تمثل السيرة الهلالية قيمة كبيرة ارتبطت بذكريات شهر رمضان، حينما كان يعتكف الخال عبد الرحمن الأبنودى ورفيق الكفاح الفنان سيد الضوى آخر من تغنوا بالسيرة الهلالية لتسجيل حلقات لإذاعتها فى شهر رمضان، رحل الخال وسيد الضوى فارس بنى هلال، كما كان يحب أن يلقبوه، لكن ظلت السيرة الهلالية باقية بعد أن تركوا إرثا أدبيا لأجيال تجعلك أمام بئر لا تخلو من الحكمة، والعظة والعبر والقيم.
"اليوم السابع" انتقل إلى منزل الفنان سيد الضوى بمركز شمال قوص محافظة قنا، للحديث عن ذكرياته، فهو منزل مكون من 3 طوابق قريب من منطقة محكمة قوص، وبمجرد أن تحدث المارين عن منزل "الضوى" تجد الصغير والكبير يعرفه فالجميع ارتبط بذكريات خلال رحلته مع الربابة والتغنى بالسيرة الهلالية على مدار حياته بالمشاركة مع الخال عبد الرحمن الأبنودى.
واستقبلنا "رمضان سيد" نجل الفنان سيد الضوى داخل مضيفة العائلة، وبمجرد أن تنظر إلى جدران المنزل ستجد خيوط ذاكرة السيرة الهلالية معلقة تحيط بالمكان عن طريق صور تذكارية للفنان الراحل وفرقته، ولقاءاته التليفزيونية مع الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى والتى كانت شاهدة على رحلتهما فى جمع السيرة الهلالية مع رفيقه خلال جولاتهما فى الموالد والمراكز والقرى لجمع السيرة الهلالية.
وقال "رمضان" نجل الفنان سيد الضوى، إن كل عشاق السيرة الهلالية يعرفون جيدًا من هو "سيد الضوى" الملقب بفارس بنى هلال الأخير وشيخ القوالين وآخر رواة السيرة الهلالية، فكان يحفظ أكثر من 5 ملايين بيت ومقطوعة شعرية من السيرة الهلالية، وعمل على حكَّاء السيرة الهلالية الأخير بعد رحيل على جرمون وجابر أبو حسين، فكان يمتلك ذاكرة من حديد رغم أنه كان أمياً ولا يجيد القراءة ولا الكتابة، ومثل ثنائية مختلفة أثناء ظهوره مع الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى يوميا على شاشة القناة الأولى بالتليفزيون المصرى، لتسجيل السيرة الهلالية وأحداث الملحمة البطولية مع آخر الرواة.
وعن ذكرياته قال: والدى تعلق بالسيرة الهلالية منذ أن كان عمره 10 سنوات، عندما كان يصطحبه جدى "الضوى" فى الموالد والأفراح، من هنا بدأت عنده حب وشغف حفظ السيرة الهلالية، وبدأت رحلة كفاحه مع "الأبنودى" فى التجول فى تونس والهند والإمارات والأردن وسويسرا والدنمارك، للتغنى بالسيرة مع استخدام "الربابة" الصعيدى والتى ارتبطت بذكريات نغمات وتتر بعض المسلسلات الصعيدية.
ويحتفظ نجل الضوى بعشرات الأوسمة والميداليات التى كرم بها خلال رحلاته بالتغنى بالسيرة الهلالية بلهجة مصرية من الصعيد الجوانى تحكى حكايات لأبطال أشهر الملاحم العربية التى شهدها العرب فى الفترة بين منتصف القرن الرابع الهجرى، وحتى منتصف القرن الخامس الهجرى، تاركاً وراءه موسوعة أدبية وتاريخية سجلها بإحساسه قبل صوته، مضيفا: وإلى الآن نحتفظ بالربابة التى جاب بها العالم، وخلال العام الذى مرض فيه الأبنودى كان يذهب لزيارته فى الإسماعيلية ويقوم بالاطمئنان عليه يومياً، وكان شديد الحزن عليه ومتأثراً بمرض رفيق عمره، وكان يقول له: "وحشتنى قنا أوى يا ضوى أول ما أقوم من رقدتى هجيلك".
واختتم حديثه قائلاً: والدى لم يلق تكريماً كبيراً من محافظة قنا مسقط رأسه، وهناك مقتنيات لـ"سيد الضوى" موجودة وطالبنا بوضعها فى متحف الأبنودى وعمل جناح باسمه تخليدًا لذكراه مع رفيقه وصديق طفولته وصولاً إلى خوضهما رحلة كفاح للتغنى بالسيرة الهلالية معاً خلال سنوات كبيرة، وخاصة التى كان يتم تسجيلها لعرضها فى شهر رمضان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة