"أيها التاريخ لا تعتب علينا.. مجدنا مؤود الحناجر.. أيها التاريخ حدث عن رجال.. عن زمان لم تمت فيه الضمائر"
"سألوني أتعشقها ؟ قلت بجنون.. قالوا أجميلة هي؟ قلت أكثر مما تتصوّرون.. قالوا أين هي؟ قلت في القلب وبين الجفون.. قالوا ما اسمها ؟ قلت: أمي فلسطين.. ومن سواها تستحق أن تكون".
"مفاصلي يا وطني محتلّة.. وعروقي في حبك مبتلّة.. أنا لاجئ وصدرك الخيمة.. أنا ابن صبرا وفي ملامحك نكبة.. أنا أنت وأنت في داخلي عودة".
ففي فلسطين من أي مكان جئت ومن أي بلد قدمت تشعر وللوهلة الأولى أنك في موطنك، ففلسطين بتنوعها وبهائها تجد فيها من كل حضارة قبس، ولكل ديانة فيها نفس، فالمساجد والكنائس تتعانق، ولمختلف الأطياف والأعراق فيها مقام، فالزوايا والتكايا والأديرة والمدارس لكل الطوائف والأعراق، لا طائفة تتعدى على أخرى، ولا عرق يزاحم آخر، ففلسطين وحدها رغم صغر مساحتها، وانتهاكات المحتل فيها، كانت ولا زالت وستبقى مهبط الانبياء، ومهد الحضارات.
ترى ما الذي أقوله وأنا المتيم بديوان العرب، بعدما تغاضيت عن جهل الأغرار، وبعدما لم يعد في القوس منزع، وبعد أن غمرت الجمع بالصبر اللامنتهي والعزم اللامنقطع في مزج الثلج بالنار دون الزمهرير والقار، سوى إعادة تسجيل قول الشاعر العباس بن الأحنف، شاكيا، بلوعة المحب، قعود وتقاعس من جلسوا على الجرف (يرقبون) عبث الأمواج في صواري الربان الشهم.:
أشكو الذين أذاقوني مودتهــم حتى إذا أيقظوني بالهوى رقدوا
واستنهضوني فلما قمت منتصبا بثقل مــــا حملوني منهم قعدوا
لا أروم هجاء بني جلدتي، كهجاء الاخطل لقوم جرير بلغة الحطيئة، ما ألحن فيها ولا أخطل، وحسبي مرددها، بعدما جلل المطر أعواد الخزامي:
قوم إذا استنبح الاضياف كلبهم قالوا لامهم بولــــي على النار
أناشيد الروح متوسلا ألا تقطع رحمها مذكرها بأحب الأقوال إلي قول الشاعر الحكيم البحتري:-
وما كان لي ذنب فأخشى جزاءه وعفوك مرجو وإن كـان لـي ذنب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة