أمجد ناصر لا يترك قناع المحارب.. الكاتب الكبير يكتب عن المرض والحياة

السبت، 18 مايو 2019 08:00 ص
أمجد ناصر لا يترك قناع المحارب.. الكاتب الكبير يكتب عن المرض والحياة أمجد ناصر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرت أيام أحاول فيها استيعاب ما كتبه الشاعر الأردني أمجد ناصر على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) يحكي فيها بطريقة أدبية عن مرضه الذى اشتد وواصل زحفه على الجسد المنهك: 
 
يقول أمجد ناصر:
لا يولد فجر من دون جرح 
على جسد الليل دم وتراب ومشيمة
 
ويكتتب تحت عنوان "راية بيضاء":
في آخر زيارة إلى طبيبي في مستشفى تشرينغ كروس في لندن. كانت صور الرنين المغناطيسي عنده. من علامات وجهه شعرت بنذير سوء. قال من دون تأخير: الصور الأخيرة لدماغك أظهرت للأسف تقدماً للورم وليس حداً له أو احتواء، كما كنا نأمل من العلاج المزدوج الكيمو والإشعاعي.
كان مساعده دكتور سليم ينظر إلى وجهي وفي عيني مباشرة، ربما ليعرف رد فعلي.
قلت: ماذا يعني ذلك؟
قال: يعني أن العلاج فشل في وجه الورم.
قلت: والآن ماذا سنفعل؟
رد: بالنسبة للعلاج، لا شيء. لقد جربنا ما هو متوافر لدينا.
وفي ما يخصني ماذا عليّ أن أفعل؟
قال: أن ترتب أوضاعك. وتكتب وصيتك!
قلت: هذا يعني نهاية المطاف بالنسبة لي.
ردّ: للأسف.. سنحاول أن تكون أيامك الأخيرة أقلّ ألماً. ولكننا لا نستطيع أن نفعل اكثر.
قبل أن أغادره قال: هذه آخر مرة تأتي فيها إلى عيادتي. سنحولك إلى الهوسبيس. وكانت آخر مرة سمعت فيها هذه الكلمة، عندما دخلت صديقة عراقية أصيبت بالسرطان في المرحلة النهائية. يبدو أن الهوسبيس مرفق للمحتضرين أو من هم على وشك ذلك.
قلت له: لدي أكثر من كتاب أعمل عليه، وأريد أن أعرف الوقت.
حدد وقتاً قصيراً، لكنه أضاف هذا ليس حساباً رياضياً أو رياضيات. فلا تتوقّف عنده.
 
ويواصل أمجد ناصر الكتابة فى "بوست" طويل رثاء كل شيء، يتذكر بدايات المرض، ويتذكر الليلة الأولى فى المستشفى والفجر الذي لا يأتي، يتذكر التغيرات التى طرأت على جسده مع الوقت.
 
وأمجد ناصر  شاعر أردنى مهم من مواليد عام 1955، ومن أعماله الشعرية "مديح لمقهى آخر" بيروت 1979، "منذ جلعاد كان يصعد الجبل"، بيروت 1981، "رعاة العزلة"، عمان 1986، "وصول الغرباء"، لندن, الطبعة الأولى, 1990، "سُرَّ من رآك"، لندن 1994، "أثر العابر" - مختارات شعرية - القاهرة 1995، "خبط الاجنحة" - رحلات -، لندن، بيروت 1996، "مرتقى الأنفاس"، بيروت 1997، "وحيدا كذئب الفرزدق" دمشق 2008، "حياة كسرد متقطع" - شعر - بيروت لبنان 2004، ورواية "هنا الوردة"  2017، وله في بلاد ماركيز" - كتاب رحلات صدر الكتاب هدية مع مجلة دبي الثقافية الصادرة عن دار الصدى في دبي عام 2012.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة