رفض إقرار الموازنة يفجر الخلافات السياسة بين حركة النهضة الإخوانية وحزب تحيا تونس..سياسيون:كان متوقعاً لعدم التقاء أى وجهات نظر بين حركة متطرفة وحزب يسعى ليكون ظهيراً شعبياً..والانتخابات الرئاسية هى الفيصل

الجمعة، 17 مايو 2019 04:00 ص
رفض إقرار الموازنة يفجر الخلافات السياسة بين حركة النهضة الإخوانية وحزب تحيا تونس..سياسيون:كان متوقعاً لعدم التقاء أى وجهات نظر بين حركة متطرفة وحزب يسعى ليكون ظهيراً شعبياً..والانتخابات الرئاسية هى الفيصل يوسف الشاهد رئيس وزراء تونس
كتبت – هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رفضت حركة النهضة الإخوانية بتونس، المصادقة فى البرلمان على خطة الحكومة التى يرأسها يوسف الشاهد ،  رئيس الوزراء، مما أدى إلى حدوث توتر مفاجئ في العلاقة بين حركة النهضة الإخوانية وحزب تحيا تونس الذى يمثله يوسف الشاهد.

 

راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة التونسية 

رفضت حركة النهضة الإخوانية بتونس، المصادقة فى البرلمان على خطة  الحكومة التى يرأسها يوسف الشاهد رئيس الوزراء، والتى تقضى بإصدار سندات بمبلغ يعادل 800 مليون دولار لسد عجز موازنة  2019،  مما أدى إلى حدوث توتر مفاجئ في العلاقة بين حركة النهضة الإخوانية وحزب تحيا تونس الذى يمثله يوسف الشاهد.

 

وبرر النائب الإخوانى سليم بسباس ،  هذا الرفض، إلى  وجود "أخطاء اتصالية" للفريق المقرب من يوسف الشاهد، وهذه الأخطاء التي لم يوضحها بالشكل اللازم القيادي الإخواني تتمثل في تعبير بعض وجوه حزب "تحيا تونس" عن نيتها وضع نقطة النهاية للتحالف مع حركة النهضة الإخوانية.

 

ويرى جزء من فريق الشاهد ،  بحسب موقع "العين" الإماراتى أن التحالف مع حركة النهضة أصبح "عبئا" سياسيا سيجعله يخسر قاعدته الانتخابية ذات التوجه "الحداثي"، في حين يرى جزء آخر أن الموعد الانتخابي الذي سيقام في 6 أكتوبر المقبل يفرض القطيعة "البراجماتية" مع الإخوان لجعل حزب "تحيا تونس" أكثر جاذبية للأصوات الرافضة لحركة النهضة.

 

يوسف الشاهد 

وبين الغايات الانتخابية لهذه القطيعة وحتمية التباعد الذي تفرضه طبيعة المرحلة  ، يعتقد عدد من المراقبين أن رسومات الخارطة الانتخابية في تونس ستشهد  تحولات كبرى في الأشهر المقبلة باقتراب الاستحقاق الرئاسي والتشريعي.

 

فيما يرى الكاتب التونسي محمد بوعود ،  أن حزب"تحيا تونس" يعى أن مواصلة التحالف مع حركة النهضة سيفقدها الوزن الشعبي في الموعد الانتخابي المقبل، خاصة في ظل الغضب الجماهيري على أداء الشاهد الحكومي وعدم قدرة حكومته على تحقيق النتائج المرجوة في المجال الاقتصادي والاجتماعي ، مضيفا   أن فرضية التحالف مع الإخوان في الانتخابات المقبلة ستكون بمثابة الخطيئة الكبرى لحزب تحيا تونس، والتي بإمكانها إنهاء مسيرته مبكرا من الساحة السياسية في تونس.

وقد أعلن الحزب في مؤتمره التأسيسي يوم 1 مايو عن مرجعيته الفكرية، حيث أكد أمينه العام، سليم العزابي، أنه سليل الفكر البورقيبي الحداثي المعارض للتيارات المتطرفة، هذا الطرح الذي يبدو أنه زاد مسافة الهوة بين الطرفين وخلق حالة من الامتعاض في صفوف الإخوان من تصريحات رفقاء الشاهد.

وأفادت القيادية بالحزب والنائبة بالبرلمان التونسي ليلى الحمروني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بأن "حزب تحيا تونس يختلف في منهجه وتصوراته للدولة والمجتمع مع حركة النهضة"، مشيرة إلى أن اللقاء بينهما أملته ضرورة الحكم فقط ، مشيرة الى  أن التونسيين يترقبون تجميع العائلة السياسية ذات التوجه الوسطي الحداثي من أجل مجابهة خطر الإرهاب وانتشار التطرف.

 

وفي المقابل، يؤكد بلال الشابي ،  أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة التونسية، أن هذا التلويح بالقطيعة بين الشاهد والإخوان هو مجرد "خدعة سياسية لتشتيت الرأي العام التونسي عن حصيلة الحكم".

ويواجه هذا التحالف الحكومي منذ شهر نوفمبر 2018 حراكا اجتماعيا قويا انطلق بإضراب عام قاده اتحاد الشغل في 22 نوفمبر  2018، و17 يناير  2019، مع تحركات متواصلة لعديد القطاعات المهنية مثل قطاع التعليم الثانوي الذي خاض إضرابا بثلاثة أشهر بداية سنة 2019 وقطاع المواصلات.

وأشار إلى أن "حزب تحيا تونس يريد الذهاب إلى الانتخابات المقبلة وهو في حل من كل ارتباط مع التيارات المتطرفة، من أجل كسب ود الشرائح العلمانية، ومن أجل القول بأن الفشل في إدارة الحكم تتحمله حركة النهضة وحدها، مؤكدا في هذا الصدد بأن كلا الفريقين (الشاهد والإخوان) يتحملون مسؤولية جسيمة في تدهور المؤشرات الاقتصادية.

و قال مصطفى بن أحم ، د وهو نقابي سابق في اتحاد الشغل في تصريحات إعلامية أن حزب "تحيا تونس" لا يلتقي مع حركة النهضة، لا على مستوى المنهج ولا على مستوى البرامج والرؤية للدولة.

هذه التصريحات وغيرها تجعل من المشهد التونسي مفتوحا على كل التوقعات والاحتمالات الممكنة، حيث يرى كل المراقبين ، أنه سيكون صيفا سياسيا ساخنا قبل أن تحدد ملامحه الانتخابات المقبلة في خريف 2019.

 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة