر.
وعلى الرغم من محاولة الرئيس ومستشاريه انتقاد العداء للسامية وجرائم الكراهية بعد حادث إطلاق نار على معبد يهودى يوم السبت الماضى، فإن صعود عنف اليهود القوميين خلال حكمه يصبح قضية مع تحويل الرئيس أنظاره صوب حملة إعادة انتخابه.
وفيما يتعلق بالاقتصاد، الذى يعد أدائه القوى فى السنوات الأخيرة أقوى أسلحة الرئيس الأمريكى فى حملة إعادة انتخابه، فإنه قد يتحول ضده خلال الأشهر القادمة.
وذكر استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة ABC أن الاقتصاد ورغم أنه يظل أقوى قضية لترامب فى مسعاه لفترة رئاسية ثانية، لكن قوة هذه القضية بالنسبة له معقدة بسبب اعتقاد واسع أن الاقتصاد يفيد بشكل أساسى الأشخاص الموجودين فى السلطة.
وتتواجد هذه الآراء بشكل أساسى بين الناخبين الديمقراطيين والمستقلين المسجلين، لكنها واضحة أيضا لدى شريحة واسعة من الجمهوريين، حيث قال 80% من الديمقراطيين وأكثر من 60% من المستقلين المشاركين فى الاستطلاع إن النظام الاقتصادى يمنح ميزة لهؤلاء الموجودين فى السلطة، وشاركهم فى الرأى نحو ثلث الجمهوريين.
ووجد الاستطلاع حالة من الاستياء الواسعة من النظام السياسى والاقتصادى الأمريكى، حيث قال 60% من كل الناخبين إن النظام الاقتصادى يفيد بشكل أساسى الموجودين فى السلطة، بينما قال 72% الأمر نفسه عن الهياكل السياسية للبلاد.
وتقول "واشنطن بوست" إنه من بين أربع قضايا كانت أساس الحملة الانتخابية الأولى لترامب فى عام2016، وهى الاقتصاد والهجرة غير الشرعية والرعاية الصحية والتجارة، فإن الاقتصاد وحده هو الميزة الواضحة لترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة