الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، أكبر اقتصادين فى العالم، تتصاعد بين الحين والآخر لتهدد استقرار الاقتصاد العالمى، وتؤثر على معدل النمو للتجارة الدولية ومعدلات التصنيع وتدفقات رؤوس الأموال والاستثمار الأجنبى المباشر.
والحرب التجارية تعنى فرض رسوم جمركية بين دولتين أو أكثر بهدف تحقيق منافع اقتصادية، وحماية الصناعة الوطنية ورفع معدل التصدير، وفرض الهيمنة الاقتصادية.
ويبلغ حجم الناتج المحلى الإجمالى للولايات المتحدة الأمريكية نحو 19 تريليون – ألف مليار – دولار فى حين يبلغ حجم الناتج المحلى للصين نحو 12 تريليون دولار، والأخير يحقق نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة.
وقالت الصين إنها ستفرض رسومًا على قائمة من الواردات الأمريكية، وهى سلع بقيمة 60 مليار دولار، بنسبة تتراوح بين 5 و25% على نحو 5000 منتج أمريكى، وستدخل حيز التنفيذ فى 1 يونيو 2019، وذلك ردًا على إجراء سابق من قبل "واشنطن" بفرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية بنسبة تصل لـ10% وبقيمة تصل لـ200 مليار دولار.
الصين تمتلك أكبر احتياطى من النقد الأجنبى فى العالم، بأكثر من 3 تريليونات دولار، وقيمة احتياطيات "بكين" من الذهب تسجل 78.525 مليار دولار، مما يجعلها أبرز الدول المؤثرة فى القرار الاقتصادى العالمى.
وتصاعد نفوذ الصين فى الاقتصاد العالمى مع إطلاق مباردة الحزام والطريق وتنامى حجم وتأثير شركات صينية كبرى يمثل مصدر قلق للولايات المتحدة الأمريكية.
من المتوقع أن ينخفض معدل نمو الاقتصاد العالمى إلى 2.9% عام 2019 من نسبة 3%، بسبب ارتفاع مخاطر التوترات التجارية وتراجع معدلات التجارة والتصنيع على الصعيد العالمى.
وتؤثر الحرب التجارية على المستثمرين حول العالم، مما يدفع مؤشرات أسواق المال والبورصات الكبرى إلى التراجع جراء حالة عدم اليقين من مستقبل الاقتصاد العالمى.
ويمثل الاستثمار فى الذهب ملاذًا آمنًا، للمستثمرين فى أوقات الأزمات الدولية وفى الحربو التجارية حيث تنخفض مخاطر الاستثمار به مقارنة بالعملات وأدوات الاستثمار الأخرى فى البورصات.
ومن المتوقع أن تستمر الحرب التجارية بين أمريكا والصين، وأن يتم فرض رسوم جمركية أخرى بشكل متبادل، فى إطار حرب فرض السيطرة على الاقتصاد العالمى.
تؤثر الحرب التجارية على معدلات النمو والبطالة وأرباح الشركات فى العديد من الاقتصاديات المرتبطة بالدول المتصارعة تجاريًا مما يرفع من التحديات الاقتصادية التى تواجه الاقتصاديات الناشئة حول العالم.