تفاجأت الحكومة البريطانية، مطلع الأسبوع الجارى، بواقعة مرتبطة بتسريبات هامة فى الصحافة العالمية تتعلق بقرار السماح بمشاركة شركة "هواوى" الصينية المتخصصة فى التقنية والتكنولوجيا بإنشاء شبكة الجيل الخامس "جى 5"، وهو ما يمثل خطرًا على الأمن القومى البريطانى.
وبعد اكتشاف المسئول عن تسريب المعلومة "الخطيرة"، أقيل وزير الدفاع البريطانى جافين ويليامسون مساء اليوم الأربعاء من منصبه بعد التحقيق والتأكد فى كونه المسئول فى تسريب المعلومات التى تتعلق بالأمن القومى للبلاد، وذلك بعد قرار من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى.
وكان وزير الدفاع البريطانى أدلى بعدة تصريحات ضد شركة هواوى خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أعرب ويليامسون عن "قلقه الشديد" لمشاركة شركة "هواوي" فى نشر تقنية الجيل الخامس لشبكات الاتصالات الخلوية "5 جي" فى بريطانيا، إذ قال الوزير خلال زيارة إلى أوكرانيا "لدى مخاوف كبيرة بشأن توفير هواوى شبكة الجيل الخامس من شبكات الاتصالات الخلوية فى بريطانيا، إنه أمر سيترتب علينا النظر فيه عن كثب جدا"، وفق ما نقلته صحيفة "تايمز" البريطانية.
وقال جافين ويليامسون "لا بد لنا من الإقرار بأن الدولة الصينية تتصرف أحيانا بشكل سىء النية"، وذلك عقب الاتهامات التى وجهت إلى هواوى بشأن مشاركتها أسرار الدول مع المخابرات الصينية.
ووفقاً لصحيفة جارديان البريطانية ، فقد قال مكتب تيريزا ماى فى بيان رسمى "أن قرار الإقالة الصادر من قبل رئيسة الوزراء بسبب سلوكه فيما يتعلق بتحقيق فى ظروف الكشف غير المصرح به عن معلومات من اجتماع لمجلس الأمن القومى".
وجاء التحقيق فى أعقاب تقارير تفيد بأن الوزراء أثاروا مخاوف بشأن خطة للسماح لشركة "هواوي" الصينية بوصول محدود للمساعدة فى بناء شبكة الجيل الخامس الجديدة فى المملكة المتحدة.
ويشغل جافين ويليامسون منصب وزير الدفاع الذى أقيل منه منذ عام 2017.
وأشارت الصحيفة البريطانية ذاتها إلى أن رئيسة الحكومة تيريزا ماى عينت بينى موردونت وزيرة جديدة للدفاع، علما أنها تشغل منصب وزيرة التنمية الدولية.
وقالت الصحيفة البريطانية أيضا إن بينى موردون وفى دورها الجديد، ستستمر أيضا كوزيرة لشؤون المرأة والمساواة، مشيرة إلى أنها وباعتبارها نائبة فى بورتسموث نورث، فإن لديها روابط جيدة مع البحرية التى تعمل معها كاحتياطى.
وأوردت صحيفة "ديلى تلجراف"، أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى أعطت الضوء الأخضر لشركة هواوى الصينية للمساعدة فى بناء شبكة 5 جى متجاهلة التحذيرات الأمنية من واشنطن التى تشتبه بأنها تتجسس لحساب بكين.
وكان مجلس الأمن القومى الذى ترأسه ماى ويضم وزراء ومسؤولين أمنيين كبارا، قد وافق نهاية ابريل الماضى، على السماح لعملاق التكنولوجيا الصينية بالمشاركة المحدودة فى بناء البنية التحتية "غير الأساسية" مثل الهوائيات.
ودفعت هذه التسريبات مستشار الأمن القومى البريطانى مارك سيدويل إلى توجيه رسائل إلى الأشخاص الذين حضروا الاجتماع ليسأل ما إذا كانوا مسئولين عنها.
ويأتى ذلك فى حين يتنافس أعضاء الحكومة البريطانية فى الأسابيع الأخيرة على الإدلاء بتصريحات وتحسين صورتهم لخلافة ماى التى أضعف موقعها بسبب بريكست وأعلنت أنها ستستقيل فور مصادقة البرلمان على اتفاق خروج بلادها من الاتحاد الأوروبى.
