لم يتوقف التلوث على الدول النامية والفقيرة، بل إنه يزيد فى المدن الكبيرة التي تعاني من حركة المرور الشديدة، وكذلك التى تعد من المناطق الرئيسية التي تنتج الفحم، بالإضافة إلى الصناعات الثقيلة، ومن بين ذلك بعض المناطق فى أوروبا التى تعد بمثابة الأكثر تلوثا.
ووفقا لما ذكره موقع "phys"، يعيش عشرات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء القارة، ويعملون في المناطق التي يتجاوز فيها متوسط مستويات تلوث الهواء الحدود القصوى التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.
وتختلف كثافة ونوع الملوثات من مدينة إلى أخرى، وأحيانًا من منطقة إلى أخرى، اعتمادًا على ما إذا كان أحدها بجوار طريق سريع أو داخل جزيرة حضرية ذات نباتات، ويمكن تصنيف المناطق الحضرية حسب نوع الملوث.
وادي بو الإيطالي
بالنسبة للخرائط التي أعدتها الوكالة الأوروبية للبيئة (EEA) ، فإن وادي بو في إيطاليا مغطى تماما بتلوث الهواء.
يوجد في العديد من المدن في الوادي لديها تركيز عالى للجزيئات المجهرية الخطرة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرون، والمعروفة باسم PM2.5.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إنه يجب ألا تتجاوز نسبة التلوث في المتوسط 10 ميكروجرام لكل متر مكعب من الهواء في السنة، كما أن معايير الاتحاد الأوروبي أكثر تساهلاً عند 25 ميكروجرام / م 3، ولا يزال العديد من البلدان يتخطى هذا الخط الأحمر بانتظام.
وتعد الجزيئات المجهرية PM2.5 هى السبب الرئيسي للوفيات المبكرة في الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه، تعاني تورينو وميلانو من مستويات عالية من أكاسيد الأوزون والنيتروجين، التي تنتجها بشكل رئيسي محركات تعمل بالوقود والديزل.
بلد الفحم في بولندا
تعد جنوب بولندا بقعة مظلمة أخرى على خريطة التلوث في أوروبا، حيث إنها كثيفة بمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم وحرق الأخشاب.
وبالنسبة لمدى وجود ملوثات PM2.5 ، فكانت كراكوف ثاني أكثر المدن في القارة تلوثا بها في عام 2016 ، حيث بلغ متوسط تركيزها السنوي 38 mcg / m3، فإن كراكوف وكاتوفيتشي تتجاوزان الحدود السنوية الموصى بها لثاني أكسيد النيتروجين (NO2) والأوزون.
ويوضح مؤشر جودة الهواء، أن تلبية معايير منظمة الصحة العالمية الخاصة بتلوث هواء الجسيمات الصغيرة ستضيف ما يصل إلى 1.5 عام إلى حياة الناس في هذه المنطقة.
المدن الكبرى بشكل عام
تواجه جميع المدن الرئيسية في أوروبا تقريبًا ذروة التلوث الموسمي أو تلوث الهواء المزمن بسبب حركة المرور على الطرق.
وتعد صوفيا عاصمة بلغاريا صاحبة أعلى مستويات جزيئات PM2.5 في أوروبا في عام 2018، واحتلت المرتبة 21 بين جميع المدن الكبرى في العالم.
ويقول الخبراء، إن ارتفاع عدد المدن الملوثة في وسط أوروبا يرتبط ارتباطًا مباشرًا باستخدام الفحم المستمر لتوليد الكهرباء.
وفي أوروبا الغربية، يوجد في العديد من المدن تفوق معايير الاتحاد الأوروبي فى مستويات NO2، حيث تتصدر لندن القائمة فيبلغ متوسط تركيزها السنوي 89 مكج / م 3، تليها باريس (83) ، شتوتجارت (82) ، ميونيخ (80) ، مرسيليا (79) ، ليون (71) ، أثينا (70) وروما ( 65).
جنوب اوروبا
حتى جنوب أوروبا الذي اجتاحته الرياح لم يفلت من مستويات عالية من تلوث الهواء، ولا سيما الأوزون، الذي تم إنشاؤه بواسطة تفاعل كيميائي نتج عن أشعة الشمس بين أكاسيد النيتروجين (NOx) والمركبات العضوية المتطايرة، وتوجد أعلى المستويات عمومًا على طول البحر المتوسط في فصلي الربيع والصيف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة