ظل "محمد راشد" اللص الأشهر فى مصر على مدار سنوات ، بعدما نجح فى التسلل للشقق الفارهة وسرقتها، ولم يتوقف نشاطه الإجرامى محلياً وإنما توسع فيه، وصولاً للسفر لبعض الدول العربية وممارسة السرقة بها قبل أن يتم ترحيله مرة أخرى للقاهرة.
سرقة "ساندوتش" شكلت شخصية "راشد"، حيث تحول من طفل يبحث عن الأكل لمحترف سرقة، ولم تستطيع أية شقة مؤمنة الصمود أمامه، حيث نجح خلال سنوات فى جمع ملايين الجنيهات من تخصصه فى سرقة الشقق الراقية بالقاهرة، وانتهت رحلته إلى السجن.
اللص التائب
اللص الأشهر فى مصر، كانت لديه طقوس قبل ارتكابه للجرائم، حيث يقول: "كنت أحرص على ارتداء بدل فاخرة غالية الثمن أشتريها من أشهر المحلات فى القاهرة، ولم أكن أستعين بلص آخر، وأشترى سيارة فارهة واستأجر سائقًا لتوصيلى إلى المكان الذى أنوى سرقته، كما كنت أراقب حركة السكان فى الدخول والخروج من العمارة التى بها الشقة التى أنوى سرقتها، وأنظر من الخارج إلى الشرفات والشبابيك، وإذا وجدت شرفة الشقة ونوافذها مغلقة أصعد إليها، ولا أستعين بمفاتيح أو أدوات لكسر كالون الشقة، ولكن من خلال دفع الباب بكل قوتى وإغلاقه خلفى بعد التأكد من عدم وجود أحد فى الداخل ثم تبدأ رحلة البحث عن أموال أو مجوهرات، حيث كنت أسرق ما خف وزنه وغلا ثمنه".
للص الأشهر مواقف طريفة تحدث عنها، قائلاً: "ذهبت لسرقة شقة فلم أجد فيها شيئًا يسرق، فتركت لسكانها 80 جنيهًا رأفة منى بحالهم، وذات مرة ذهبت لسرقة منزل مسئول بالدولة وقتها، فلم أجد في منزله ما يستحق السرقة، ففتحت الثلاجة فلم أجد أكل بها، فنزلت للشارع واشتريت أكل وتركته له".
محمد راشد اللص التائب
لكل شىء نهاية، حيث كان "راشد" يؤمن بأنه سيأتي اليوم الذي يتوقف فيه عن السرقة، حتى شاهد فى المنام شخصًا يقول له: "هنرجعك للدنيا وهنشوفك تعمل إيه"، وعندما استيقظ من النوم سمع أذان الفجر، وأدى الصلاة وقرر التوبة والتوقف عن السرقة، وطلب مقابلة وزير الداخلية آنذاك عبدالحليم موسى للإعلان عن توبته ورد المسروقات، حيث يقول: "استقبلنى الوزير فى مكتبه بحفاوة وأثنى على توبتى والتنازل عن حصيلة سرقاتى التى تقدر بخمسة ملايين جنيه، بالإضافة إلى عمارة وسيارة وسوبر ماركت، وكافأنى برحلة حج إلى الأراضى المقدسة وتخصيص كشك لى على نفقة الوزارة".
لم يكتف اللص بالتوبة ورد المسروقات، وإنما قرر تقديم النصح للمواطنين حتى لا يتعرضوا للسرقة، فألف كتاباً يشرح فيه كيفية حماية المنازل من السرقة ووزعه في الشوارع بالمجان، ومن ضمن النصائح التي قدمها في هذا الكتاب، قال: "يجب عدم ترك قفل على باب الشقة لأنه يؤكد عدم وجود أحد بالداخل، كما يجب ترك لمبة مضاءة وإدارة راديو على أى محطة، لأن الإضاءة والصوت يعطيان أيضًا إيحاء بوجود سكان داخل الشقة، كما يفضل أن يكون باب الشقة من الحديد وليس من الخشب".