خرجت "ليلى" بنت الـ 20 عاما في السابعة والنصف صباحا مثلها كمثل زميلاها في سنها لتذهب إلى مدرستها بشبرا الخيمة لأداء أحد الامتحانات العملية لنهاية الفصل الدراسى الجارى، إلا أن نصيبها الذى قدر لها حال بينها وبين الوصول للمدرسة، لتقع شهيدة نتيجة تهور سائق لودر لرفع القمامة تابع لحى غرب شبرا الخيمة، أفقدها حياتها فورا، لتسبب وفاتها صدمة كبيرة عند أهلها.
عائلة بسيطة تتكون من أب وأم وبنتان أكبرهما متزوجة وولدان، تعيش من خلال دخل الطالبة "ليلى" من خلال عملها بمحل مؤجر لبيع الملابس لتساعد والدتها التى تعمل مشرفة انتاج بأحد المصانع باليومية، فى مصروفات المنزل، وذلك نظرا لعجز والدها الذي يعاني إصابة بقدميه منعته من الوقوف إلا من خلال جهاز يساعده على المشى.
في البداية قال سعد الدين إبراهيم، والد الطالبة ليلى، 52 عاما، إنه مصاب بقدميه منذ فترة وأجرى عمليات جراحية بها منها كسر بالفخذ وتركيب مسامير بالقدم الأخرى تمنعه عن الحركة منذ فترة، مشيرا إلى أنه كان يعمل بائعا للملابس من خلال أحد الفروشات، إلا أنه قام بعد ذلك باستئجار محلا تابع للحى يقوم من خلاله ببيع بضاعته، إلا أن إصابته منعته عن الاستمرار والوقوف للبيع.
وتابع "سعد الدين" لـ "اليوم السابع"، أن ابنته صاحبة الـ 20 عاما، تولت مهام الإنفاق على البيت بعد إصابته ومساعدة والدتها التي تعمل هي الأخرى بأحد مصانع الملابس بالمدينة باليومية، لسد احتياجات أشقاءها بالمنزل وتوفير علاج والدها، مشيرا إلى أن ابنته خرجت في الساعة السابعة والنصف صباحا ذاهبة إلى مدرستها لأداء امتحان نهاية العام الدراسى، موضحا "مفيش دقائق من بعد ما خرجت ولقيت ناس جاية تنادي عليا، ومش عارف قلبى وجعنى ليه ساعتها وبعدها عرفت خبر وفاتها فى حادث".
وأضاف قائلا:" في البداية الناس رأفت بحالتى وخدوا ابنى بلغوه علشان مش قادرين يبلغونى، وابنى أول ما قالى أنا حسيت بصدمة عمرى، وكنت "هلطم" عليها لولا صبر ربنا عليا ساعتها، وقعت على الأرض وزحفت على الأرض علشان أوصل للجهاز وألحق بنتى لكن أمر الله نفذ".
وأوضح "سعد الدين"، أن الأهالى وكلوا محاميا للدفاع عن حق ابنتى حيث أنه لا يمتلك ما يوكل به محاميا، وكما تطوع آخر للدفاع عن حق ابنتى، مناشدا المسؤولين بتنفيذ القصاص وعودة حق ابنته لها حتي ترتاح في مثواها الأخير.
وتلتقط أطراف الحديث والدة الطالبة ليلي، لتؤكد أن ابنتها كانت المعين لها في هذه الحياه وخاصة بعد إصابة والدها، والذي يتلقى معاش تكافل وكرامة لا يتعدى 350 جنيها، ولا تفى حتى بشراء علاج له، موضحة "بنتي كانت برنسيسة في نفسها ومصروفها اللي كانت بتحوشه لنفسها تشتري به لبس وحاجات لها، لكن سواق اللودر عمل بنتى زي التورتة اللي قلبتها على وشها".
وتابعت، كل الشهود في مكان الحادث أكدوا أن سائق اللودر كان يعود بسرعة كبيرة، إلى جانب عدم وجود جهاز إنذار باللودر نفسه يعمل عند عودته للخلف لتنبيه المواطنين لتفاديه، فصدم ابنتي وسقطت على الأرض ثم صعدت عجلة اللودر فوق رأس ابنتي حطمتها تماما، "ونفسى المسؤولين يعتبروا بيتى دي بنتهم وحقها يجي بحق الله".
فيما قالت مريم، صديقة الطالبة "ليلي" إن مدرسة المادة بالمدرسة أجلت الامتحان العملى للمادة بسبب وفاة "ليلي" وحضر جميع الطلاب بالصف لجنازتها وتوديعها، مؤكدة أن ليلي كانت محبوبة من الجميع، وكانت عندما تنتهى من اليوم الدراسي تعود للمنزل مسرعة حتى تتمكن من الذهاب للمحل للعمل به ومساعدة والدتها فى توفير احتياجات المنزل.
وكانت ليلى قد لقيت مصرعها دهسا تحت عجلات لودر تابع لحي غرب شبرا الخيمة، أثناء العمل فى رفع القمامة وعودته للخلف وتم نقل الجثة إلى مستشفى ناصر العام لاتخاذ اللازم.
وتلقى اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية إخطارا من شرطة النجدة يفيد بمصرع "ليلى . س . إ" 20 سنة تحت عجلات لودر تابع لحي غرب شبرا الخيمة .
وانتقلت على الفور الجهات الأمنية وتبين أنه أثناء قيام سائق اللودر ويدعى "أحمد . م . أ" برفع قمامة الحى وعودته للخلف تصادم بالفتاة ودهسها ولفظت أنفاسها الأخيرة فى الحال وتم نقل الجثة إلى المستشفى والتحفظ على السائق داخل قسم الشرطة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة