ضجة أثارها تقرير صحيفة نيويورك تايمز، قبل أيام، بشأن خطة مسربة لإدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندى أمريكى إلى الشرق الأوسط لمواجهة "التهديدات الإيرانية.
وسرعان ما خرج البيت الابيض لنفى التقرير، لكن يبدو أن هناك أمر اخر يدور خلف الكواليس بالصقور داخل الإدارة الأمريكية.
فداخل البنتاجون، هناك خطط يجرى تقديمها لأولئك الصقور من الساسة وهناك خطط حقيقية. وقد كشف ثلاثة مسؤولين عسكريين أمريكيين، يشاركون فى التخطيط والإشراف على القوات العسكرية فى المنطقة، فى تصريحات لمجلة تايم، الأمريكية، أنه لا توجد خطة فعلية لمواجهة إيران، وأشاروا إلى غياب أى خطة قابلة للتنفيذ أو أى شئ من هذا القبيل لنشر قوات على نطاق واسع فى الخليج.
وكشفوا عن طلب مستشار الأمن القومى، جون بولتون، مؤخرًا خطة لإرسال عدد كبير من القوات البرية والجوية الأمريكية الإضافية إلى الخليج العربى. وأكدوا ما نشر فى صحيفة نيويورك تايمز، إذ قدم وزير الدفاع بالوكالة، باتريك شاناهان، وغيره من كبار مسؤولي الأمن القومى، فى 9 مايو مخططًا أوليًا لخطط لنشر ما يصل إلى 120 ألف أمريكى إضافى فى المنطقة.
وقال أحد الضباط: "يتطلب ذلك معرفة ما هى الحالات الطارئة التى نتصدى لها". وأضافت المصادر الثلاثة، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، " هل التصدى يكون لقوات إيران الخاصة أم أنها ميليشيا؟ هل العدو فى العراق أم سوريا أم فى مكان آخر؟ سيارة مفخخة أم صواريخ أم هجوم سيبرانى؟ هل هناك أدلة موثوقة تربط أى هجوم بالحكومة الإيرانية بحيث تكون الأهداف داخل إيران شرعية؟. وأكدت المصادر أنهم لم يروا أى بيانات تفصيلية.
وتتطلب عمليات النشر، حتى لقوات محدودة للتعامل مع التهديدات ذات المصداقية، ما يسمى بقائمة الانتشار وقائمة الانتشار على مراحل TPFDL. وتتضمن تلك القائمة تفاصيل الوحدات الموجودة، وما هى الوحدات الإضافية التى سيتم نشرها أو الاحتفاظ بها كاحتياطى، وما هى المعدات واللوازم التى ستكون ضرورية، وأين ستنطلق القوات وتهبط، وكيف ستتحرك، وفى أى تسلسل.
وقال أحد المسئولين إن البنتاجون يحتفظ بخطط عامة لنشر القوات فى أى مكان فى جميع أنحاء العالم وتحديثها - "ربما بما فى ذلك كندا". وأوضح العسكريون الثلاثة، الذين تم إطلاعهم جميعًا، إن الخطط الحالية التى تم إعدادها لمواجهة محتملة مع إيران من قبل القيادة المركزية الأمريكية، التى تدير مهام قتالية فى المنطقة، لا تدعو إلى استخدام قوة برية رئيسية لغزو البلاد.
وقالوا: بدلاً من ذلك، أى هجوم على إيران قد ينطوى على مزيج من الضربات الجوية باستخدام ذخائر موجهة بدقة والهجمات الإلكترونية لشل شبكة الكهرباء وخطوط أنابيب النفط والاتصالات والنظام المالى فى البلاد. وأشار أحد المسؤولين، أنه من المحتمل أن يكون المستجيب الأول ليس الجيش أو القوات البحرية أو سلاح الجو أو مشاة البحرية، ولكن القيادة السيبرانية الأمريكية، التى تجرى عمليات هجومية باستخدام أدوات مثل دودة ستكسنت التى هاجمت منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية عام 2010.