يتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران بشكل ملحوظ فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع قرار الجيش الأمريكى بإرسال قوة نارية جبارة إلى الشرق الأوسط متمثلة فى حاملة الطائرات "يو إس إس إبراهام لنكولن" ومجموعتها الهجومية وقاذفات "بى 52" التى وصلت منذ أيام إلى المنطقة، وتعد رسالة تحذير حازمة لإيران.
التعزيزات العسكرية التى تحشدها الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة جاءت فى خطوة تالية لحديث الاستخبارات الأمريكية عن تقارير توضح تحضير إيران لمهاجمة مصالح لواشنطن فى منطقة الشرق الأوسط، وفى ظل الشد والجذب الدائر بين البلدين بما يثير الشكوك حول اقتراب اشتعال فتيل الحرب بينهما فى محاولة لوقف التمدد الإيرانى وخطره على منطقة الشرق الأوسط، يجب تسليط الضوء على تفاصيل القوة العسكرية للبلدين واحتياطى النفط والنقد الأجنبى والذهب، كونهم محركات آلة الحرب فى أى دولة.
وفى هذا الصدد، تشير منظمة "global fire power" لتصنيف قدرات الجيوش حول العالم، إلى الفروق بين الدولتين، حيث يحل جيش الولايات المتحدة الأمريكية فى المرتبة رقم 1 على قائمة أقوى 137 جيش فى العالم، بينما يأتى الجيش الإيرانى فى المرتبة رقم 14 عالميًا.
ويوضح تقرير "global fire power"، أن الولايات المتحدة الأمريكية بها تعداد سكانى يبلغ 329.256465 مليون نسمة، منهم 2.1 مليون جندى، فيما تخصص واشنطن ميزانية للجيش قدرها 716 مليار دولار، ويشير التقرير أيضًا إلى أن القوات الجوية الأمريكية تعدادها 13.398 ألف طائرة حربية، كما تمتلك أمريكا 13.500 مطارًا عسكريًا، وقواتها البرية تصل إلى 48.422 مركبة، إضافة إلى قوات بحرية تعدادها 415 سفينة حربية، بينما يصل احتياطى النفط الأمريكى إلى 36.5 مليار برميل، واحتياطى النقد الأجنبى والذهب 123.3 مليار دولار، فيما يأتى الدين الخارجى بقيمة 17 ترليون دولار.
وفى مقابل هذه الأرقام الضخمة من القوات لدى الولايات المتحدة الأمريكية وميزانيتها الدفاعية المهولة، تأتى إيران فى المرتبة الـ14، وهى الدولى التى يبلغ تعداد سكانها 83.024745 مليون نسمة، بينهم 873 ألف جندى فقط، وميزانية الجيش 6.3 مليار دولار، أما القوات الجوية فعددها 509 طائرة حربية، وتمتلك طهران 319 مطارًا عسكريًا، وقواتها البرية تعدادها 8577 مركبة،بينما القوات البحرية 398 سفينة حربية، واحتياطى النفط 158.4 مليار برميل، إضافة إلى أن احتياطى النقد الأجنبى والذهب يصل إلى 120.6 مليار دولار، والدين الخارجى 7.9 مليار دولار.
"الباتريوت" سلاح الردع الأمريكى فى وجه صواريخ إيران
إضافة إلى الأرقام سالفة الذكر والتى ترجح كفة الولايات المتحدة حال حدوث حرب بينها وبين إيران، فإن واشنطن لديها أيضًا سلاح ردع قوى يمكنه الوقوف أمام صواريخ طهران التى تمثل قوتها الضاربة الحقيقية، وهذا السلاح يتمثل فى منظومة الصواريخ "باتريوت"، حيث تمثل "الباتريوت" الأمريكية، أفضل منظومة لمواجهة الصواريخ المعادية وتدميرها، وهو ما يجعلها معتمدة من قبل العديد من الدول لحماية أجوائها ومواقعها الاستراتيجية الحساسة.
"الباتريوت" التى وافق وزير الدفاع الأمريكى بالوكالة، باتريك شاناهان، خلال الأيام الماضية على نشرها فى الشرق الأوسط على خلفية التهديدات الإيرانية، خضعت منذ أن قررت أمريكا أن تحل مكان صواريخ "هيركوليز" و"هوك"، للكثير من التعديلات، حيث طور سنة 1988 ليعترض الصواريخ الباليستية، وسمى آنذاك بـ"باك-1".
وتتكون منظومة "الباتريوت" من 4 أجزاء رئيسية تشمل مركبة الرادار وغرفة التحكم ومنصة الصواريخ والصواريخ ذاتها، ويرصد الرادار الخطر على بعد 80 كيلومترا، علمًا أن باستطاعته مراقبة 50 هدفًا فى وقت واحد، وتحديد ما إذا كان الخطر القادم عبارة عن طائرة أو صاروخ أو "درون"، ويرسل الرادار البيانات التى جمعها إلى غرفة التحكم، التى تقوم بتحليلها والتوصل إلى قرار بشأن اعتراض الهدف أو تركه، وحال قررت غرفة التحكم التصدى للهدف، فإنها ترسل أوامر الإطلاق إلى منصة الصواريخ، حيث لا يزيد الزمن الذى يفصل بين أمر الإطلاق والتنفيذ 9 ثوان.
وتطلق "الباتريوت"، نوعين من الصواريخ هما "باك-2" و"باك-3"، وباستطاعة النوع الأول حمل 4 صواريخ، بينما بمقدور النوع الثانى حمل 16 صاروخا، وتحلق هذه الصواريخ على ارتفاع يصل إلى 24 كيلومترا بسرعة تفوق الـ6 آلاف كيلومترا فى الساعة، وتدمر الهدف بطريقتين، إما بإصابته المباشرة وتحطيمه أو الانفجار بالقرب منه وتدميره.
ويبلغ طول "باك-2" لـ5 أمتار، ويصل وزنه إلى 900 كيلوجراما، منها 90 كيلوجرامات مواد متفجرة، ويبلغ مداه 160 كيلومترا للطائرات و35 كيلومترا للصواريخ الباليستية، أما الصاروخ "باك-3"، فيبلغ طوله 5 أمتار ووزنه يصل لـ312 كيلوجرامات، منها 73 كيلوجرامات مواد متفجرة، ويصل مداه لـ70 كيلومترا ويعترض الصواريخ الباليستية من مسافة 35 كيلومترا.