كشف الخلاف القائم بين قيادات الإخوان حول استخدام "جيلاتين الخنزير"، حالة الإفلاس التى وصلت لها جماعة الإخوان، فهذه الخناقة ليست الأولى خلال فترة زمنية قصيرة تكشف حالة الفراغ التى يعيشها التنظيم.
خلاف الإخوان حول استخدام "جيلاتين الخنزير" وما إذا كان حلالاً أو حرامًا، يأتى بعد أيام قليلة من الخلاف الذى نشب داخل الإخوان بسبب إطاحة محمود حسين الأمين العام للجماعة، بميكروفون قناة مكملين الإخوانية وحينها خرجت قيادات الجماعة بأنفسهم ليصفون هذه المعركة بالتافهة وهو يكشف أيضًا حجم الإفلاس الذى ظهرت فيه الجماعة.
ويتصاعد دومًا مؤشر الخلافات داخل جماعة الإخوان الإرهابية ويسجل أرقامًا قياسية، وتستمر بينهم المعارك الداخلية، والتلاسن بالألفاظ، ليس هذا فحسب بل يصلون فى الخلاف فى المسائل الدينية رغم أنهم يتلقون من شيوخ تنظيمهم أى يتجرعون من نيل واحد، مؤخرًا اختلفوا فيما بينهم على مسألة ليست مطروحة على الساحة، ألا وهى حكم استخدام "جيلاتين الخنزير"؛ وذهب فريق منهم إلى أنها حلال، فيما أكد عماد على قائد مراجعات الإخوان، أن طرح مثل الأمر عبارة عن حالة الإفلاس التى تعيشها الجماعة.
وكعادته المستفزة، طرح الأمر أحمد المغير، المعروف باسم فتى خيرت الشاطر على عناصر التنظيم، الأمر، محذرًا من مادة "جلاتين الخنزير" معتبرًا إياها بالحرام، مشيرًا إلى أنه تدخل فى منتجات لبعض المواد الغذائية وخاصة المنتجات المتعلقة بالأطفال، على حد زعمه.
ورد عصام تلمية الداعية الإخوانى، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، على تليمة، قائلاً: "وجدت البعض يشير عليه خبرًا أن شركة تستخدم فى صناعة مادتها جيلاتين الخنزير، وكانت التعليقات، يا ترى كم خنزير أكلنا؟".
وأشار "تلمية"، إلى أن تناول مادة جيلاتين الخنزير حلال، قائلاً جيلاتين خنزير أو غيره، يتعرض لعملية كيميائية، تسمى فى الفقه الإسلامى بـ"الاستحالة"، أى تحول المادة من مركب محرم لمركب حلال، وهو ما يحدث فى جيلاتين الخنزير فى صناعات مثل البسكويت والجيلى وغيرهما، يعنى أى مادة أصلها جيلاتين خنزير ما دامت قد تحولت لشىء حلال، فهى حلال".
تفسيرًا لهذه المعركة، قال إبراهيم ربيع، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن جماعة الإخوان لم تعد تعرف فيما تتحدث، والخسائر الكبرى التى تتلقاها خلال الفترة الحالية جعلتهم يتطرقون إلى القضايا التافهة من أجل إشغال أنصارهم عن الخسائر التى يتلقونها سواء فى الداخل أو الخارج.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن التنظيم الآن يمر بحالة ارتباك شديدة جعلته يسعى بشتى السبل لإشغال أنصاره حتى لا يتمردون على قيادات الجماعة وحلفائها، خاصة فى ظل أن العالم الآن أصبح يحاصر الإخوان ويسعى لتجريم أنشطتهم.
بدوره فسر عماد على قائد مراجعات جماعة الإخوان تناول الإخوان الحكم الشرعى لمسألة تناول "جلاتين الخنزير"، مؤكدًا أن هذا الأمر يدل على حالة إفلاس الجماعة، مضيفًا: "من ضمن الأمور الجوهرية التى حدث فيها تغير فيما يخص جماعة الإخوان ما قبل الثورة وما بعدها، هو طبيعة الحلم وأثره على السلوك والممارسة، بمعنى أن الإخوان كانوا قبل الثورة يصدرون للمجتمع فكرة أنهم البديل للنظام الحاكم، البديل الذى يملك مفاتيح المشروع الإسلامى الذى سوف يكون حلا لكل مشاكل المجتمع بشرط أن يتم منحهم فرصة تطبيقه، ومن ثم كانت الأحلام والأهداف الكبرى هى المسيطرة على عقل وخطاب الجماعة".
وأضاف "على": "لكن وبعد تجربة الإخوان فى الحكم وإثبات أنهم لا يملكون مشروعًا حقيقيًا ولا أهدافًا واقعية يمكن تحقيقها على الأرض، ومن ثم بالإفلاس الفكرى والسياسى وعدم قدرتهم على بلورة مشروع يضعهم فى خانة المعارضة التى تريد أن تبنى لا أن تهدم، انصرفوا إلى المناكفة ومحاولة إحداث نوع من البلبلة بإثارة الشائعات والموضوعات التافهة التى لا تفيد المجتمع فى شىء، اللهم إلا تصدير اليأس والإحباط من تحقيق أى إنجاز حتى يشعر الناس أنهم أخطأوا فى حق الإخوان عندما ثاروا عليهم وأنزلوهم من سدة الحكم".