تشهد النمسا حالة من التوتر السياسى مع الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة عقب فضيحة سياسية مدوية سببها تسجيل فيديو كشف عن إجراء نائب مستشار البلاد، وهو زعيم حزب يمينى متطرف، لصفقات مشبوهة مع سيدة أعمال روسية.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن الفيديو الذى تم تصويره سرا أدى إلى استقالة هاينز كريستيان شتراخه، نائب مستشار النمسا المنتمى إلى اليمين المتشدد، وقد تضمن عدد من اللحظات المثيرة للدهشة، وفقا لمقتطفات نشرتها مجلسة دير شبيجيل الألمانية ووسائل إعلام نمساوية.
نائب مستشار النمسا المتورط فى الفضيحة
وبعد أقل من 24 ساعة من نشر الفيديو الذى تم تسجيله فى يوليو 2017 فى أسبانيا لم يستقل شتراخه فقط من منصبه، بل إنه تعهد أيضا بالاستقالة كزعيم لحزب الحرية اليمينى. وقد أدت الفضيحة إلى دهعوة مستشار النمسا سابستيان كورتر إلى انتخابات مبكرة، وقال فى مؤتمر صحفى أمس السبت "بعد فيديو الأمس، يكفى هذا".
ووفقا لوسائل الإعلام الألمانية التى نشرت محتوى الفيديو دون أن تنشره هو نفسه، فإن خمسة أشخاص شاركوا فى الاجتماع بينهم شتراخه وامرأة قيل إنه ابنة شقيق رجل أعمال روسى، ومترجم ومسئول أخر بحزب الحرية يدعى يوهان جودينس والذى يبدو أنه رتب لهذا الاجتماع، وأيضا زوجته تاجانا.
وقالت السيدة فى الفيديو إنها تريد أن تستثمر ربع مليار يورو فى النمسا، بينما يستكشف شتراخه إلى الطرق التى يمكن أن يساعد بها مثل هذا الاستثمار الهائل حزبه الحرية.
هاينز كريستيان شتراخه
وقال الزعيم اليمينى فى الفيديو أنه قد زار روسيا عدة مرات وأنه التقى بمستشارين للرئيس بوتين للتخطيط للتعاون لإستراتيجى، بحسب ما ذكرت "دير شبيجيل". وأشار إلى أن السيدة الروسية تستطيع مساعدة حزبه فى انتخابات 2017.
ومن الأمور التى تمت مناقشتها أيضا أخذ عقود طرف من أكبر شركات الإنءاء فى النمسا ونقلها إلى شركة ستقوم السيدة الروسية بتأسيسها.
كما اقترا شتراخه كذلك أن تقوم السيدة الروسية بشراء صحيفة "كرون" التابلويد قبل الانتخابات وتقوم بتقديم تغطية محابية لهم تجعلهم فى المقام الأول، وبعدها "يمكنهم الحديث فى أى شىء".
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن هذا الفيديو كان الأسوأ فى سلسلة من العثرات التى أسقطت الائتلاف الحاكم فى النمسا، وأثار مخاوف جديدة بشأن ما إذا كان حزب الحرية اليمينى المتطرف يعمل لتقويض الديمقراطية الليبرالية والحريات الإعلامية مع مشاركته حزب كورتز فى ائتلافه الحاكم.
وكانت أحزاب المعارضة قد طالبت على مدار أسابيع مستشار النمسا بإنهاء ائتلافه الحكومى المثير للجدل مع حزب الحرية فى ظل صلاته الموثقة مع متطرفين يمنيين فى روسيا، وهو الأمر الذى أثار القلق فى الداخل والخارج.
مستشار النمسا ونائبه
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن الفضيحة تأتى فى لحظة سياسية هامة فى الاتحاد الأوروبى، حيث يشن قادة اليمين المتشدد عبر القارة حملات قوية قبل الانتخابات الأوروبية المقررة خلال الأيام المقبلة.
وقبل وقت ليس ببعيد، كانت الأحزاب اليمينة على هامش السياسة الأوروبية. لكن مثل حزب الحرية، أصبح العديد منها جزءا من ائتلافات حكومية. ورغم أن بعض القادة الشعبويين لاسيما فى بولندا والدول الاسكندنافية تشعر بالقلق من روسيا، فإن آخرين لا يخفون رغباتهم فى علاقات وثيقة مع الكرملين.
ورأت الصحيفة الأمريكية إن النمسا الآن أصبحت فى قلب معركة أفكار بين الغرب الليبرالى والقوى الشعبوية المتحالفة مع بوتينن الذى كان يذهب إلى النمسا للتزلج عندما كان عميلا للكى جى بى.
مستشار النمسا سابستيان كورتر
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن فيينا تلعب دورا رئيسا لبوتين ولليمين المتطرف. وكانت أجهزة الاستخبارات الخارجية قد توقفت عن مشاركة المعلومات مع النمسا خوفا من أن يتم تسريبها إلى مويكو. وظل الدبلوماسيون الأوروبيون يعربون عن تحفظاتهم بشأن مشاركة المعلومات الاستخبارتية مع المسا بسبب هيمنة حزب يمينى متطرف على أجهزة الاستخبارت فى البلاد.