صدرت النسخة المترجمة لخطبة الجمعة إلى 16 لغة إضافة إلى لغة الإشارة، إضافة إلى نشرها مسموعة باللغة العربية، ومرئية بلغة الإشارة خدمة لذوى القدرات الخاصة.
وموضوع خطبة الجمعة "رمضان شهر الجود والكرم والانتصارات" يتناول الحديث عن قيمة إسلامية من منظومة القيم التي ينبغي أن يتخلق بها المسلم، وهى خلق الكرم ، الذى هو من أخلاق المرسلين، وصفة من صفات الصالحين، به تسُود المحبَّة والمودَّة والإخاء بين الناس ؛ فيثمر ذلك مجتمعًا قويًّا متماسكًا يقوم على التكافل والعطاء ، ويهيمن عليه الإخلاص والوفاء ، ويتحقق فيه قول النبي (صلى الله عليه وسلم) : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ ، وَتَرَاحُمِهِمْ ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)، كما أن شهر رمضان هو شهر الجود والكرم , والسخاء والعطاء والتكافل ، فقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان , وأن الجود بالنفس من أعلى وأرقى صور الجود، فهو صفة الكرمـاء وشيم النبلاء، وهو أرقى درجات الإيثـار .
وتؤكد الخطبة أن شهر رمضات برزت فيه أعظم ألوان البطولة والتضحية بالنفس , فقد وقعت فيه معركة بدر , وفتح مكة ، وفي شهر رمضان كانت حرب العاشر من رمضان ١397هـ ، السادس من أكتوبر 1973م ، حيث كان شعار الجندي المصري المقاتل : الله أكبر مع الصيام والقيام والقرآن والدعاء الصادق فكان النصر المبين ، وطرد المعتدين, وهذا من أعظم صور الجود بالنفس ؛ ذلك الذي يبذله الجندي المرابط دفاعًا عن وطنه وأرضه وأهله وعرضه صابرًا محتسبًا , وهنا نُذكِّر بما قدمته قواتنا المسلحة ومصرنا الغالية من شهداء عظام رووا أرض الوطن بدمائهم دفاعًا عن الدين والوطن والأرض والعرض , فتحية لقواتنا المسلحة الباسلة على ما قدمته وما زالت تقدمه من تضحيات في خدمة الوطن ، يد تحمي وتحرس وتواجه الإرهاب الغاشم وتقلم أظافره ، وأخرى تبني وتعمر وتأخذ بيد الوطن إلى بر الأمان.