بالتأكيد مع كل الأمنيات والدعوات لمنتخبنا الوطنى بالتوفيق وحصد لقب أمم أفريقيا 2019 واستعادة الكأس الغائبة منذ 2010، حينما اقتنصها جيل المعلم حسن شحاتة للمرة الثالثة على التوالىـ إلا أنه مع اقتراب انطلاق البطولة هناك بعض الأسئلة تطرح نفسها بين الحين والآخر، حول قدرات الفراعنة على تحقيق ذلك.. سنستعرضها فى حلقات منفصلة لعلها تكون شعاع نور يهل علينا بالإيجابيات ونبذ السلبيات.
الحلقة الثالثة مرونة أجيرى والهدف من كأس الأمم
قبل 50 يوما فقط من انطلاق البطولة تذكر المكسيكى أجيرى أن الهدف الأسمى هو الفوز باللقب بسبب استضافة مصر لفعاليتها، لذلك قرر تغيير استراتيجيته فى الاستعداد للمعترك القارى الكبير ، القائمة على تكوين جيل جديد من اللاعبين الشباب تجهيزا لكأس العالم 2022، والاستعانة باللاعبين أصحاب الخبرات! وهو قرار يحتاج الوقوف عنده وتأمله بعين الاعتبار، ليطرح تساؤلا غاية فى الأهمية: هل لو لم تقم البطولة على أرض مصر ما كان هدف أجيرى الفوز باللقب؟ .. أليس من الطبيعى أن كل بطولة يشارك فيها الفراعنة أيا كان مقر اقامتها، يكون الهدف منها اعتلاء منصات التتويج، خصوصا وأنه ليس هناك خاصية بإقامة كل البطولات التى يشارك فيها المنتخب الوطنى على أرض مصر.
ازدواجية أجيرى فى قراراته بخصوص الهدف من المشاركة فى كأس أمم إفريقيا أمر مثير ويحمل فى طياته سلبيات تتمثل فى تفسيره أو تبريره المثير للجدل، ومع ذلك سيكون هناك دعما لأى قرار يتخذه الجهاز الفنى لتحقيق الأهداف المطلوبة أيا كانت الطريقة، لذا إذا ما خلصنا من قرار أجيرى هذا، شيئا ايجابيا
فلنعتبره مرونة فى تغيير خطة إعداده لكأس الأمم على كافة المستويات طالما فى الصالح العام، حتى وإن كانت فى العناصر المختارة للمشاركة فى البطولة الإفريقية.. هنا من الممكن أن ننظر للأمر من زواية أخرى إيجابية بصرف النظر عن تبريراته غير المقنعة.
قرار أجيرى من الممكن أن يكون صائبا لتحقيق أهداف المرحلة والتى ستكون قصيرة وتنتهى مع نهاية بطولة إفريقيا.. فهو يدلل على شخصية الخواجة المكسيكى المرنة فى التعامل مع المواقف وعدم التمسك بآرائه الخاصة من منطلق العناد وفرض الشخصية ليس إلا، ويعنى أنه يبحث عن النجاح بأى طريقة واستخدام الأسلحة المناسبة لكل مرحلة.
لكن فى المقابل يتوجب أن يراعى أجيرى هنا فكرة الاستفادة من كل عنصر من أصحاب الخبرات التى ينوى ضمها وأن يقتصر الأمر على الكيف وليس الكم، حتى لا يحدث أى خلل فى قوام الفريق، "بالبلدى كده مش عايزين مجاملات او ضم لاعبين من باب التكريم ليس الا.. والله ولى التوفيق وبالنصر لمصر".