التكنولوجيا كانت فى بدايتها عملية معقدة على الجميع، ولكن مع الوقت أصبح كل شىء فى متناول الجميع إلا لذوى الاحتياجات الخاصة الذين منعتهم الإعاقة فى المشاركة فى العالم الرقمى الذى نعيش فيه، فكانت تمثل مجموعة من الصعوبات بالنسبة لهم، حتى شيء بسيط مثل استخدام الهاتف كان مستحيلاً..
ولكن مع التقدم يوما عن الآخر ظهرت الأجهزة التى تستهدف مشاركة ذوى الإعاقة ليكونوا جزءا من هذا العالم كغيرهم من الأصحاء دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين، فهل تعلم أن هناك ما يصل إلى مليار شخص أى ما يساوى 15 % من سكان العالم يعانون من شكل من أشكال الإعاقة، فيما يعانى حوالى 3 % منهم من إعاقات شديدة، وهذه الإحصائيات تعود للبنك الدولى "World bank"، لذلك كان لابد من طرق للوصول إليهم.
ويرصد اليوم السابع عددا من الوسائل التكنولوجية التى استهدفت كل أنواع الإعاقات بما فيها عدم القدرة على الحركة أو الكلام أو السمع أو البصر وغيرها من المشكلات التى تعوق البشر، وذلك وفقا لما ذكره تقرير عن صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، وكذلك موقع " computerworld" التكنولوجى.
لوحات مفاتيح برايل
طريقة برايل
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هناك حوالى 40 مليون شخص فى العالم مصابون بالعمى، وهناك 217 مليون شخص آخر يعانون من ضعف شديد فى الرؤية، مما يعنى أن الوصول إلى الأدوات التكنولوجية الحديثة مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية ليس سهلاً، وقد يكون مستحيلًا فى بعض الأحيان.
ومع ذلك، مع ظهور تقنية برايل سواء فى لوحات المفاتيح وشاشات برايل القابلة للتحديث، يمكن للعديد من المكفوفين وضعاف البصر استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتعمل تقنية شاشة برايل عن طريق تحويل المعلومات على شاشة الهاتف أو الكمبيوتر وترجمتها إلى لوحة مفاتيح برايل متخصصة.
مساعد الصوت
مساعد صوتى
أصبح تنفيذ المهام يدويًا بدرجة أقل، حيث يسمح المساعد الصوتى مثل Siri و أليكسا للناس بالقيام بكل شيء بدءًا من طلب محلات البقالة وسيارات الأجرة، والاتصال بأحبائهم، وإرسال رسائل البريد الإلكترونى والبحث عن المعلومات دون أى قدر كبير من الحركة على الإطلاق.
فى حين أنه مناسب للأشخاص ذوى الإعاقة الجسدية، إلا أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الأشخاص الذين يعانون من صعوبات فى الأداء البدنى، وتوسعت تقنية الصوت أيضًا فى المنزل مثل أجهزة Google Home، مما يعنى أن المهام مثل التحكم فى التدفئة والإضاءة والموسيقى وغير ذلك لم تصبح رقمية فحسب، بل أصبحت أيضًا أكثر ملائمة للجميع.
أجهزة السمع للهواتف الذكية
مساعدات السمع
تقدر منظمة الصحة العالمية أنه بحلول عام 2050، سيكون هناك ما يقرب من مليار شخص يعانون من مشكلات السمع، وإن العيش فى عالم تهيمن عليه أجهزة الاتصالات المحمولة مثل الهواتف المحمولة يمكن أن يشعر هؤلاء بالعزلة بشكل كبير، ومع ذلك، فقد تكيفت التكنولوجيا لضمان قدرة الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع على الاستفادة من أحدث الابتكارات.
وتعمل شركات التكنولوجيا الكبرى مع مصممى أجهزة السمع لضمان توافق أجهزتهم مع أجهزة السمع التى يحتاجها الناس للاعتماد عليها كل يوم حتى عند استخدام الهواتف الذكية.
الاتصال المرئى
مكالمة فيديو
إن الاتصال بالوجه، سواء كان ذلك عبر سكايب أو Apple's Facetime ، يتيح للأشخاص الصم وكذلك البكم التحدث إلى أصدقاء العائلة من خلال لغة الإشارة أو قراءة الشفاه، وبالتالى فتح الميزة الأساسية لأجهزة الاتصالات الرقمية لهم.
التكنولوجيا الخالية من اللمس
جهاز ستيفن هوكينج
بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن استخدام صوتهم أو معظم أجزاء جسدهم أمر يعد مستحيلا، حيث قام ستيفن هوكينج بالتواصل والعمل والمحاضرات وإجراء المقابلات على الرغم من المعاناة من مرض ALS ، وهو مرض عصبى حركى تركه مشلولًا تمامًا تقريبًا، لقد تمكن من القيام بذلك من خلال جهاز كمبيوتر تم إنشاؤه خصيصا، والذى تم تشغيله باستخدام حركات عضلات الخد لدى هوكينج.
وبمرور الوقت، ظهرت المزيد من المنتجات الجاهزة للسوق وتكنولوجيا تتبع العين، مما يسمح للناس بالتحكم فى أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية الخاصة بهم فقط باستخدام حركات عيونهم وإيماءات الرأس.
التعامل مع الكمبيوتر فى أحدث صوره
رسائل العضلات
وبالنسبة لأولئك الذين لديهم أطراف بترت أو مشلولة أو معاقة، يمكن استخدام الكمبيوتر حيث يقوم جهاز Impulse باستبدال لوحة المفاتيح والماوس التقليديين بجهاز صغير يتم تركيبه على بشرة المستخدم، والذى يستخدم تقنية التصوير الكهربائى لاستشعار وتضخيم ونقل النبضات الكهربائية الصغيرة المرسلة من الدماغ إلى العضلات، ويعمل مع العديد من المناطق المختلفة فى الجسم، بما فى ذلك الرقبة والوجه، ويمكن أن تحول الغمز أو الابتسامة إلى ضغطة زر.
أجهزة التحكم بالألعاب
اجهزة احتياجات خاصة
صناعة ألعاب الفيديو أكثر شعبية من أى وقت مضى، حيث بلغت إيراداتها 44 مليار دولار فى العام الماضى 2018، كشف نافين كومار، مدير التسويق فى Xbox ، فى عام 2018 أن 14 %من لاعبى Xbox يعانون من إعاقة مؤقتة، فى حين أن 8 % لديهم مشكلات دائمة فى التنقل.
مع وضع ذلك فى الاعتبار، أصدرت Xbox وحدة تحكم جديدة تلبى احتياجات اللاعبين ذوى الإعاقة، فوحدة التحكم متوافقة مع المقود والدواسات وكل شىء بما يناسب فاقدى الأطراف، وهناك أيضًا شائعات بأن وحدة التحكم فى الألعاب ستصدر وحدة تحكم بطريقة برايل فى وقت ما فى المستقبل.
ليست فقط أدوات التحكم فى الألعاب التى يتم إنشاؤها لضمان مشاركة الأشخاص ذوى الإعاقة ولكن تتطور الألعاب نفسها للتكيف مع متطلبات أنواع الناس المختلفة.
التطبيقات المساعدة
مساعد باللمس
ليس فقط الأجهزة التى تطورت لتكون أكثر شمولًا رقميًا، ولكن أيضا التطبيقات لضمان تمتع الجميع مهما كانت احتياجاتهم، حيث تقوم تطبيقات مثل " Be My Eyes" بتوصيل المكفوفين أو ضعاف البصر بأشخاص مدربين يقدمون المساعدة البصرية من خلال الاتصال المرئى.
وتساعد التطبيقات الأخرى الأشخاص المكفوفين بالألوان عن طريق الإعلان عن اللون لهم أو عن طريق تشغيل الموسيقى مع الحفاظ على أصوات المناطق المحيطة بهم.