بعد مرور عامين على إحالة، و23 آخرين إلى محكمة الجنايات، فى اتهامهم بالإضرار بالاقتصاد القومى، سطرت محكمة جنايات القاهرة وأمن الدولة العليا "طوارئ"، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، كلمة النهاية بعد حكم المؤبد لحسن مالك و6 آخرين، والسجن المشدد 10 سنوات لـ 3 متهمين، وبراءة 14 متهما.
وخلال الحكم أكدت المحكمة فى كلمتها عن مخطط جماعة الإخوان، وكيفية قيامهم بإثارة الشائعات وتشويه صورة الوطن، وكما كشفت التحقيقات كيفية قيام المتهمين بتهريب العملات الأجنبية للخارج والعمل على عدم استقرار سعر الصرف.
وخلال كلمة رئيس المحكمة التى ألقاها قبل حكم إدانة المتهمين كشفت المحكمة العديد من المؤامرات التى أرتكبها جماعة الإخوان ومنها..
1 ـ الأمة تصاب أحيانا من فئة من فئات فسدت ضمائرها، فئات تغلغل الشر فى نفوسها وقيل حياؤها، وانعدم الخير فيها، لا تبالى بأى ضرر يلحقون بالوطن، لا تهتم بمصالح الآمة ولا تقيم لأمنها واستقرارها أى وزن، فئات تسعى لنشر الفوضى فى المجتمع، الذى يجب أن يكون يقظا حذرًا، منتبهًا لكل مجرم يريد للأمة شرا محسوبة على الوطن، انشقت على الإجماع، وانحرفت عن جادة الصواب، واختارت الوقوف مع الأعداء، فى خندق التآمر على الوطن والمواطن.
2 ـ الجماعة لجأت على مر تاريخها إلى استخدام القوة والعنف والتهديد والترويع والاعتداء على الآمنين للحصول على مبتغاهم فهم خصومة مع وطنهم يبحثون عن موقع ينصبون أنفسهم من خلاله كرموز وطنية، يروجون ضلالات ودعايات، ينخدع بها الكثيرين، دون ما تبصر فى عواقب الأمور ومآلاتها، يدمرون البلاد ويمزقون الآمة ويضيعون المجتمع.
3 ـ الجماعة ليست صاحبة قضايا فكرية يدافعون عنها، أو مبادئ عقائدية يتمسكون بها بل هم يسعون من خلال دعواتهم الباطلة إلى تأسيس الدين واتخاذ مطية لتحقيق مكاسب سياسية لزيادة نفوذهم الطائفى وقبله وبعده مصالحهم الشخصية المشبوهة فيستغلون كل الوسائل لتحريف الواقع وتزيف الحقائق وإثارة الفتن بين المواطنين ليحرضوا على التمرد والإرهاب والخروج على الدولة فغاية أمانيهم الاستيلاء على الحكم ولو بهدم الوطن ونسف استقراره وإحراقه وقد شهد بذلك أفكارهم وواقعهم وتاريخهم.
4 ـ الجماعة ظلت فى نهجها حتى تمكنت عن طريق مؤامرتهم من الوصول إلى حكم مصر فى عام 2012، وتولى محمد مرسى العياط القيادى بالجماعة حكم مصر، إلا أن الشعب المصرى سرعان ما ثار فى وجه تلك الجماعة، نتيجة حدوث أزمات عديدة ترجع إلى سوء إدارة الحكم فى البلاد وتم عزل محمد مرسى من الحكم فى 3 يوليو 2013 ولان عزل الرئيس الإخوانى جاء على خلاف رغبه جماعة الإخوان وحمل فى فحواه معنى الهزيمة وكسر الشوكة فقد كان له بالغ الأثر فى احتقان النفوس فثارت ثائرتهم وتملكتهم الرغبة فى محاولة إجهاض عزل رئيسهم وحثوا انصارهم على التجمهر فى الطرقات وأفصحوا عن وجههم الحقيقى كدعاة للعنف والتخريب لإظهار هيبة جماعتهم وقوتها ولبث الرعب فى نفوس العامة وإرهابهم فى محاولة لإجهاض ثورة الشعب وإعادة رئيس الجمهورية المنتمى لجماعتهم إلى الحكم.
5 ـ الدولة تصدت لعنف الإخوان واتخذت الإجراءات اللازمة لحماية البلاد من إرهابهم، ونظرا لأنهم مبدعون فى تأجيج الصراع وتشويه صورة الوطن من خلال بذر الشبهات التى تجذب البسطاء من الناس روجوا ضلالات ودعايات تدمر البلاد وتمزق الآمة ونشر الفوضى.
6 ـ قامت قيادات الجماعة بوضع مخطط لإثارة الفوضى والإضرار بالاقتصاد القومى للبلاد بغرض إسقاط نظام الحكم القائم بها يعتمد على القيام بأفعال غير مشروعة كالاستمرار فى التجمهر والتظاهر وقطع الطرق والمواصلات العامة.
7 ـ وقام المتهمان حسن مالك، وعبد الرحمن سعودى، باعتبارهما قياديين بتلك الجماعة الإرهابية يتوليان مسئولية اللجنة الاقتصادية المركزية التابعة لمكتب الإرشاد العام للجماعة بالعمل على ترويج الضلالات والدعايات ونشر الشائعات التى ممن شأنها شيوع اليأس والإحباط بين صفوف المواطنين وخلق مناخ التشاؤم حول المستقبل الاقتصادى للبلاد.
8 ـ حاز أوراق هذا المخطط المتهمون حسن مالك "الأول" وكرم عبد الوهاب"الثاثل" وفارس سيد "الرابع" وفاتن أحمد إسماعيل "الحادية عشر" "وتم ضبطها لديهم وتضمنت عناوين خطة تغير الراى العام نحو الجماعة استراتيجية عمل التنظيم خلال الثلاثة اشهر للجان العمليات النوعية بالقطاعات الجغرافية بالإضافة إلى أوراق بعنوان "كيفية بث روح التفاؤل لدى أعضاء التنظيم" وكيفية تصعيد العمل الثورى ومستوى الحراك بالمكاتب الإدارية للجماعة وواجبات للأفراد فى التصعيد الثورى "اقتصادى" ونماذج لبعض الرسائل والموضوعات الإعلامية ورسائل ينشرونها بين المواطنين لخلق ما اسموه ـ"مناخ من التشاؤم حول المستقبل الاقتصادى للبلاد"، عن طريق بث الشائعات.
وكانت نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء الدين المحامى العام الأول للنيابة، قد قامت بضبط "مالك"، وأجرت تفتيشا لمسكنه، فعثرت على مطبوعات تنظيمية تضمنت خطط جماعة الإخوان للإضرار بالاقتصاد القومى عن طريق خلق طلب مستمر على الدولار الأمريكى لخفض قيمة الجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية، والقيام بعمليات إرهابية تستهدف رجال القوات المسلحة والشرطة وقطاع السياحة، خاصة الوفود الروسية والأوروبية.