لم تكتف قناة الجزيرة القطرية، باستضافة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى عبر شاشاتها للتعبير عن وجهة النظر الإسرائيلية، إلى جانب استضافة المسئولين القطريين عبر شاشاتها للدفاع عن إسرائيل، بل أن واقعة أخرى أكدت على كيف تخدم الجزيرة القطرية أهداف إسرائيل بل إنها تحذف أى شئ قد يسئ لتل أبيب.
وهذه الواقعة تمثلت فى استجابة منظومة "الجزيرة بال بلس"، إحدى أفرع قنوات الجزيرة لطلب إسرائيلى من أجل حذف فيديو عن المحرقة التى تعرض لها اليهود على يد زعيم النازية هتلر والمعروفة باسم الهولوكوست.
وقناة الجزيرة القطرية لم يقتصر قراراها على هذا الأمر، بل أقدمت أيضا على تقديم اعتذار لإسرائيل، ووقف أصحاب هذا الفيديو عن العمل، تحت مزاعم أنهم يعادون السامية، فى موقف أصار جدلا واسعا فى الأوساط العربية.
من جانها سخرت صحيفة "سبق" السعودية، على هذه الواقعة بعدما أكدت أن مقطع فيديو قصير عن "الهولوكوست"، أنتجته قناة الجزيرة القطرية ومنصتها للإعلام الجديد "AJ+"، تسبب فى ردود فعل إسرائيلية غاضبة؛ وسريعًا ما رضخت الجزيرة للضغوط الإسرائيلية، ونزولا عند رغبتهم حذفت الشبكة القطرية مقطع الفيديو متحججة بمخالفته المعايير التحريرية المعتمدة لدى الشبكة.
وردود فعل خليجية غاضبة من هذه الواقعة، ففى هذا السياق أكد الكاتب السعودى، عبد العزيز الخميس، أن النظام القدرى فقط سيادته على أراضيه مقابل إرضاء إسرائيل، بعد أن اعتذرت قناة الجزيرة عن إنكارها للهولكوست.
وقال عبد العزيز الخميس، فى تغريدة له عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "هل هذا الخضوع من الإخونج حكام الحمدين وسادة قرارهم للضغط الاسرائيلى حول الهولكوست.. يعنى سيادة" .
وتابع الكاتب السعودى حديثه: "هل الهولكوست الذى دأبت الجزيرة منذ 1996 على ترويج إنكاره، وباعتذارها يعنى اعتراف به.. لا تعتذر عن شيء كنت تعده كذبة وأسطورة إلا إذا كنت أنت كاذبا منذ البداية".
كما علق مشعل منامى، الباحث السياسى الخليجى، أيضا على الواقعة قائلا فى تغريدة له عبر حسابه على "تويتر": "قناة الجزيرة Aj+ حذفت مقطع كانت قد نشرته اليوم عن الهولوكوست بعد أن أغضب إسرائيل وردت عليه الخارجية الإسرائيلية، فالجزيرة لا تستقوى إلا على الدول العربية فقط لأنها مشروع لهدم الدول العربية".
فيما علق أيضًا الدكتور إبراهيم حمامى، على الواقعة قائلا فى تغريدة له عبر حسابه على "تويتر": "رضوخ الجزيرة للضغوط وإيقاف الصحفيين بهذه الطريقة على خلفية الوثائقى القصير عن الهولوكوست ودون توضيح ما هى الجزئية التى خالفت معاييرها التحريرية يحتاج لمراجعة حول تغيير الجزيرة لسياساتها".
من جانبه قال الكاتب الصحفى السعودى عادل الحميدان، رئيس تحرير جريدة الرياض، إن الاعتذار لم يكن كافيا لإظهار خضوع قناة الجزيرة القطرية ومن يسيرها للغضبة الإسرائيلية من تقرير أنكرت فيه "الهولوكوست"،مضيفة :"فبعد حذفه من شبكتها بدأت فى اتخاذ إجراءات تأديبية فى حق موظفيها المتسببين فى إغضاب تل أبيب".
وأضاف الحميدان، فى تصريحات له،أن القناة القطرية وبما عرف عنها من نفاق وتدليس وقلب للحقائق لم تتطرق مطلقًا للغضب الإسرائيلى من إنكارها للهولوكوست بل حذفت المقطع وهى صاغرة وأرجعت الخطوة لما زعمت أنه نتيجة لمعارضة المحتوى لمعاييرها المهنية.
ونوه رئيس تحرير جريدة الرياض، إلى أن القناة القطرية -كما هم مسيريها- تعيش حالة ارتباك نتيجة الأحداث الساخنة التى تعيشها المنطقة حاليًا، متابعا حديثه: "أخبار التحركات العسكرية يجب أن تحظى بتغطية كبيرة إرضاءً لأمريكا،فى حين أن إخفاء أسم قاعدة العديد الأميركية أمر تقتضيه المعايير المهنية التى يجب أن تتفق مع ما يمليه الملالى فى طهران ومعهم أردوغان ".
وأشار الكاتب الصحفى السعودى عادل الحميدان، إلى أن الارتباك فى الخطاب القطرى يمثل نتيجة طبيعية للنفاق الذى مارسته الدوحة منذ انقلابها على محيطها الخليجى وعالمها العربى وخيانتها للأشقاء والأصدقاء.
وعلى نطاق الغضب الشعبى ضد سياسات تميم بن حمد واصل الشيخ فهد بن عبد الله آل ثانى، ابن عم تميم بن حمد، وأحد أفراد الأسرة القطرية الحاكمة، فضح تنظيم الحمدين مشيرا إلى أن الكثير من شعب قطر يفرون بسبب سياسات تميم بن حمد أمير قطر.
وقال الشيخ فهد بن عبد الله آل ثانى، فى سلسلة تغريدات له عبر حسابه على "تويتر"، إن تنظيم الحمدين الإرهابى يمارس العنصرية والتفرقة وعدم المساواة والضغط النفسى بطريقة قذرة ضد إخواننا مواطنى وأبناء قطر.
ولفت أحد أفراد الأسرة القطرية الحاكمة، إلى أن هذه التصرفات لا تصدر إلا من مجرمين حاقدين لا يخافون ربهم ولا يتقون عذابه! مما أدى ومازال بالمواطنين للفرار والهرب من الوطن الذى أصبح نقمة بدلا من أن يكون نعمةً.
وتابع الشيخ فهد بن عبد الله آل ثانى تصريحاته: "مع كل ذلك مازال النظام "الأحمق" يحاول تمرير بعض الجمل والتصريحات مثل: (أبشروا بالعز والخير) .. وإلى الآن والله لم ير المواطن خيرًا ولن يرى خير أو عز من هذه الحماقات التى أدت بجيراننا إلى يغلقوا أبوابهم فى وجه هذا النظام مع العلم أن المواطنين الآن ليسوا مقتنعين بهذه الجملة".
واستطرد ابن عم تميم بن حمد، حديثه: "روّج النظام أيضًا لجملة: (نحن بخير من دونكم) ..! مع العلم أن المواطنين فى قطر لم يروا اى خير من المقاطعة بل بالعكس لم يروا إلا ارتفاع أسعار وأزمة سيولة وكاش وهروب للشركات الاستثمارية وأزمات فى السفر والتنقل وخسارة القطاع الخاص وعنصرية قذرة أدت بهم للهرب والفرار من قطر ولدينا أسماء ببعض المواطنين الشرفاء الذين هربوا من تنظيم الحمدين الإرهابى وذنبهم أنهم لم يؤذوا أو يضروا أحد إطلاقآ..!"
وتابع الشيخ فهد بن عبد الله آل ثانى قائلا: "أخيرًا أقول لكم: على نفسها جنت براقش وتنظيم الحمدين الإرهابى الآن يأكل من خبز يديه ومن خبز تركيا وجارتها غير الشريفة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة