الملائكة أرواح، خلقوا فى اليوم الأول من الأيام الستة، حينما قال الله «ليكن نور» «تك: 3» فكان النور، وجزء منه كان الملائكة، حسبما وصف الملاك الأكبر بأنه «نور» «1كو 10: 14»، كذلك قيل فى خلقهم «الذى خلق ملائكته أرواحا، وخدامه نارا تلتهب» «مز 104: 4».
فى كتاب «الملائكة» لـ«البابا شنودة الثالث»، بابا الكنيسة الأرثوذكسية السابق، أن أهم ما فى الملائكة أنهم أرواح طاهرة تتصف بالقداسة، ولذلك نقول للرب عنهم فى صلواتنا «ملائكتك الأطهار»، كما نقول فى صلاة القسمة «الملائكة القديسون».
يقول البابا شنودة، هم قديسون لا يخطئون مع أن لهم حرية إرادة، لقد اجتازوا الاختبار فمن نجح منهم تكلل بإكليل البر.
ويتابع الكتاب: نقول للرب فى القداس الإلهى الجريجورى «ألوف ألوف وقوف قدامك، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة» أى ملايين ومئات الملايين، بل إن هذه مجرد إشارة إلى عددهم الهائل جدا، ولعل هذا مأخوذ من إحدى رؤى دانيال النبى، إذ يقول عن الرب «ألوف ألوف تخدمه، وربوات ربوات وقوف قدامه»، ويكفى ما نقوله فى القسمة فى القداس الباسيلى «الجمع غير المحصى الذى للقوات السماوية» وقيل فى سفر أرميا النبى «كما أن جند السموات لا يعد، ورمل البحر لا يحصى».
يقول الكتاب: إن الملائكة «طغمات» أى فرق ومجموعات، منهم الملائكة «القوات أو الجنود» إشارة إليها نقول عن الرب «إله الجنود» و«رب الجنود» كما يقول ميخا النبى: رأيت الرب جالسا على كرسيه، وكل جند السماء وقوفا عن يمينه وعن يساره.
ومنهم رؤساء الملائكة وهم سبعة.
وقال عنهم القديس يوحنا الرائى فى سفر الرؤيا «رأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله»، ورئيس هؤلاء الملائكة ميخائيل الملقب برئيس جند الرب، واسمه عبرى معناه «من مثل الله» وهو رئيس الملائكة بصفة عامة، تتشفع به الكنيسة المقدسة فى كل قداس وفى ألحانها وصلواتها وتسابيحها، ويقام له عيد شهرى فى اليوم الثانى عشر من كل شهر قبطى، وتذكر معجزاته التى صنعها، وقد وضعت بعض الكتب فى هذه المعجزات.
ويقول الكتاب: إن الملاك جبرائيل، هو أيضا أحد رؤوس الملائكة، واسمه عبرى وترجمته «قوة الله أو جبروت الله» وأحيانا يكون اسمه «غبريال»، وهو الذى بشر زكريا الكاهن بأن امرأته العاقر ستلد ابنا يدعى يوحنا.
ويقول الكتاب: هناك رؤساء ملائكة آخرون مثل رافائيل وسوريال، كما أن هناك الكاروبيم والسارافيم، هى مجموعة من الملائكة مهمتها التسبيح.
يقول الكتاب: إن للملائكة عملا من جهة الله وعملا من جهة الناس، فمن جهة الله ينفذون مشيئته بكل سرور وبدون مناقشة، دون أن يستخدموا فكرهم الخاص فى فحص هذه المشيئة كما يفعل البشر، بل يقول عنهم المزمور: «الفاعلين أمره، عند سماع صوت كلامه» ولذلك نحن نصلى فى الصلاة الربية قائلين للرب «لتكن مشيئتك كما فى السماء، كذلك على الأرض» أى كما هى منفذة تماما وبسرعة فى السماء بواسطة الملائكة لتكن على الأرض.
أما من جهة عملهم مع البشر فمن ذلك.. البشارة: فهم يحملون بشارة طيبة للبشر، حسب أمر الرب لهم، ومن ذلك بشارة الملاك جبرائيل إلى القديسة العذراء مريم، يبشرها بأن الروح القدس سيحل عليها، وستلد ابنا.
تبليغ الرسالة: كثيرا ما يرسل الله أحد الملائكة ليبلغ رسالة، مثال ذلك أن ملاك الرب ظهر ليوسف فى حلم قائلا: «قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه».
الرحمة والمعونة والحفظ.. ما أكثر ما نسمى الملائكة بملائكة الرحمة، وذلك لإشفاقهم على البشر وتقديمهم لهم كل ما يحتاجونه من معونة، سواء للأفراد أو للجماعات، كما قيل عن رحمة الرب للمتضايقين: «فى كل ضيقهم تضايق، وملاك حضرته خلصهم» وأيضل «ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم» إذن هم ينقذون البشر، وينجونهم ويخلصونهم، ويقفون معهم فس الضيقات، ويقول الرب أيضا: «يوصى ملائكته بك، لكى يحفظوك فى كل طرقك، وعلى أيديهم يحملونك، لئلا تصدم بحجر رجلك»، ومن هنا نشأت فكرة الملاك الحارس.