فند الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "اليوم السابع"، إحدى القصص الغريبة التى تحويها بعض كتب التراث، وبالأخص القصة الخيالية "التنين أبو سبعة رؤوس"، في سيرة "ابن هشام" النبوية.
وقال خالد صلاح، خلال برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم "ميجا FM، وهيتس، وشعبى FM، ونغم FM": "خد عندك القصة دى فى سيرة ابن هشام وادعيلى، وأرجوك تركز معايا، بيقولك إن قبل ميلاد النبى محمد يحكى ابن هشام قصة عن راهب مسيحى اسمه فيميون، وهو رجل مسيحى محترم وسبب انتشار المسيحية فى نجران، والمسيحية كانت دين سماوى محترم معترف بيه وانتصاره كان انتصار للمؤمنين زى ما قلنا قبل كده عن سورة الروم".
وأضاف: "ايه الغريب فى سيرة ابن هشام؟ بيقولك إن الراهب ده كان ماشى فى الصحراء فطلعله تنين بـ7 رؤوس، يعنى إذا كان التنين حقيقى فضيف عليه إنه بـ7 رؤوس! فالتنين ظهر للراهب فيميون فدخل الراهب المسيحى فى صلاة طويلة، حتى سقط التنين أمامه دون أن يمسه بسوء، فى معجزة كبيرة لهذا الدين السماوى العظيم.. الحلو فى سيرة ابن هشام بتتكلم عن فضل هذه الأديان السماوية قبل الإسلام، لكن بقى الحتة الصعبة.. جبت منين أبو 7 رؤوس؟!".
وتساءل خالد صلاح: "انت بتتكلم عن كتب تراثية فيها هذا النوع من القصص الغريبة اللافتة للانتباه، قصص لا يصدقها العقل البشرى، هذه الخرافات الموجودة فى كتير جدًا من كتب التراث منها كتب معتمدة.. لحد امتى هتفضل بدون تنقيح أو تنقية؟ هل هذا الراهب طلعله تنين؟ طيب، هل كان فيه تنين فى الصحراء؟ طيب هل الصحراء فيها تنين بـ7 رؤوس فعلاً؟ لا إله إلا الله".
واستكمل خالد صلاح: "فى سيرة ابن هشام فيه قصة تانية عن يهود اليمن، وخد بالك إن الحاجة الجميلة إن فى هذه السيرة كل الأديان السماوية، وبجانب القصة المسيحية قال إنه فى اليهودية مجموعة من يهود بنو قريظة ذهبوا إلى اليمن قبل ميلاد النبى بسنوات قليلة، وكان اليمن فى هذا الوقت يعبد النار، وكان لدى اليمن نار يحتكمون إليها ليميزوا بين الحق والباطل، وبين الصواب والخطأ، وعندما عرضوا عليهم أحبار اليهود تعاليم شريعتهم، قرر اليمنيون أن يحتكموا إلى النار، فإن كان الأحبار على حق آمنوا بها، وإن كانوا على باطل أحرقتهم النار، فدخل أحبار اليهود إلى النار، وأمام الكهنة الوثنيين خرجوا دون أن يمسهم شيء.. لا إله إلا الله، الكلام ده فى سيرة ابن هشام".
وأردف: "بكرر إن الجزء الحلو فى هذه السيرة هو تمجيد الأديان السماوية، يعنى كلنا واحد وكلنا مؤمنين، ولاحظ بقى إن يهود بنو قريظة إحنا حاربناهم بعد كده، ولاحظ بقى إنه كان فيه صراعات أخرى لها علاقة بتكذيب الكثير من الخرافات والأساطير اللى كذبها القرآن بعد كده، طيب هذا الكلام إزاى موجود فى سيرة ابن هشام؟ وإزاى يروى على إنه من قصص الجزيرة العربية قبل ميلاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم؟ إحنا بنتكلم حوالين إذا إحنا بصينا لكتب التراث يجب أن نستبعد منها كل ما يتنافى مع العقل البشرى، ويجب أن ننظر إليها بطريقة متخليش أولادنا وهما بيقرأوا الكتب دى بعد كده ميضحكوش علينا".
وتابع خالد صلاح: "إذا كنا بنتكلم عن خطاب دينى جديد، وتصحيح مفاهيم فإحنا أهم حاجة لازم نتعامل معها ونصححها، هى هذه الكتب التراثية المليئة بالخرافات والأساطير، يعنى بقى اللى دخل فى النار، واللى نيم التنين والتنين مأكلهوش وأمنا الغولة وكل الحاجات المرتبطة بهذه الأساطير الخرافية، اللى بعد كده خد بالك الإسلام والقرآن فند أشياء كثيرة جدًا فى هذه العقائد، فأنت النهارده منين بتقول إن قبل بعثة النبى، معناها إن شريعتهم هى الشريعة الغالبة! ومنين بتقول إن قصة فيميون خلى التنين يبعد عنه، ثم جيت فندت هذه العقائد"، مردفًا: "فإحنا عندنا فى تناقضات وقصص خرافية وأسطورية والقصص دى موجودة فى أمهات الكتب اللى بنعتمد عليها دلوقتى فى استيقاء المعلومات عن ديننا وعن تاريخ ديننا وعن تاريخ البيئة اللى كان فيها ديننا قبل الإسلام".
واختتم خالد صلاح حديثه بقوله: "طيب نصدق مين ونكذب مين؟ وهل نسيبها بتناقضاتها وخرافاتها كده زى ما هى؟ ولا نقف أمام هذه الكتب لنحققها وندققها بمعايير التاريخ، الحاجة الحلوة بكرر إن كل هذا دين واحد، وإن كل هذه شريعة واحدة، وكل هذا من عند الله، إنما الحاجة الوحشة هى لازم تبقى مرتبطة بخرافة وأساطير وتنانين وأمنا الغولة، نبطل أمنا الغولة ونبعدها عن هذا التراث، علشان نعرف نقدم لأولادنا وللعالم الدين الحق، تصدقوا إن السيرة النبوية لابن هشام فيها الكلام ده، طيب ارجعوا للسيرة وشوفوا ودققوا وهتندهشوا!".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة